حالات السقوط

26 نيسان/أبريل 2021

حقائق رئيسية

  • حوادث السقوط هي ثاني سبب مؤدٍّ إلى الوفاة بجروح غير متعمدة في العالم.
  • يموت في العالم كل عام نحو 684000 شخص بسبب حوادث السقوط التي يقع أكثر من 80% منها في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل.
  • يعاني البالغون الذين تتجاوز أعمارهم 65 سنة أكبر عدد من حالات السقوط المميتة.
  • تُسجّل كل عام 37.3 مليون حادثة سقوط تستدعي درجة خطورتها تلقي عناية طبية.
  • ينبغي أن تشدد استراتيجيات الوقاية على التثقيف والتدريب وتهيئة بيئات أكثر أمانا، مع إيلاء الأولوية للأبحاث التي تتناول حوادث السقوط واتخاذ تدابير فعالة في الحد من المخاطر.

يُقصد بحادثة سقوط كل حدث يفضي بالشخص إلى الانطراح بدون قصد على الأرض أو على أي سطح أو أي مكان من ارتفاع أعلى. ويمكن أن تكون الجروح الناجمة عن حوادث السقوط مميتة [1]، رغم أنها ليست كذلك في معظم الأحيان. ففي حالة الأطفال في جمهورية الصين الشعبية مثلا، تُسجّل مقابل كل حالة وفاة بسبب حوادث السقوط 4 حالات للإصابة بعجز دائم، و13 حالة تستدعي العلاج في المستشفى لمدة تتراوح بين يوم واحد وعشرة أيام، و24 حالة تستدعي العلاج في المستشفى لمدة يوم إلى 9 أيام، و690 حالة تستدعي عناية طبية أو الغياب عن المدرسة/ أو العمل.

المشكلة

تعدّ حوادث السقوط واحدة من أبرز مشاكل الصحة العامة في العالم. وتفيد التقديرات بوقوع 684000 حادثة سقوط مميتة كل عام، مما يجعلها السبب الثاني للوفاة بجروح غير متعمدة بعد حالات الوفاة بجروح ناجمة عن حوادث الطرق. ويُسجّل أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن حوادث السقوط في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، وتمثل منطقتا غرب المحيط الهادئ وجنوب شرقي آسيا 60% من هذه الوفيات. وفي جميع أقاليم العالم، تسجل أعلى معدلات الوفيات بسبب هذه الحوادث في أوساط البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة.

وتقع كل عام 37.3 مليون حادثة سقوط غير مميتة لكن درجة خطورتها تستدعي تلقي عناية طبية. وتتسبب حوادث السقوط في العالم كل عام في أكثر من 38 مليون من سنوات الحياة الصحية المفقودة [2] وتنتج عنها سنوات عجز أطول أكدا مما ينتج عن حوادث السير والغرق والحروق والتسمم مجتمعة.

 ورغم أن نحو 40% من مجموع سنوات الحياة الصحية المفقودة بسبب حوادث السقوط تطال الأطفال، فإن هذه التقديرات قد لا تعبر بدقة عن تأثير الإصابات الناجمة عن حوادث السقوط على الأفراد الأكبر سنا الذين تقل سنوات النشاط المفقودة عندهم بحكم تقدمهم في السن. وبالإضافة إلى ذلك، يتزايد احتمال لجوء الأفراد الذين يسقطون ويتعرضون للإعاقة، ولا سيما كبار السن، في وقت لاحق إلى تلقي الرعاية والمكوث في مؤسسات الرعاية لمدة طويلة.

وتترتب عن الجروح المرتبطة بحوادث السقوط تكاليف مالية باهظة. ففيما يتعلق بالفئة العمرية من 65 سنة فما فوق،  يصل متوسط التكاليف التي تتكبدها النظم الصحية في جمهورية فلندا وأستراليا نتيجة الجروح الناجمة عن حوادث السقوط 3611 و1049 دولارا أمريكيا على التوالي. وتفيد الأدلة من كندا أن تنفيذ استراتيجيات فعالة في مجال الوقاية يؤدي إلى خفض حوادث السقوط بين الأطفال دون سن العاشرة بنسبة 20%، وهو ما قد يحقق مبلغا صافيا من الوفورات يزيد عن 120 مليون دولار أمريكي في العام.

ما هي الفئات المعرضة للخطر؟

رغم أن جميع الأفراد الذين يسقطون قد يتعرضون لجروح، فقد يؤثر عمر الفرد وجنسه وحالته الصحية على نوع الإصابات ومدى خطورتها.

العمر

العمر واحد من عوامل المخاطر الرئيسية التي تنطوي عليها حوادث السقوط. ويعد كبار السن الفئة الأكثر عرضة للوفاة أو الإصابة البالغة بسبب السقوط. وتزداد هذه المخاطر مع التقدم في السن. ففي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، يعاني 20 إلى 30% من كبار السن الذين يتعرضون للسقوط من جروح متوسطة إلى بالغة مثل الرضوض أو الكسور في الورك أو الإصابة في الرأس. غير أن مستوى المخاطر قد يعزى في جزء منه إلى التغييرات البدنية والحسية والإدراكية المرتبطة المرتبطة بالشيخوخة، بالاقتران مع البيئات التي ليست مهيأة وفقا لاحتياجات كبار السن.

وفئة الأطفال هي أيضا من الفئات الأخرى الأكثر عرضة للمخاطر الشديدة. إذ تقع معظم حوادث سقوط الأطفال في مراحل تطور نموهم بسبب غريزة الفضول لديهم للتعرف على المحيط ورغبتهم المتزايدة في إثبات استقلاليتهم وما تنطوي عليه من سلوكات أكثر مجازفة عادة بـ"الإقدام على المخاطر". ورغم أن ضعف مراقبة الوالدين للأطفال يدرج ضمن عوامل المخاطر الشائعة، فإن الظروف كثيرا ما تكون معقدة وتترابط مع الفقر، وظروف الأمهات العازبات، ولاسيما البيئات الخطرة.

الجنس

يواجه كلا الجنسين من جميع الفئات العمرية والأقاليم خطر التعرض لحوادث السقوط. ويلاحظ في بعض البلدان أن الذكور أكثر عرضة للوفاة بسبب حوادث السقوط، في حين أن الإناث يتعرضن أكثر لحوادث السقوط غير المميتة. وكبار النساء وصغار الأطفال بوجه خاص عرضة لحوادث السقوط وتزداد احتمالات تعرضهم لإصابات خطيرة. ويسجل أوساط الذكور في العالم ارتفاع مضطرد في معدلات الوفيات وسنوات الحياة الصحية المفقودة. وقد يعزى هذا العبئ الأكبر الملحوظ خاصة عند الذكور إلى المستويات الأعلى لديهم من السلوكات المرتبطة بالمجازفة والمخاطر المهنية.

وتشمل عوامل المخاطر الأخرى ما يلي:

  • المهن التي تمارس في أماكن مرتفعة أو ظروف العمل الأخرى الخطرة؛
  • تعاطي الكحول والمخدرات؛
  • العوامل الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك الفقر، والسكن المكتظ، وظروف الأمهات العازبات، وحداثة سن الأم؛
  • الأمراض الطبية الكامنة مثل الأمراض العصبية، وأمراض القلب، وغيرها من الأمراض المسببة في الإعاقة؛
  • الآثار الجانبية للأدوية، والخمول البدني، واختلال التوازن، لاسيما في أوساط كبار السن؛
  • ضعف القدرة على الحركة والإدراك والرؤية خاصة في أوساط من يعيشون في دور الرعاية أو مرافق الرعاية لمدة طويلة.
  • البيئات غير الآمنة، وخاصة لمن يعانون من اختلال التوازن ومحدودية الرؤية.

الوقاية

هناك مجموعة من تدخلات الوقاية من حوادث السقوط بحسب مراحل العمر. وتشمل على سبيل الذكر لا الحصر ما يلي:

بالنسبة للأطفال والمراهقين<

  • برامج التنشئة لفائدة الأسر المنخفضة الدخل والمحرومة
  • تزويد الوالديْن بمعلومات عن مخاطر سقوط الأطفال ودعمهما في الحد من هذه المخاطر في البيوت

    بالنسبة للعاملين

  • إنفاذ لوائح أكثر صرامة في مجال السلامة في مكان العمل في الوظائف العالية المخاطر مثل قطاع البناء
  • برامج متعددة العناصر للسلامة في مكان العمل

بالنسبة لكبار السن

  • التدريب على المشي وحفظ التوازن والتدريب الوظيفي
  • تاي تشي
  • تقييم البيت وإدخال تعديلات عليه
  • الحد من المؤثرات العقلية أو الإقلاع عن تناولها
  • التدخلات المتعددة القطاعات (إجراء عمليات تقييم فردية لمخاطر السقوط وإتْباعها بتدخلات وإحالات مكيفة حسب الاحتياجات للتصدي للمخاطر التي يتم تمييزها)
  • مكملات فيتامين "D" لمن يعانون نقصا في هذا الفيتامين

وبالإضافة إلى التدخلات المذكورة أعلاه، هناك تدخلات أخرى من الحكمة اتباعها حتى وإن كان يحتمل ألا تجرى أي أبحاث تسندها.  والسبب في ذلك هو أنه من المستبعد بحكم طبيعة هذه التدخلات أن تكون محل دراسات بحثية عالية الجودة إما بسبب الصعوبات التي تكتنف إجراء الأبحاث المطلوبة وإما لأن هذه التدخلات تبدو من البساطة أو من الأساسيات التي لا تستلزم إجراء أبحاثا عنها.

وتشمل هذه التدخلات ما يلي:

  • تسييج المناطق الخطرة أو تقييد الوصول إليها
  • الترويج لسياسات ومعايير ساحات اللعب التي تتطلب فضاءات خفيضة وتقييد مستوى ارتفاعها دراء للسقوط
  • تطبيق نظم فعالة في السلامة والصحة المهنية
  • استخدام أحزمة أمان، ونظم كبح، ونظم وقف السقوط عند من يعملون في أماكن مرتفعة
  • مطالبة مالكي البيوت بإدخال التعديلات اللازمة على البيوت وتطبيق معايير البناء
  • تحسين إمكانية الوصول في الأحياء والأماكن العامة، مثل الأرصفة
  • ضمان تخصيص أعداد كافية من العاملين لساكني مرافق الرعاية

 


[1] في تقييمات الصحة العالمية التي تضعها المنظمة، تُستثنى من وفيات حوادث السقوط والإصابات غير المميتة حوادثُ السقوط التي بسبب التعرض لاعتداء أو إيذاء الذات أو حوادث الوقوع من ظهور الحيوانات أو من مباني محترقة أو مركبات للنقل وحوادث السقوط في النيران أو في المياه وفي آليات.

 

 [2] يوسع مصطلح سنوات الحياة الصحية المفقودة مفهومَ سنوات العيش المحتملة المفقودة بسبب وفاة مبكرة ليشمل أيضا العدد المكافئ من سنوات الحياة "الصحية" المفقودة بسبب وهن الصحة أو الإعاقة.