حقائق رئيسية
- يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الرابعة بين السرطانات الأكثر شيوعاً بين النساء عالمياً، حيث قُدِّر عدد الحالات الجديدة بنحو 604000 حالة وعدد الوفيات بنحو 342000 وفاة في عام 2020.
- توجد أعلى معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم والوفيات الناجمة عنه في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. وهذا ما يعكس أوجه عدم المساواة الكبيرة الناجمة عن عدم إتاحة التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري، وخدمات فحص عنق الرحم، والعلاج، على المستوى الوطني، إلى جانب المحددات الاجتماعية والاقتصادية.
- يحدث سرطان عنق الرحم بسبب العدوى المتواصلة بفيروس الورم الحليمي البشري. والنساء المصابات بفيروس العوز المناعي البشري أكثر عرضةً 6 مرات للإصابة بسرطان عنق الرحم مقارنةً بالنساء غير المصابات بالفيروس.
- التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وفرز الإصابات السابقة للتسرطن وعلاجها وسائل فعالة للوقاية من سرطان عنق الرحم، وهي وسائل فعالة للغاية لقاء التكاليف.
- يمكن الشفاء من سرطان عنق الرحم إذا شُخّص في مرحلة مبكرة وعُولِجَ على الفور.
- تعمل البلدان في جميع أنحاء العالم على تسريع عملية القضاء على سرطان عنق الرحم في العقود المقبلة، في ظل مجموعة متفق عليها من ثلاث غايات يتعين تحقيقها بحلول عام 2030.
نظرة عامة
يأتي سرطان عنق الرحم في المرتبة الرابعة بين السرطانات الأكثر شيوعاً بين النساء عالمياً، حيث قُدِّر عدد الحالات الجديدة بنحو 604000 حالة في عام 2020. ووقع نحو 90% من الوفيات الناجمة عن سرطان عنق الرحم، البالغ عددها 342000 حالة، في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. وتوجد أعلى معدلات الإصابة بسرطان عنق الرحم والوفيات الناجمة عنه في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا الوسطى وجنوب شرق آسيا. وترتبط الفروقات الإقليمية في عبء سرطان عنق الرحم بأوجه عدم المساواة في إتاحة خدمات التطعيم والفحص والعلاج، وعوامل الخطر، ومنها انتشار فيروس العوز المناعي البشري، والمحددات الاجتماعية والاقتصادية مثل الجنس، والتحيزات القائمة على النوع الاجتماعي، والفقر. والنساء المصابات بفيروس العوز المناعي البشري أكثر عرضةً 6 مرات للإصابة بسرطان عنق الرحم مقارنةً بعامة السكان، ويُعزَى ما يقدر بنحو 5% من جميع حالات سرطان عنق الرحم إلى فيروس العوز المناعي البشري. ويؤثر إسهام فيروس العوز المناعي البشري في الإصابة بسرطان عنق الرحم على النساء الأصغر سناً أكثر من غيرهن، ونتيجة لذلك، فإن 20% من الأطفال الذين يفقدون أمهاتهم بسبب السرطان إنما يفقدونهن بسبب سرطان عنق الرحم.
الأسباب
فيروس الورم الحليمي البشري عدوى شائعة تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي ويمكن أن تؤثر على الجلد ومنطقة الأعضاء التناسلية والحلق. ويُصَاب به جميع الأشخاص النشطين جنسياً تقريباً في مرحلة ما من حياتهم، دون أن تظهر عليهم أعراض عادةً. وفي معظم الحالات، يتخلص الجهاز المناعي من فيروس الورم الحليمي البشري من الجسم. ويمكن أن تؤدي الإصابة المستمرة بفيروس الورم الحليمي البشري العالي الخطورة إلى نمو خلايا غير طبيعية، التي يتواصل نموها حتى تتحول إلى سرطان.
والإصابة المتواصلة بفيروس الورم الحليمي البشري في عنق الرحم (الجزء السفلي من الرحم، الذي يفتح في المهبل - ويُسمَى أيضاً قناة الولادة) إذا تركت دون علاج، تسبب 95٪ من حالات سرطان عنق الرحم. وعادة، يستغرق الأمر من 15 إلى 20 عاماً حتى تتحول الخلايا غير الطبيعية إلى سرطان، ولكن في النساء اللاتي يعانين من ضعف في جهاز المناعة، مثل الإصابة بفيروس العوز المناعي البشري غير المعالجة، يمكن أن تكون هذه العملية أسرع وتستغرق من 5 إلى 10 أعوام. وتشمل عوامل الخطر لتفاقم السرطان درجة تكوين الأورام التي يتسم بها نمط فيروس الورم الحليمي البشري، والحالة المناعية، ووجود عدوى أخرى بأمراض منقولة جنسياً، وعدد الولادات، وصغر العمر عند الحمل الأول، واستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، والتدخين.
الوقاية
زيادة الوعي العام والوصول إلى المعلومات والخدمات من العناصر الأساسية للوقاية من المرض ومكافحته في مختلف مراحل الحياة.
- تلقي اللقاح في المرحلة العمرية من 9 إلى 14 عاماً طريقة فعالة جداً للوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم وسائر السرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري.
- يمكن للفحص بدءاً من سن 30 عاماً (25 عاماً لدى النساء المصابات بفيروس العوز المناعي البشري) أن يساعد على اكتشاف مرض عنق الرحم، الذي يقي علاجه أيضاً من الإصابة بسرطان عنق الرحم.
- في أي عمر تظهر فيه الأعراض أو المخاوف، يمكن للاكتشاف المبكر الذي يتبعه علاج فوري جيد أن يحقق الشفاء من سرطان عنق الرحم.
التطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري وخطوات الوقاية الأخرى
توجد 6 لقاحات لفيروس الورم الحليمي البشري على الصعيد العالمي حتى عام 2023. وتوفر جميعها الحماية من النمطين 16 و18 من فيروس الورم الحليمي البشري ذوي الخطورة العالية، واللذين يسببان معظم حالات سرطان عنق الرحم، وقد ثبتت مأمونية اللقاحات وفعاليتها في الوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري وسرطان عنق الرحم.
وكأولوية، يجب إعطاء اللقاحات المضادة لفيروس الورم الحليمي البشري لجميع الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 9 و14 عاماً، قبل أن يدخلن في مرحلة النشاط الجنسي. ويمكن إعطاء اللقاح في شكل جرعة واحدة أو جرعتين. ويجب في الظروف المثلى أن يتلقى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة جرعتين أو ثلاث جرعات. واختارت بعض البلدان أيضاً تطعيم الفتيان لخفض معدل انتشار فيروس الورم الحليمي البشري في المجتمع وللوقاية من السرطانات التي تصيب الرجال الناجمة عن فيروس الورم الحليمي البشري.
وتشمل الطرق المهمة الأخرى للوقاية من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري ما يلي:
- عدم التدخين أو الإقلاع عن التدخين؛
- استخدام الواقي الذكري؛
- ختان الذكور الطوعي.
فحص عنق الرحم وعلاج الإصابات السابقة للتسرطن
يجب أن تخضع النساء لفحص سرطان عنق الرحم كل 5 إلى 10 أعوام بدءاً من سن الثلاثين. ويجب أن تخضع النساء المتعايشات مع فيروس العوز المناعي البشري لفحص سرطان عنق الرحم كل 3 أعوام بدءاً من سن الخامسة والعشرين. وتشجع الاستراتيجية العالمية على إجراء فحصين على الأقل مدى الحياة باستخدام اختبار فيروس الورم الحليمي البشري العالي الأداء عند سن 35 عاماً ومرة أخرى عند سن 45 عاماً. ونادراً ما تسبب الإصابات السابقة للتسرطن أعراضاً، ولهذا السبب يُعَد إجراء فحص سرطان عنق الرحم بانتظام أمراً مهماً، حتى لو كان المرأة قد حصلت على اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري.
وقد تبين أن أخذ العينات ذاتياً لاختبار فيروس الورم الحليمي البشري، الذي قد يكون خياراً مفضلاً لدى النساء، إجراء موثوق به مثل العينات التي يأخذها مقدمو الرعاية الصحية.
وبعد نتيجة إيجابية في اختبار فيروس الورم الحليمي البشري (أو طريقة فحص أخرى)، يمكن لمقدم الرعاية الصحية البحث عن تغيّرات في عنق الرحم (مثل الإصابات السابقة للتسرطن) يمكن أن تتطور لتصبح سرطان عنق الرحم إذا تُرِكت دون علاج. وعلاج الإصابات السابقة للتسرطن إجراء بسيط ويقي من حدوث سرطان عنق الرحم. ويمكن تقديم العلاج في نفس الزيارة (نهج المراقبة والعلاج) أو بعد إجراء اختبار ثانٍ (نهج الفحص والفرز والعلاج)، وهو ما يوصى به بشكل خاص للنساء المصابات بفيروس العوز المناعي البشري.
وتكون علاجات الإصابات السابقة للتسرطن سريعة وغير مؤلمة عموماً، ويندر معها حدوث مضاعفات. وتشمل خطوات العلاج التنظير المهبلي أو الفحص البصري لعنق الرحم لتحديد مكان الإصابة وتقييمها، ثم يليها:
- الاجتثاث الحراري، الذي يتضمن استخدام مسبار ساخن لحرق الخلايا؛
- المعالجة بالتبريد، التي تتضمن استخدام مسبار بارد لتجميد الخلايا؛
- المعالجة بأسلوب LEETZ (استئصال العروي الكبير للمنطقة المتحوِّلة)، الذي يتضمن إزالة الأنسجة غير الطبيعية باستخدام عروة مسخنة كهربائياً؛
- الخزعة المخروطية، التي تتضمن استخدام سكين لإزالة جزء مخروطي الشكل من الأنسجة.
الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم وتشخيصه وعلاجه
يمكن الشفاء من سرطان عنق الرحم إذا شُخِّص وعُولِجَ في مرحلة مبكرة من الإصابة بالمرض. ويعد التعرُّف على الأعراض وطلب المشورة الطبية للتعامل مع أي مخاوف خطوة حاسمة. ويجب على النساء زيارة أخصائي الرعاية الصحية إذا لاحظن ما يلي:
- نزيف غير معتاد بين الدورات الشهرية، أو بعد انقطاع الطمث، أو بعد الاتصال الجنسي؛
- زيادة أو رائحة كريهة في الإفرازات المهبلية؛
- أعراض مثل الألم المستمر في الظهر أو الساقين أو الحوض؛
- فقدان الوزن والإجهاد وفقدان الشهية؛
- الانزعاج المهبلي؛
- تورُّم في الساقين.
والتقييمات والاختبارات السريرية لتأكيد التشخيص مهمة، وستتبعها بشكل عام إحالة لخدمات العلاج، التي يمكن أن تشمل التدخل الجراحي والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي بالإضافة إلى الرعاية المُلطِّفة لتوفير الرعاية الداعمة والتدبير العلاجي للألم.
وتعد مسارات التدبير العلاجي لرعاية مرضى السرطان الغازي أدوات مهمة لضمان إحالة المريض على الفور ودعمه أثناء تنقله بين خطوات التشخيص وقرارات العلاج. وتشمل ميزات الرعاية الجيدة ما يلي:
- فريق متعدد التخصصات يضمن إجراء التشخيص وتحديد المراحل (الاختبارات النسيجية، والفحص الباثولوجي، والتصوير)؛ قبل اتخاذ قرارات العلاج؛
- قرارات علاج تتماشى مع المبادئ التوجيهية الوطنية؛
- دعم التدخلات من خلال الرعاية النفسية والروحية والجسدية والمُلطِّفة الشاملة.
ومع توسيع البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل نطاق فحص عنق الرحم، سوف يُكتَشف المزيد من حالات سرطان عنق الرحم الغازي، وخاصة في صفوف السكان الذين لم يخضعوا للفحص من قبل. ولذلك، يجب تنفيذ استراتيجيات الإحالة والتدبير العلاجي للسرطان وتوسيع نطاقها جنباً إلى جنب مع خدمات الوقاية.
استجابة المنظمة
قطعت جميع البلدان التزاماً بالقضاء على سرطان عنق الرحم باعتباره مشكلة من مشكلات الصحة العامة. وتُعرِّف الاستراتيجية العالمية للمنظمة القضاء على المرض بأنه خفض عدد الحالات الجديدة سنوياً إلى 4 حالات أو أقل لكل 100000 امرأة، وتحدد ثلاث غايات يتعين تحقيقها بحلول عام 2030 لوضع جميع البلدان على طريق القضاء على المرض في العقود المقبلة:
- تطعيم 90% من الفتيات باللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي البشري ببلوغهن 15 عاماً؛
- فحص 70% من النساء باستخدام اختبار عالي الجودة ببلوغهن 35 و45 عاماً؛
- حصول 90% من النساء المصابات بمرض عنق الرحم على العلاج.
وتشير تقديرات النمذجة إلى أنه يمكن تجنب 74 مليون حالة جديدة من سرطان عنق الرحم، ويمكن تجنب 62 مليون حالة وفاة من خلال تحقيق هدف القضاء على المرض.
وتعد الوقاية من الإصابات السابقة للتسرطن والسرطانات المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري أيضاً عنصراً أساسياً في استراتيجية المنظمة العالمية لقطاع الصحة بشأن فيروس العوز المناعي والتهاب الكبد والأمراض المنقولة جنسياً للفترة 2022-2030، ويتضمن قرار جمعية الصحة العالمية ج ص ع74-5 (2021) بشأن صحة الفم إجراءات معنية بسرطانات الفم والحنجرة.