حقائق أساسية
- يوجد عنصر الزئبق بشكل طبيعي في الهواء والمياه والتربة.
- قد يسبب التعرض للزئبق - حتى بكميات ضئيلة - مشاكل صحية خطيرة، وهو يهدد نماء الطفل في الرحم وفي مرحلة مبكرة من العمر.
- قد يخلف الزئبق آثاراً سامة على الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة والرئتين والكلى والجلد والعينين.
- تعتبر المنظمة الزئبق واحداً من المواد الكيميائية العشر الرئيسية التي تثير مخاوف كبيرة في مجال الصحة العامة.
- يتعرض الناس أساساً لمثيل الزئبق، وهو مركب عضوي، عند تناولهم للأسماك والمحاريات الحاوية عليه.
- يختلف مثيل الزئبق عن أثيل الزئبق اختلافاً كبيراً. ويوجد أثيل الزئبق في مادة الثيومرسال الحافظة في بعض اللقاحات ولا تشكل خطراً على الصحة.
لمحة عامة
يوجد الزئبق بشكل طبيعي في قشرة الأرض، وهو يتحرر في البيئة بفعل النشاط البركاني وتآكل الصخور وأنشطة الإنسان. وإن أنشطة الإنسان هي السبب الرئيسي لنشر الزئبق، وخاصة في محطات توليد الطاقة العاملة بحرق الفحم، وعملية حرق الفحم في المنزل لأغراض التدفئة والطهي، والعمليات الصناعية، ومحارق النفايات، وأنشطة تعدين الزئبق والذهب والمعادن الأخرى.
وبمجرد تحرير الزئبق في البيئة، فإن بمقدور البكتيريا أن تحوله إلى مثيل الزئبق الذي يتراكم بعدئذ بيولوجياً في الأسماك والمحارات (تحدث عملية التراكم البيولوجي عندما يحتوي الكائن الحي على تركيزات من المادة أعلى من تركيزاتها في المناطق المحيطة). ومن المرجح مثلاً أن تحتوي الأسماك المفترسة الكبيرة على مستويات عالية من الزئبق بسبب تناولها للعديد من الأسماك الصغيرة.
من هم المعرضون للخطر؟
الزئبق مادة سامة لصحة الإنسان وهي تهدد تحديداً نماء الطفل في الرحم وفي مرحلة مبكرة من العمر.
ويتعرض أساساً جميع البشر لمستوى معين من الزئبق من خلال استنشاق أبخرة الزئبق الأولية أثناء العمليات الصناعية ومن خلال استهلاك الأسماك والمحاريات الملوثة به.
وتشير التقديرات إلى أن هناك من بين جماعات مختارة تعتمد على صيد الكفاف ما يتراوح بين 1,5 طفل و17 طفلاً/ 1000 طفل يعانون من ضعف قدراتهم المعرفية بسبب استهلاكهم لأسماك حاوية على الزئبق (1).
العلامات والأعراض
إن الزئبق مادة سامة لصحة الإنسان وهي تهدد تحديداً نماء الطفل في الرحم وفي مرحلة مبكرة من العمر. ويوجد الزئبق في أشكال مختلفة كالتالي: في شكل عنصر (أو معدن)؛ وشكل غير عضوي (مثل كلوريد الزئبق)؛ وشكل عضوي (مثل مثيل وأثيل الزئبق)، وهي تخلف جميعها آثاراً سامة مختلفة على أعضاء الجسم، بما فيها الجهاز العصبي والجهاز الهضمي وجهاز المناعة والرئتين والكلى والجلد والعينين.
ويخلف الزئبق آثاراً صحية عديدة تشمل تلف الكلى والجهاز العصبي ومشاكل الجلد. كما يشكل تعرض الجنين لمثيل الزئبق خطراً عليه قبل الولادة.
وتسبب أملاح الزئبق غير العضوية تآكل الجلد والعينين والجهاز الهضمي، وقد تسمم الكلى عند تناولها.
وقد يُلاحظ وجود اضطرابات عصبية وسلوكية إثر استنشاق مختلف مركبات الزئبق أو ابتلاعها أو ملامستها للجلد. وتشمل الأعراض نوبات الرعاش والأرق وفقدان الذاكرة والآثار العصبية والعضلية والصداع واختلال الوظائف المعرفية والحركية. ويمكن أيضاً ملاحظة علامات خفيفة ودون سريرية لتسمم الجهاز العصبي المركزي لدى العمال المعرضين لعنصر الزئبق بمستويات أولية في الهواء بمقدار 20 ميكروغرام/ متر مكعب أو أكثر لعدة سنوات. كما أُبلغ عن تأثر الكلى بالزئبق بما يتراوح بين زيادة معدلات البروتين في البول والتعرض لفشل كلوي.
الوقاية والمكافحة
فيما يلي تدخلات رامية إلى منع انتشار الزئبق في البيئة وتعرض الإنسان له:
التخلص من أنشطة تعدين الزئبق واستعماله في استخراج الذهب والعمليات الصناعية الأخرى
إن الزئبق عنصر يتعذر تدميره، لذا يمكن إعادة تدوير المستعمل منه فعلاً لكي يُستفاد منه في استعمالات أساسية أخرى دون حاجة إلى تعدينه. وإن استعمال الزئبق في تعدين الذهب الحرفي والضيق النطاق خطير بوجه خاص ويخلف آثاراً صحية كبيرة على فئات السكان الضعيفة. ويلزم تعزيز وتنفيذ تقنيات لا تستعمل الزئبق (ولا السيانيد) لاستخراج الذهب، كما يلزم في المواضع التي ما زالت تستعمله اتباع ممارسات عمل أكثر مأمونية للوقاية من التعرض للزئبق.
تعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة التي لا تحرق الفحم
يشكل حرق الفحم للحصول على الطاقة والتدفئة مصدراً رئيسياً للزئبق، لأن الفحم يحتوي على الزئبق وغيره من ملوثات الهواء الخطيرة التي تنبعث عند حرقه في محطات توليد الطاقة العاملة بحرق الفحم والمراجل الصناعية والمواقد المنزلية.
التحول إلى استعمال مقاييس الحرارة وأجهزة قياس ضغط الدم الخالية من الزئبق في مرافق الرعاية الصحية
يُستعمل الزئبق تقليدياً في الأجهزة الطبية، وخصوصاً مقاييس الحرارة وأجهزة قياس ضغط الدم. وتمثل استعمالاته هذه خطراً من حيث تعرض الأجهزة للكسر والتخلص منها في الأجل الطويل على حد سواء. كما يتعرض الإنسان أساساً للزئبق من خلال استنشاق أبخرة الزئبق الأولية، علماً بأن الوقاية من التعرض للزئبق ممكنة تماماً بفضل استعمال بدائل مأمونة وفعالة خالية من الزئبق.
اتباع ممارسات مأمونة في مناولة المنتجات والنفايات الحاوية على الزئبق وفي استعمالها والتخلص منها
يوجد الزئبق في منتجات كثيرة، ومنها ما يلي:
- البطاريات
- أجهزة القياس، مثل مقاييس الحرارة ومقاييس الضغط الجوي
- المفاتيح والمرحلات الكهربائية الموجودة في المعدات
- المصابيح (بما فيها بعض أنواع المصابيح الكهربائية)
- ملغم الأسنان (المستعمل في حشوات الأسنان)
- منتجات تفتيح البشرة ومستحضرات التجميل الأخرى
- المستحضرات الصيدلانية.
ويُستعمل ملغم الأسنان، وهو من مواد الحشو الشائعة لعلاج تسوس الأسنان، منذ ما يربو على 175 عاماً. وترد في خطة العمل العالمية الصادرة عن المنظمة بشأن صحة الفم 2023-2030 غاية عالمية تنص على أن تكون 90٪ من البلدان قد نفّذت، بحلول عام 2030، تدابير لتخفيض استعمال ملغم الأسنان تدريجياً، على النحو المنصوص عليه في اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق، أو تكون قد تخلّت تدريجياً عن استعماله.
وتفتيح البشرة أو تبييضها من الممارسات الخطيرة التي تنطوي غالباً على خطورة التعرض لأملاح الزئبق منعاً لإنتاج الميلانين. وتشكل بذلك منتجات تفتيح البشرة الحاوية على الزئبق خطراً على الصحة وهي محظورة الاستعمال في بلدان كثيرة. ولكن قد يُعلن عن هذه المنتجات وتُتاح للمستهلكين عبر الإنترنت وغيرها من الوسائل حتى في البلدان التي تطبق ضوابط صارمة بشأنها.
استعمال الزئبق في اللقاحات والمستحضرات الصيدلانية
يُستعمل الزئبق، مثل الثيومرسال (أثيل الزئبق)، بكميات ضئيلة جداً كمادة حافظة في بعض اللقاحات والمستحضرات الصيدلانية. وعند مقارنة أثيل الزئبق بمثيل الزئبق، فإنه يختلف عنه تماماً، لأن جسم الإنسان قادر على تكسير أثيل الزئبق بسرعة ولا يسمح بتراكمه في الجسم. وقد رصدت المنظمة عن كثب البينات العلمية المتعلقة باستعمال الثيومرسال كمادة حافظة في اللقاحات لأكثر من 20 عاماً، وتوصلت دوماً إلى النتيجة نفسها التي تفيد بعدم وجود بينات تثبت أن كمية الثيومرسال المستعملة في اللقاحات تشكل خطراً على الصحة.
إبرام اتفاق سياسي
أدى استمرار انتشار الزئبق في البيئة بسبب أنشطة الإنسان ووجوده في السلسلة الغذائية وآثاره الضارة بوضوح على صحة الإنسان إلى اعتماد اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق في عام 2013. وتُلزم هذه الاتفاقية الحكومات الأطراف فيها باتخاذ طائفة من الإجراءات تشمل معالجة انبعاثات الزئبق في الهواء والتخلص تدريجياً من بعض المنتجات الحاوية على الزئبق.
وأُدخل في عام 2023 تعديل على اتفاقية ميناماتا يحظر تصنيع بعض المنتجات التي يُضاف إليها الزئبق أو استيراد تلك المنتجات أو تصديرها بعد عام 2025. وتشمل قائمة تلك المنتجات البطاريات والمفاتيح والمرحلات الكهربائية ومصابيح الفلورسنت وأجهزة القياس غير الإلكترونية ومستحضرات التجميل وما إلى ذلك.
استجابة المنظمة
كانت جمعية الصحة العالمية في قرارها ج ص ع67-11 (2014) بشأن الآثار الصحية العمومية المترتبة على التعرض للزئبق ومركباته: دور منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة العمومية في تنفيذ اتفاقية ميناماتا قد طلبت إلى المدير العام أن يسهّل الجهود التي تبذلها المنظمة بشأن إسداء المشورة إلى الدول الأعضاء وتزويدها بالدعم التقني لتنفيذ اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق فيما يخص جميع الجوانب الصحية المتصلة بالزئبق.
وتنشر المنظمة بينات عن الآثار الصحية للزئبق بمختلف أشكاله، وإرشادات بشأن تحديد فئات السكان المعرضة لخطر التعرض للزئبق، وأدوات للحد من التعرض له.
وتلتزم المنظمة بإذكاء الوعي بمخاطر التعرض للزئبق وفهم مخاطره بالنسبة لفئات السكان الضعيفة، مثل الحوامل والرضع، بوسائل منها دورات تدريب مهنيي الرعاية الصحية على الإنترنت.
كما تؤدي المنظمة دوراً قيادياً في تنفيذ مشاريع لتعزيز إدارة نفايات الرعاية الصحية والتخلص منها بطرق سليمة، والتخلص من استعمال الزئبق في منتجات تفتيح البشرة، وتقليل استعمال ملغم الأسنان تدريجياً، وتيسير استحداث أجهزة طبية ميسورة التكلفة ومعتمدة وخالية من الزئبق.
وتتعاون المنظمة كذلك مع أمانة اتفاقية ميناماتا في اتخاذ ترتيبات بشأن تقييم مدى فعالية الاتفاقية. ومن المتوقع أن يشمل ذلك النظر في بيانات الرصد البيولوجي البشري.
المرجع
- Cohen J, Bellinger DC, Shaywitz B: A quantitative analysis of prenatal methyl mercury exposure and cognitive development. Am J Prev Med. 2005, 29: 353-65. 10.1016/j.amepre.2005.06.007.