حقائق أساسية
- مرض الإسهال هو ثالث سبب رئيسي لوفاة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين شهر واحد و59 شهراً، وهو مرض يمكن الوقاية منه وعلاجه على حد سواء.
- يحصد الإسهال سنوياً أرواح حوالي 832 443 طفلاً دون سن الخامسة وأرواح 851 50 طفلاً إضافياً تتراوح أعمارهم بين 5 و9 سنوات.
- يمكن الوقاية من نسبة كبيرة من حالات الإصابة بمرض الإسهال بفضل إتاحة إمدادات مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي والنظافة الصحية الكافية.
- يُسجّل على الصعيد العالمي حوالي 1,7 مليار حالة إصابة بمرض الإسهال بين الأطفال سنوياً.
- الإسهال هو السبب الرئيسي لسوء تغذية الأطفال دون سن الخامسة.
نظرة عامة
مرض الإسهال هو ثالث سبب رئيسي لوفاة الأطفال دون سن الخامسة وهو يحصد أرواح 832 443 طفلاً سنوياً. ويمكن أن يستمر الإسهال لعدة أيام ويتسبب في فقدان الجسم للمياه والأملاح الضرورية للبقاء على قيد الحياة. وفي الماضي، فقد كان التجفاف الشديد وفقدان السوائل السببين الرئيسيين للوفيات الناجمة عن الإسهال بين معظم الناس. ومن المرجح الآن أن تكون أسباب أخرى مثل الالتهابات الإنتانية البكتيرية المصدر مسؤولة عن نسبة متزايدة من جميع الوفيات الناجمة عن الإسهال. والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو ضعف المناعة، وكذلك المتعايشون مع فيروس العوز المناعي البشري، هم أشد عرضة لخطر الإصابة بالإسهال الذي يهدد حياتهم.
ويُعرف الإسهال على أنه تغوّط الفرد يومياً 3 مرات أو أكثر لبراز رخو أو سائل (أو تغوّطه بمعدل متكرر يزيد بكثير على معدل تغوّطه العادي). ولا يُعتبر التغوّط المتكرر للبراز المتماسك إسهالاً، كما لا يُعتبر كذلك البراز الرخو والطري للرضع الذين يتغذون على الرضاعة الطبيعية.
وعادة ما يكون الإسهال واحداً من أعراض الإصابة بعدوى في الأمعاء يمكن أن تسببها مجموعة متنوعة من الكائنات البكتيرية والفيروسية والطفيلية. وتنتشر عدوى المرض بواسطة الأطعمة أو مياه الشرب الملوثة أو تنتقل عدواه من شخص إلى آخر بسبب رداءة النظافة الصحية.
ويمكن تقليل خطورة الإصابة بالإسهال بواسطة تدخلات رامية إلى الوقاية من المرض، ومنها توفير إمدادات مياه الشرب المأمونة، واستخدام مرافق الصرف الصحي المحسّنة، وغسل اليدين بالصابون. وينبغي علاج الإسهال بمحلول الإمهاء الفموي المكون من الماء النظيف والسكر والملح. وإضافة إلى ذلك، يمكن تقصير مدة الإسهال وتحسين حصائل علاجه بفضل أخذ دورة علاج تكميلي تتراوح مدتها بين 10 أيام و14 يوماً بأقراص الزنك القابلة للتشتت.
وهناك 3 أنواع سريرية من الإسهال:
- الإسهال المائي الحاد - الذي يستمر لعدة ساعات أو أيام ويشمل الكوليرا
- الإسهال الدموي الحاد – المُسمّى أيضاً الزحار
- الإسهال المستمر - الذي يدوم لمدة 14 يوماً أو أكثر.
نطاق مرض الإسهال
مرض الإسهال هو السبب الرئيسي لوفيات الأطفال والإصابة بحالات المراضة في العالم، وغالباً ما تسببه أطعمة ومصادر أغذية ملوثة. وعلى الصعيد العالمي، لا يحصل 780 مليون شخص على إمدادات مياه الشرب المحسّنة كما لا يحصل 2,5 مليار شخص على مرافق الصرف الصحي المحسّنة. وينتشر الإسهال الناجم عن العدوى على نطاق واسع في جميع أنحاء البلدان النامية.
أمّا في البلدان المنخفضة الدخل، فيعاني الأطفال دون سن الثالثة من ثلاث نوبات من الإسهال في المتوسط سنوياً، بحيث تحرمهم كل واحدة من تلك النوبات من عناصر التغذية اللازمة لنموهم. وعليه يعد الإسهال سبباً رئيسياً لسوء التغذية، ومن المرجح بشكل أكبر أن يصاب الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية باعتلالات ناجمة عن الإسهال.
التجفاف
التجفاف من أشد التهديدات التي يشكلها الإسهال. وأثناء التعرّض لإحدى نوبات الإسهال، يفقد الفرد المياه والكهارل (الصوديوم والكلوريد والبوتاسيوم والبيكربونات) من خلال البراز السائل والقيء والعرق والبول والتنفس، ويتعرّض للتجفاف بسبب عدم تعويض الجسم لهذه الخسائر.
وتُصنّف درجة التجفاف على مقياس مكون من 3 مستويات.
- التجفاف الشديد (عندما يشمل علامتين على الأقل من العلامات التالية):
- الخمول/فقدان الوعي
- عينان غائرتان
- العجز عن الشرب أو صعوبة في الشرب
- بقاء الجلد مثنياً لفترة طويلة عقب قرصه (≥ ثانيتين)
- وتشمل بعض حالات التجفاف (علامتين أو أكثر من العلامات التالية):
- الأرق والتهيج
- عينان غائرتان
- الشرب بلهفة والشعور بعطش شديد
- انعدام التجفاف (لا توجد علامات كافية لتصنيفه على أنه تجفاف متوسط أو شديدة).
الأسباب
العدوى: الإسهال واحد من أعراض الإصابة بعدوى ناجمة عن مجموعة من الكائنات البكتيرية والفيروسية والطفيلية، والتي ينتشر معظمها عن طريق المياه الملوثة بالبراز. وتكون العدوى أكثر شيوعاً في حال نقص مرافق الصرف الصحي والنظافة الصحية الكافية وإمدادات المياه المأمونة المستعملة لأغراض الشرب والطهي والتنظيف. والفيروسة العجلية والنوروفيروس والفيروسات الغدية وتلك النجمية هي المُمرضات الفيروسية الأكثر شيوعاً فيما بين الأطفال دون سن الخامسة. وتشمل المُمرضات البكتيرية الإشريكية القولونية والسالمونيلا والشيغيلة والعطيفة، بينما تشمل المُمرضات الطفيلية الكريبتوسبوريديوم والجيارديا والانتاميبا. والفيروسة العجلية والإشريكية القولونية هما من أكثر المُمرضات شيوعاً فيما بين الأطفال بكل فئاتهم العمرية، بينما تنتشر المُمرضات الطفيلية بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والخامسة. أمّا المُمرضات البكتيرية، بما فيها الإشريكية القولونية والسالمونيلا والشيغيلة، فهي شائعة بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والعاشرة، وكذلك حال الفيروسة العجلية والنوروفيروس والسابوفيروس. ويلزم أيضاً أن تُؤخذ في الحسبان الأنماط المسببة للمرض فيما يخص الموقع تحديداً.
سوء التغذية: غالباً ما يعاني الأطفال الذين يقضي عليهم الإسهال من سوء التغذية بشكل أساسي، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض. وتتسب، بدورها، كل نوبة إسهال يتعرّضون لها في تفاقم معاناتهم من سوء التغذية، علماً بأن الإسهال هو السبب الرئيسي لسوء التغذية لدى الأطفال دون سن الخامسة.
مصادر المياه: المياه الملوثة بالبراز البشري، مثل مياه المجارير وخزانات التعفين والمراحيض، تثير القلق بوجه خاص. كما يحتوي براز الحيوانات على كائنات دقيقة يمكن أن تسبب الإسهال.
أسباب أخرى: يمكن أن ينتقل أيضاً مرض الإسهال من شخص إلى آخر ويتفاقم بسبب سوء النظافة الشخصية. والطعام هو سبب رئيسي آخر للإصابة بالإسهال في حال لم تتوفر ظروف صحية لإعداده أو تخزينه. ومن عوامل الخطر الكبيرة أيضاً تخزين المياه المنزلية ومناولتها بطريقة غير مأمونة. وقد تسهم كذلك الأسماك التي تُصاد من مياه ملوثة والمأكولات البحرية المعدة منها في الإصابة بالمرض.
الوقاية والعلاج
فيما يلي تدابير رئيسية للوقاية من الإسهال:
- إتاحة إمدادات مياه الشرب المأمونة
- استخدام مرافق الصرف الصحي المحسّنة
- غسل اليدين بالصابون
- الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال أول 6 أشهر من العمر
- صون النظافة الشخصية ونظافة الأغذية جيداً
- التثقيف الصحي بشأن كيفية انتشار العدوى
- التطعيم ضد الفيروسة العجلية.
وفيما يلي تدابير رئيسية لعلاج الإسهال:
- الإماهة بمحلول أملاح الإمهاء الفموي. أملاح الإمهاء الفموي هي عبارة عن خليط من الماء النظيف والملح والسكر، وهي لا تكلف سوى بضعة سنتات لكل جرعة علاج. وتمتص الأمعاء الدقيقة هذه الأملاح وتعوض الجسم عن المياه والكهارل التي يفقدها في البراز.
- تقلل مكملات الزنك مدة نوبة الإسهال بنسبة 25٪ وتخفض كمية البراز بنسبة 30٪.
- الإماهة بحقن السوائل عبر الوريد في حالة التعرّض لتجفاف شديد أو صدمة شديدة.
- الأطعمة الغنية بالمغذيات. يمكن كسر الحلقة المفرغة لسوء التغذية والإسهال عن طريق الاستمرار في إعطاء الرضيع أطعمة غنية بالمغذيات – ومنها حليب الأم - أثناء التعرّض لنوبة إسهال، ومن خلال اتباع نظام غذائي غني بالمغذيات في تغذية الأطفال الأصحاء - يشمل الرضاعة الطبيعية الحصرية خلال أول 6 أشهر من العمر.
- استشارة أخصائي صحي، وخصوصاً بشأن التدبير العلاجي للإسهال المستمر أو في حال كان البراز حاوياً على دم أو إذا كانت هناك علامات تدل على التعرّض للتجفاف.
استجابة المنظمة
تعمل المنظمة مع دول أعضاء وشركاء آخرين على تحقيق ما يلي:
- تعزيز السياسات والاستثمارات الوطنية التي تدعم التدبير العلاجي لحالات الإسهال ومضاعفاته، فضلاً عن زيادة إتاحة إمدادات مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي في البلدان النامية؛
- وإجراء بحوث لوضع واختبار استراتيجيات جديدة بشأن الوقاية من الإسهال ومكافحته في هذا المجال؛
- وبناء القدرات في مجال تنفيذ تدخلات وقائية، تشمل تحسين مرافق الصرف الصحي ومصادر الإمداد بالمياه، ومعالجة المياه المنزلية وتخزينها بشكل آمن؛
- وتنفيذ تدخلات جديدة في مجال الصحة، مثل التمنيع ضد الفيروسة العجلية؛
- والمساعدة في تدريب العاملين الصحيين، وخصوصاً على صعيد المجتمع المحلي.