لعب القمار

2 كانون الأول/ديسمبر 2024

حقائق رئيسية

  • كانت التقديرات العالمية الموحدة لأضرار لعب القمار محدودة إلا أنها تشير إلى معاناة 1,2% من سكان العالم البالغين من اضطراب المقامرة. وتنتشر أيضاً الأضرار الناجمة عن لعب القمار في صفوف الأشخاص غير المقامرين.
  • يقدّر محللو قطاع القمار أن عائدات لعب القمار العالمية ستبلغ قيمتها 700 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2028 (1). وسيحقَّق معظم هذا النمو بواسطة استخدام الهاتف الذكي في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط.
  • يولّد المقامرون بمستويات ضارة حوالي 60% من الخسائر (عائدات لعب القمار) (2).
  • يمكن أن يهدد لعب القمار الصحة إذ يؤدي إلى زيادة حالات الإصابة باعتلال نفسي والانتحار. وقد يسبب الفقر بتحويل إنفاق الأسر عن السلع والخدمات الأساسية.
  • تشمل الأضرار الناجمة عن لعب القمار أيضاً انهيار العلاقات والعنف الأسري والضائقة المالية والوصم وارتكاب جرائم مدرة للدخل (السرقة والغش) وإهمال الأطفال وتدهور المؤسسات المدنية بسبب الفساد والنشاط السياسي لشركات قطاع القمار. ويعد لعب القمار أيضاً وسيلة شائعة لغسل الأموال المحصّلة عبر أنشطة غير مشروعة.
  • يساهم الاستغلال التجاري والرقمنة في تسريع تطبيع لعب القمار. كما أن الرعاية والتسويق يعدان عاملين رئيسيين مساهمين في النمو السريع للعب القمار على الصعيد العالمي.

نظرة عامة

لعب القمار هو المجازفة بالمال (أو بأي شيء آخر ذي قيمة) في لعبة تكون حصيلتها غير مؤكدة، بإمكانية تحصيل عائد أكبر. والمراهنة وآلات القمار وألعاب الكازينو واليانصيب والبينغو كلها أشكال من أشكال لعب القمار. وتسبب آلات القمار الإلكترونية وألعاب الكازينو في الغالب أكبر الأضرار. وتتاح هذه الآلات والألعاب في أماكن مادية وعبر الإنترنت. ويختلف الوضع القانوني للعب القمار داخل البلدان وفيما بينها وإن شرّعت عدة ولايات قضائية لعب القمار الآن. وإذ تتاح ألعاب القمار عبر الإنترنت، فيمكن النفاذ إليها في أي مكان تقريباً وفي أي وقت حتى في الأماكن التي تحظَّر فيها.

ويمكن أن يلحق لعب القمار أضراراً جسيمة بالصحة. وتشمل هذه الأضرار مواجهة صعوبات مالية وانهيار العلاقات والعنف الأسري والإصابة باعتلال نفسي والانتحار. وقد تستمر عواقب الضرر الناجم عن لعب القمار طوال حياة المرء وتؤثر في عدة أجيال. ويمكن أن تساعد التدخلات على مستوى السكان على الوقاية من الضرر والحد منه. وتشمل هذه التدخلات وضع حد للإعلان والترويج وتوفير نظام للتسجيل المركزي للحسابات يلزم المقامرين بتحديد حدود ملزمة للخسائر وفرض قيود تتصل بإتاحة لعب القمار وتوافره (ساعات العمل والكثافة). ومن الضروري أيضاً اتخاذ تدابير صارمة للتنظيم والإنفاذ من أجل ضمان الامتثال للقوانين القائمة.

نطاق المشكلة

يجيز القانون لعب القمار الآن في عدة بلدان. وقد طُبّع لعب القمار من خلال جمعيات تجارية جديدة تنظم أنشطة رياضية وثقافية يروَّج لها الآن ترويجاً مكثفاً. ويتعرّض حوالي 5,5% من النساء و11,9% من الرجال على الصعيد العالمي للضرر الناجم عن لعب القمار بمستويات مختلفة (3). وقدّرت دراسة سويدية أن الأشخاص المعانين من اضطراب المقامرة هم على الأرجح أكثر عرضة للانتحار من عامة السكان بواقع 15 مرة (4). وفي ولاية فيكتوريا في أستراليا، تبيّن أن ما لا يقل عن 4,2% من حالات الانتحار يرتبط بلعب القمار (5).

وعندما يقامر أي شخص بمستوى شديد الخطورة، يتضرر ستة أشخاص آخرين في المتوسط (من غير المقامرين عادة) (6). ومن المحتمل أن يكون هذا الرقم أعلى في الثقافات القائمة على صلات القرابة، بما في ذلك لدى الشعوب الأصلية. وقد يحوّل لعب القمار أيضاً الإنفاق الاستهلاكي العادي عن أنشطة أخرى.

والتنظيم الذاتي لقطاع القمار هو وسيلة شائعة لتنظيم لعب القمار. ومع ذلك، هناك عدة أمثلة على فشل هذا النهج. وغالباً ما تكون طريقة أداء العديد من منتجات المقامرة قليلة الشفافية. ويمكن أن تضلل آلات القمار الإلكترونية المستخدمين من خلال ميزات تصميمية تشجع الاستخدام المطوّل. وتكون الرسائل الراهنة المروّجة للصحة غير كافية في الغالب ويمكن أن تستخدم ما يسمى المحفزات السلبية التي تشجع استهلاك المنتجات الضارة (على سبيل المثال، من خلال استغلال تحيزات المقامرين المعرفية) وقد تعزز التطبيع. وإلى جانب التنظيم الصارم لمنتجات المقامرة وتوافرها لا يُستبعد أن تكون رسائل التحذير الواضحة بشأن الأضرار المرتبطة باستخدامها أكثر فعالية من الرسائل التي تقترح التوقف ببساطة عن لعب القمار عندما لم تعد هذه الممارسة ممتعة، على سبيل المثال.

ولا يوجد أي اتفاق عالمي بشأن تنظيم لعب القمار عبر الإنترنت. وتعرض جهات مورّدة غير مرخص لها بانتظام منتجات مقامرة غير خاضعة للتنظيم وهناك حاجة ملحة إلى تنظيم لعب القمار عبر الإنترنت.

من هم الأشخاص المعرضون للخطر؟

قد يكون الأشخاص الذين يمرون بأحداث مهمة في حياتهم، بما فيها الانفصال أو التقاعد أو الإصابة أو وفاة أحد الأحباء، أكثر تعرضاً للخطر. وتؤدي العوامل الاجتماعية المسببة للإجهاد مثل الفقر أو التمييز أو غير ذلك من العوائق أيضاً إلى زيادة المخاطر. كما يعرّض الترويج المكثف للعب القمار عبر الإنترنت وفي إطار الأنشطة الرياضية لمخاطر تطبيع لعب القمار لدى الأطفال والشباب.

العلامات والأعراض

اضطراب المقامرة موصوف إلى جانب الاضطرابات الناجمة عن تعاطي مواد الإدمان في الطبعة الخامسة لدليل الاضطرابات العقلية التشخيصي والإحصائي وفي اﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺣﺎدﻳﺔ ﻋﺷرة ﻟﻠﺗﺻﻧﻳف اﻟدوﻟﻲ ﻟﻸﻣراض. ويرد وصف ثلاثة متطلبات تشخيصية في اﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟﺣﺎدﻳﺔ ﻋﺷرة ﻟﻠﺗﺻﻧﻳف اﻟدوﻟﻲ ﻟﻸﻣراض هي:

  1. ضعف القدرة على التحكم في لعب القمار؛
  2. منح أولوية متزايدة للعب القمار الذي تكون له الأسبقية على جوانب الحياة الأخرى والأنشطة اليومية؛
  3. مواصلة لعب القمار على الرغم من عواقبه السلبية.

ويظهر الضرر الناجم عن لعب القمار أيضاً على مستوى أدنى بكثير من العتبات السريرية. وتشمل علامات الضرر تحويل الأموال عن الإنفاق المنزلي الأساسي، مما قد يسبب انعدام الأمن الغذائي ومشاكل إسكانية وصعوبات في الحصول على الرعاية الصحية والتعليم.

الانتقال

إن سهولة الوصول إلى منتجات المقامرة تزيد خطر الإقبال عليها. وغالباً ما تتاح فرص للعب القمار بشكل غير متناسب في المناطق التي تكون أشد حرماناً. ويمكن الوصول بسهولة إلى المنتجات شديدة الكثافة، منها آلات القمار الإلكترونية، ومنصات المراهنة السريعة وألعاب الكازينو، بما فيها الألعاب المتاحة عبر الإنترنت، في كل مكان تقريباً.

والاستغلال التجاري للعب القمار في عدة بلدان يزيد حدوث الضرر الناجم عن لعب القمار ويؤدي أيضاً إلى التطبيع. وإن الرعاية أو أي صلة أخرى بدوريات رياضية شعبية ووضع منتجات المقامرة في سياقات اجتماعية آليات من آليات الترويج الرئيسية. والترويج الشديد للعب القمار في وسائل الإعلام الشعبية ووسائل التواصل الاجتماعي يزيد أيضاً نشاط المقامرة.

الوقاية والمكافحة

من الضروري اعتماد نُهج شاملة على نطاق السكان في مجال الصحة العامة للوقاية من الضرر الناجم عن لعب القمار. وتشمل هذه النُهج ما يلي:

  • وضع حد للإعلان عن لعب القمار وللترويج للأنشطة الرياضية والأنشطة الثقافية الأخرى ورعايتها؛
  • الحد من الوصم والعار اللذين يعاني منهما الأشخاص المتضررون من لعب القمار؛
  • توفير نظام للتسجيل الشامل للحسابات وأدوات للالتزام المسبق الملزم والاستبعاد الذاتي الفعال؛
  • اتخاذ تدابير السلامة للحماية من منتجات المقامرة، بما في ذلك فرض حدود شاملة للخسائر وحدود قصوى للمراهنة وفترات للاستراحة أثناء جلسات لعب القمار؛
  • تنظيم نشاط الجهات المورّدة لخدمات المقامرة بفعالية، بما في ذلك عن طريق أنشطة الإنفاذ المزوّدة بالموارد الكافية؛
  • التصدي للنشاط السياسي لشركات قطاع القمار وتأثيرها في البحوث؛
  • نشر رسائل مضادة تحذر من الأضرار المرتبطة بمنتجات المقامرة.

العلاج

توجد مجموعة من العلاجات للأشخاص المعانين من اضطراب المقامرة. والعلاجات الأكثر فعالية المتوافرة حالياً هي العلاج السلوكي المعرفي الطويل الأمد أو إجراء مقابلات تحفيزية. أما التدخلات القائمة على المساعدة الذاتية والتدخلات الدوائية والدعم المتبادل فتقل البيّنات على فعاليتها وإن كانت في عداد التدخلات الأكثر استخداماً. ويدعم بعض البيّنات العلاجات المتاحة على الإنترنت وإن كان تضاؤل عدد المستفيدين يمثل مشكلة كبيرة.

ويسجل الإقبال على علاج اضطراب المقامرة معدلاً منخفضاً إذ يقدَّر أن نسبة السكان الذين يسعون إلى الحصول على مساعدة رسمية وغير رسمية لحل المشاكل الحالية تبلغ 0,14%. وغالباً ما يحول الوصم والعار دون سعي الأشخاص إلى الحصول على المساعدة. ويزيد النهج التنظيمي الذي يفضله قطاع القمار ويُعرف بنهج لعب القمار المسؤول الطين بلةً بإلقاء اللوم في الواقع على الأشخاص المتضررين. وتكون تدخلات نهج لعب القمار المسؤول عادة غير فعالة، وخصوصاً عندما يكون اعتماد التدابير أمراً اختيارياً.

وينبغي تزويد الأشخاص الذين يسعون إلى تحسين التحكم في ممارسة لعب القمار أو التوقف عنها بأدوات تدعمهم. وتشمل هذه الأدوات الالتزام المسبق الشامل (الذي يقتضي من الشخص أن يحدد حدوداً ملزمة للوقت المكرس للعب القمار والمال المنفق عليه) والاستبعاد الذاتي (الذي يسمح للشخص بفرض حظر على نفسه من التعامل مع الجهات المورّدة لخدمات المقامرة). والنظم الشاملة (والمعروفة أيضاً باسم النظم الإلزامية) هي النظم الأكثر فعالية. أما النظم الطوعية فهي نظم يكون الإقبال عليها ضعيفاً ولا يمكن إنفاذها. والوقاية هي الاستراتيجية الأكثر فعالية من حيث التكلفة لتقليل الضرر الناجم عن لعب القمار إلى أدنى حد.

التحديات

تحصّل الحكومات عادة إيرادات ضريبية كبيرة في البلدان التي شرّعت لعب القمار، مما يمكن أن يولّد نوعاً من الاعتماد ويثبط عن الحد من الضرر. وقد تكون للفوائد الاقتصادية المتصورة لأسواق لعب القمار الأسبقية على ما لهذه الممارسة من آثار لا تُفهم فهماً جيداً على الصحة والرفاه.

وتعترض مجموعات قطاع القمار عادة اعتراضاً شديداً على اللوائح ذات التأثير الشديد والتدابير الأخرى المؤثرة في مصالحها التجارية. وينتشر النشاط السياسي لشركات قطاع القمار ويكون فعالاً في حماية مصالح هذه الشركات. وقد استخدم قطاع القمار أيضاً التمويل وغيره من أشكال الدعم للتأثير في قطاع البحث. وإن الحد من قدرة المصالح الخاصة على التأثير في برنامج عمل البحوث والسياسات العامة هو في عداد الأهداف الرئيسية للصحة العامة.

الأثر العالمي

يزيد الضرر الناجم عن لعب القمار إذ تتوسع أسواق لعب القمار، مما يضر بصحة السكان ورفاههم. وتطرح المقامرة غير المرخصة أو غير القانونية أو الخارجية تحديات تنظيمية كبيرة على جميع الحكومات. ولمواجهة هذه التحديات بفعالية، يتعين على الحكومات أن تتعاون لتبادل البيانات وحماية المستهلكين من الممارسات غير الخاضعة للتنظيم والتمكن من تحصيل إيرادات ضريبية مشروعة. وإن لم تُتخذ تدابير فعالة للحماية، فقد يقوّض لعب القمار التقدم المحرز من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولا سيما الأهداف 3 و10 و16.

استجابة المنظّمة

تقر المنظمة بالآثار السلبية للعب القمار على الصحة. ومن الضروري اتخاذ إجراءات متعددة القطاعات تستهدف الحد من الضرر الناجم عن لعب القمار بغية الحد من احتمال أن يعرقل لعب القمار إحراز التقدم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتعترف المنظمة بضرورة أن ترصد الدول الأعضاء عن كثب عمليات المقامرة ومنتجاتها وأنشطتها وتنظم هذه العمليات والمنتجات والأنشطة تنظيماً فعالاً، مما ينبغي أن يشمل الحد من الوصم والعار المرتبطين بلعب القمار ووضع حد للإعلان والترويج والتركيز على جهود أخرى تُبذل في المنبع للوقاية من الضرر الناجم عن لعب القمار والحد منه.

وتنسق المنظمة مجموعة من الخبراء العالميين لبناء القدرة على التصدي لآثار لعب القمار على الصحة العامة. وتشمل الجهود الأولية قيادة تطوير أدوات جديدة لتشخيص اضطراب المقامرة من أجل أخذ السكان خارج أمريكيا الشمالية في الحسبان على وجه أفضل، وتيسير التوصل إلى توافق في الآراء بين الخبراء بشأن حدود التشخيص. وتسلم المنظمة بأن بعض الولايات القضائية قد وضع نظماً فعالة لتنظيم لعب القمار. وتُبذل جهود ترمي إلى توثيق هذه الدروس المستخلصة ونشرها، وخصوصاً من أجل دعم البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط حيث تتزايد أنشطة المقامرة التجارية بسرعة.

 


المراجع:

  1. H2 Gambling Capital. Global Gambling Industry Generates $536bn in 2023 with H2 Expecting 7% Growth Expected in 2024. https://h2gc.com/news/general/global-gambling-industry-generates-536bn-in-2023-with-7-growth-expected-in-2024
  2. Gambling Research Exchange Ontario (GREO) 2019a. Proportion of revenue from problem gambling. GREO, Guelph. https://www.greo.ca/Modules/EvidenceCentre/files/GREO%20(2019)%20Evidence%20brief%20Proportion%20of%20revenue%20from%20problem%20gambling.pdf
  3. Wardle, Heather et al. The Lancet Public Health Commission on gambling. The Lancet Public Health, Volume 9, Issue 11, e950 - e994. DOI: 10.1016/S2468-2667(24)00167-1
  4. Karlsson A, Håkansson A. Gambling disorder, increased mortality, suicidality, and associated comorbidity: a longitudinal nationwide register study. J Behav Addict 2018; 7: 1091–99.
  5. Rintoul, A, Dwyer J, Millar C, Bugeja L, Nguyen H. Gambling-related suicide in Victoria, Australia: a population-based cross-sectional study. The Lancet Regional Health – Western Pacific, 2023.
  6. Goodwin BC, Browne M, Rockloff M, Rose J. A typical problem gambler affects six others. Int Gambl Stud 2017; 17: 276–89.