WHO / Aphaluck Bhatiasevi
Bangladesh - Diphtheria Prevention at Rohingya Refugees Camps - 2017
© الصورة

الخناق (الدفتيريا)

12 تموز/يوليو 2024

حقائق أساسية

  • الخناق مرض تسببه بكتيريا تصيب السبيل التنفسي العلوي والجلد في حالات أقل. وتفرز أيضاً بكتيريا المرض سماً يدمر القلب والأعصاب.
  • الخناق مرض يمكن الوقاية منه باللقاحات، ولكن يلزم إعطاء عدة جرعات عادية ومعززة من اللقاحات المضادة له لتوليد المناعة اللازمة ضده وصونها.
  • الأشخاص غير الحاصلين على التمنيع أو المنقوصو المناعة معرضون لخطر الإصابة بالمرض.
  • يمكن أن يودي الخناق بحياة الأفراد غير الملقّحين في حوالي 30٪ من الحالات إن لم يحصلوا على العلاج اللازم، علماً بأن صغار الأطفال هم أشد عرضة لخطر الموت بسبب المرض (1).
  • تشدد فاشيات الدفتيريا المندلعة مؤخراً على أهمية صون معدلات عالية من التغطية بالتلقيح في صفوف المجتمعات المحلية طوال العمر.
  • في عام 2023، أشارت التقديرات إلى حصول نسبة 84٪ من الأطفال في جميع أنحاء العالم على الجرعات الثلاث المُوصى بها من اللقاح الحاوي على الخناق أثناء فترة الرضاعة، مما ترك نسبة 16٪ من الأطفال بدون تغطية باللقاح أو بتغطية منقوصة به. وثمة تباين واسع في معدلات التغطية بين البلدان وداخلها.

    لمحة عامة

    الخناق مرض معدٍ تسببه بكتيريا تفرز السموم، ويمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر عندما يسعل الشخص المصاب بعدواه أو يعطس. وقد لا تظهر أعراض المرض على بعض الأشخاص ولكن يظل بإمكانهم نقل البكتيريا إلى الآخرين. ويُصاب البعض الآخر بمرض خفيف، رغم أن الإصابة أيضاً بمرض وخيم ومضاعفات ناجمة عنه بل وحتى الوفاة بسببه أمر وارد.

    ويمكن أن يصيب الخناق أي شخص ولكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال غير الملقّحين.

    ويسبب السم الناجم عن الخناق تلفاً في الجهاز التنفسي ويمكن أن ينتشر في جميع أنحاء الجسم. ومن أعراضه الشائعة الحمى والتهاب الحلق وتورم الغدد الموجودة في الرقبة.

    والتلقيح هو السبيل الأفضل للوقاية من الإصابة بمرض الخناق أو نقله إلى أشخاص آخرين، علماً بأن اللقاح المضاد له مأمون ويساعد الجسم على مكافحة العدوى.

    وكانت حالات المرض منتشرة في أنحاء العالم بأسره قبل طرح لقاح الدفتيريا وتلقيح الأفراد به على نطاق واسع في ثلاثينيات القرن الماضي.

    وبسبب نقص التلقيح في الآونة الأخيرة، فقد اندلعت فاشيات المرض بتواتر متزايد برغم توافر لقاح مأمون وناجع ضده.

    آثار جائحة كوفيد-19

    لقد أثرت جائحة كوفيد-19 على تقديم خدمات التمنيع الروتيني وأنشطة الترصد. وقد تركت هذه النكسات الكثير من الأطفال عرضة للإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات مثل الخناق.

    ولا يوجد أي إقليم من أقاليم المنظمة خالٍ تماماً من الخناق، وتتمكن بكتيريا المرض من الدوران في بعض المناطق بسبب تدني معدلات التغطية بالتمنيع باللقاح الحاوي على ذوفان الخناق فيها، مما يزيد احتمال اندلاع فاشيات المرض ويعرض جميع الأفراد غير الملقّحين والمنقوصي التلقيح لخطورة الإصابة بالمرض.

    وينبغي تعزيز برامج التمنيع والترصد في إطار الرعاية الصحية الأولية، كما ينبغي بذل جهود رامية إلى إعطاء جميع الأطفال 3 جرعات من اللقاح الحاوي على ذوفان الخناق أثناء فترة الرضاعة والطفولة والمراهقة. وينبغي كذلك أن تنفذ البلدان نظم ترصد قوية لتحديد الحالات وتأكيدها والإسراع في سد الثغرات التي تتخلل المناعة.

    العلامات والأعراض

    عادةً ما تبدأ أعراض الإصابة بالخناق بعد فترة تتراوح بين يومين و5 أيام من التعرض للبكتيريا المسببة له. وتشمل الأعراض النموذجية للإصابة بعدوى المرض التهاب الحلق والحمى وتورم الغدد الموجودة في الرقبة والضعف. وخلال يومين إلى 3 أيام تلي الإصابة بالعدوى، تشكل الأنسجة الميتة في الجهاز التنفسي طبقة سميكة رمادية اللون يمكن أن تغطي الأنسجة الموجودة في الأنف واللوزتين والحلق وتصعّب بالتالي عمليتي التنفس والبلع.

    وتحدث معظم حالات الخناق الوخيمة والوفيات الناجمة عنه بسبب السموم التي يفرزها والآثار التي يخلفها. ويمكن أن تشمل المضاعفات الناجمة عن المرض التهاب القلب والأعصاب. ويمكن أن يودي المرض بحياة الأفراد غير الملقّحين ضد الخناق وغير الحاصلين على علاج مناسب منه في حوالي 30٪ من الحالات، علماً بأن الأطفال دون سن الخامسة أشد عرضة لخطورة الوفاة بسبب المرض.

    من هم المعرضون لخطر المرض؟

    يمكن أن تصيب عدوى المرض أي شخص غير ممنع (غير ملقّح أو منقوص التلقيح).

    وقد شهد الخناق حالات عاود فيها الظهور في كل الأوقات التي تتدنى فيها معدلات التغطية بالتمنيع ضده. وتتعرقل جهود التمنيع الروتيني بفعل تضرر البنية التحتية الصحية والخدمات الصحية في البلدان التي تعاني من الكوارث الطبيعة أو النزاعات أو تتعافى منها. كما تزداد خطورة الإصابة بعدوى المرض في المخيمات السكنية المكتظة بالسكان.

    العلاج

    تنخفض بشكل كبير خطورة التعرض لمضاعفات المرض أو الوفاة بسببه في حال توفير العلاج اللازم في وقت مبكر من مرحلة الإصابة به. ولهذا السبب، ينبغي في حالة الاشتباه في الإصابة بالخناق إجراء فحص فوري لتأكيد الإصابة بالمرض كما ينبغي بدء العلاج في أقرب وقت ممكن.

    وعادةً ما تُعالج حالات الخناق بمضادات سموم المرض والمضادات الحيوية كذلك، حيث تعمل مضادات سموم الخناق تحديداً على تحييد عملية دوران السموم في الدم. ويمكن الاطلاع على تعليمات مفصلة عن إعطاء مضادات السموم بالرجوع إلى المبادئ التوجيهية الصادرة عن المنظمة بشأن العلاج. وتعمل المضادات الحيوية على وقف تكاثر البكتيريا ووقف إفراز السموم بالتالي، وتسريع عملية التخلص من البكتيريا ومنع انتقالها إلى الآخرين. ولكن أظهرت العديد من سلالات الخناق المنتشرة حالياً مقاومتها لبعض الأدوية المضادة للميكروبات والشائعة الاستخدام. وينبغي أيضاً إعطاء اللقاح لجميع الأفراد الذين سبق لهم أن أُصيبوا بالخناق بعد انتهاء المرحلة الحادة من المرض.

    وينبغي كذلك علاج الأفراد من مخالطي الحالات المصابة بالخناق بالمضادات الحيوية على سبيل الوقاية منعاً لإصابتهم بالمرض. ولابد من التحقق أيضاً من الحالة التمنيعية لجميع المخالطين، كما ينبغي تزويدهم باللقاح في حال عدم تلقيحهم بالكامل.

    الوقاية

    يمكن الوقاية من الخناق بواسطة لقاحات تعطى غالباً مع لقاحات الكزاز والسعال الديكي ولقاحات أمراض أخرى. وتوصي المنظمة بإعطاء 6 جرعات إجمالاً من اللقاح الحاوي على الدفتيريا ابتداءً من عمر 6 أسابيع وحتى بلوغ سن المراهقة لتوفير حماية طويلة الأجل.

    ولعل السبيل الأنجع للوقاية من الخناق هو التلقيح على نطاق المجتمع المحلي المقترن بتحقيق معدلات تغطية عالية في إطار تقديم خدمات التمنيع الروتيني المُدرجة ضمناً في الرعاية الصحية الأولية. وينبغي تلقيح جميع الأطفال ضد الخناق بسلسلة أولية كاملة من اللقاح و3 جرعات معززة إضافية منه لتزويدهم بحماية طويلة الأجل، علماً بأن اللقاح مأمون وناجع.

    وغالباً ما يُعطى لقاح الخناق بالاقتران مع لقاحات مضادة لأمراض أخرى مثل الكزاز والسعال الديكي والمستدمية النزفية والتهاب الكبد B وشلل الأطفال المعطّل.

    ويزيد الجمع بين اللقاحات من التكلفة قليلاً ولكنّه يسمح بتقاسم تكاليف تنفيذ اللقاح وإعطائه؛ والأهم من ذلك أنه يضيف فائدة الحماية من أمراض الطفولة الأخرى التي يمكن أن تسبب الكزاز والسعال الديكي والتهاب السحايا وشلل الأطفال.

    وفي عام 2023، حصلت نسبة 84٪ من الأطفال على جميع الجرعات الثلاث من السلسلة الأولية للقاح الخناق، على أن هناك تفاوتات كبيرة في معدلات التغطية بين البلدان وداخلها.

    ويمكن أن يؤدي نقص التلقيح في مجموعات متتالية من الأطفال إلى ظهور حالات الخناق وفاشياته.

    استجابة المنظمة

    بدأ برنامج التمنيع الأساسي في عام 1974. وقد طُرحت لقاحات الخناق المركبة في إطار تنفيذ هذا البرنامج منذ إنشائه وحالت دون الإصابة بنسبة زادات على 90٪ من حالات المرض بين عامي 1980 و2000. وتواصل المنظمة العمل مع الدول الأعضاء على تعزيز التلقيح من أجل استدامة التغطية باللقاحات والوقاية من الأمراض في صفوف المجتمعات المحلية.

    وقد اندلعت في السنوات الأخيرة فاشيات خناق سببها قصور معدلات التغطية باللقاح المضاد له. وسعياً إلى مكافحة هذه الفاشيات، عملت المنظمة مع الدول الأعضاء على الاستجابة للفاشيات وتعزيز برامج التمنيع الروتيني من أجل تحسين التغطية بالتمنيع واستدامتها للوقاية من حالات العدوى بالخناق والوفيات الناجمة عنه.


    المرجع

    1. Truelove SA, Keegan LT, Moss WJ, Chaisson LH, Macher E, Azman AS, Lessler J. Clinical and Epidemiological Aspects of Diphtheria: A Systematic Review and Pooled Analysis. Clin Infect Dis. 2020 Jun 24;71(1):89-97. doi: 10.1093/cid/ciz808. PMID: 31425581; PMCID: PMC7312233.