WHO / Andy Craggs
African farmers moving their cattle away from grazing areas.
© الصورة

نهج الصحة الواحدة

23 تشرين الأول/أكتوبر 2023

حقائق رئيسية

  • هناك ارتباط وثيق بين صحة الإنسان والحيوان والنُظم الإيكولوجية. ويمكن أن تؤدي التغيّرات في هذه العلاقات إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض بشرية وحيوانية جديدة، وانتشارها.
  • الروابط الوثيقة بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة تتطلّب التعاون والتواصل والتنسيق على نحو وثيق بين القطاعات ذات الصلة.
  • نهج الصحة الواحدة هو نهج يرمي إلى تحسين صحة الإنسان والحيوان والنُظم الإيكولوجية من خلال دمج هذه المجالات، عوضاً عن إبقائها منفصلة.
  • يعود منشأ حوالي 60% من الأمراض المعدية الناشئة التي يُبلّغ عنها عالمياً إلى الحيوانات، البرية والأليفة على السواء. وقد جرى الكشف عن 30 عاملاً من العوامل الممرضة للإنسان في العقود الثلاثة الماضية، و75% منها نشأت لدى الحيوانات.
  • لقد خلقت الأنشطة البشرية والنُظم الإيكولوجية المجهدة فرصاً جديدة لظهور الأمراض وانتشارها.
  • تشمل هذه الضغوطات تجارة الحيوانات، والزراعة، وتربية الماشية، والتحضّر، والصناعات الاستخراجية، وتغيّر المناخ، وتجزئة الموائل، والتعدي على المناطق البرية.

 

لمحة عامة

إن نهج الصحة الواحدة هو نهج متكامل وموحِّد يستهدف تحقيق التوازن والأداء الأمثل في صحة الإنسان والحيوان والنُظم الإيكولوجية. ويستخدم الروابط الوثيقة والمترابطة بين هذه المجالات من أجل إنشاء طرق جديدة للترصّد ومكافحة الأمراض.

وعلى سبيل المثال، يمكن أن تؤثّر طريقة استخدام الأرض على عدد حالات الملاريا. ويمكن أن تؤثّر أنماط الطقس وأدوات التحكم في المياه التي يبنيها الإنسان على أمراض مثل حمى الضنك. ويمكن أن تزيد التجارة في الحيوانات البرية الحية من احتمال انتقال الأمراض المعدية إلى البشر (وهو ما يُسمى "انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان").

وقد سلّطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الحاجة إلى إطار عالمي من أجل تحسين الترصّد وتحقيق نظام أكثر شمولية وتكاملاً. واعتُبرت الثغرات في المعرفة المتعلقة بنهج الصحة الواحدة، والوقاية، والنُهج المتكاملة، من العوامل الدافعة الرئيسية للجائحة. ومن خلال معالجة الروابط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، يُنظر إلى نهج الصحة الواحدة على أنه نهج تحويلي يرمي إلى تحسين الصحة العالمية.

وينطبق نهج الصحة الواحدة على مجموعة من المسائل، بما في ذلك ما يلي: 

  • مقاومة مضادات الميكروبات، التي تحدث عندما تطوّر الجراثيم مثل البكتيريا والطفيليات القدرة على إبطال مفعول الأدوية المصمّمة لقتلها، ومواصلة النمو والانتشار؛
  • الأمراض الحيوانية المصد، وهي أمراض معدية تسببها الجراثيم التي تنتشر بين الحيوانات والبشر، مثل الإيبولا وأنفلونزا الطيور وداء الكلب وما إلى ذلك؛ 
  • الأمراض المنقولة بالنواقل، التي تصيب الأشخاص الذين تلدغهم نواقل للأمراض (البعوض والقراد والقمل والبراغيث)، وتشمل حمى الضنك وفيروس غرب النيل ومرض لايم والملاريا؛ 
  • مسائل سلامة الأغذية والأمراض المنقولة بالأغذية، التي تنجم عن تلوث الأغذية وتحدث في أي مرحلة من مراحل سلسلة إنتاج الأغذية وتسليمها واستهلاكها، مثل النوروفيروس والسالمونيلا والليستيريا وغيرها؛
  • السلامة البيئية، مثل تلوث المياه وتلوث الهواء وتغير المناخ. 

ووفقاً للبنك الدولي، قُدرت الفائدة المتوقعة من نهج الصحة الواحدة للمجتمع العالمي في عام 2022 بما لا يقل عن 37 مليار دولار أمريكي سنوياً. وتبلغ الاحتياجات السنوية المقدّرة للإنفاق على الوقاية أقل من 10% من هذه الفوائد.

ومنذ عام 2003، شهد العالم أكثر من 15 مليون حالة وفاة بشرية وخسائر اقتصادية بقيمة 4 تريليونات دولار أمريكي بسبب الأمراض والجوائح، إضافة إلى خسائر هائلة نتيجة للمخاطر المتعلقة بسلامة الغذاء والماء، وهي تهديدات صحية مرتبطة بنهج الصحة الواحدة. 

ويُعد التعاون عبر القطاعات والتخصصات من خلال نهج الصحة الواحدة حلاً حيوياً لمواجهة التحديات الصحية المعقّدة التي تواجه مجتمعنا. وللوقاية من التحديات الصحية الناشئة واكتشافها والاستجابة لها، يجب على جميع القطاعات ذات الصلة التعاون بطريقة متكاملة من أجل تحقيق ما لا يمكن لأي قطاع تحقيقه بمفرده.

نطاق المشكلة

أكّد ظهور فيروس كورونا- سارس-2 الذي تسبّب في كوفيد-19 الحاجة إلى تعزيز نهج الصحة الواحدة، مع إيلاء تركيز أكبر للروابط بصحة الحيوان وسلامة البيئة (انظر بيان منظمة الصحة العالمية بشأن التعافي الصحي من كوفيد-19). وقد ثبت أن محاولة توفير المال من خلال إهمال حماية البيئة، والتأهب لحالات الطوارئ، والنُظم الصحية، والبنية التحتية للمياه والصرف الصحي، وشبكات الأمان الاجتماعي، هي عبارة عن توفير وهمي، والفاتورة تُسدد الآن أضعافاً مضاعفة.

ولدينا الآن فرصة غير مسبوقة لتعزيز التعاون والسياسات في هذه المجالات العديدة، والحد من مخاطر الجوائح والأوبئة في المستقبل، بالتوازي مع التصدي للعبء المستمر للأمراض المتوطنة وغير السارية.

وهناك حاجة إلى الترصّد الذي يراقب المخاطر ويساعد على تحديد الأنماط عبر هذه المجالات العديدة. وإضافة إلى ذلك، ينبغي أن تدمج البحوث الجديدة الأثر الذي تخلفه هذه المجالات المختلفة، لا سيما على الدوافع التي تؤدي إلى الأزمات.

التحديات

بغية تنفيذ نهج الصحة الواحدة، هناك حاجة إلى إجراء تغييرات هيكلية رئيسية من أجل دمج مجالات صحة الإنسان والحيوان والبيئة، ودعم الاتصال والتعاون والتنسيق وتعزيز القدرات على مستوى القطاعات المتعددة.

وتشمل الثغرات الحرجة في تنفيذ نهج الصحة الواحدة ما يلي:

  • قواعد البيانات والموارد لدعم تبادل المعلومات والعمل بما يتماشى مع نهج الصحة الواحدة؛
  • تحديد وعرض أمثلة على أفضل الممارسات لتنفيذ نهج الصحة الواحدة؛
  • تحديد المبادرات والقدرات القائمة الخاصة ببحوث الصحة الواحدة وبناء الجيل القادم من القوى العاملة في مجال الصحة الواحدة؛
  • نموذج لنظام متكامل لترصّد نهج الصحة الواحدة؛
  • آليات للتنسيق الروتيني والطارئ مع أصحاب المصلحة المعنيين؛
  • فهم أكثر اكتمالاً لعوامل انتقال عدوى الأمراض الحيوانية المصدر من الحيوان إلى الإنسان (التي تنتقل بين الحيوان والإنسان). ويشمل ذلك تجارة الحيوانات، والزراعة، وتربية الماشية، والتحضر، وتجزئة الموائل؛
  • نهج موحّد لتقييم مخاطر انتقال العوامل الممرضة بين مختلف المجموعات الحيوانية والإنسان، وظهور الأمراض الحيوانية المصدر، بما في ذلك الأمراض الناشئة في النظم الغذائية؛
  • وسائل لتحديد مخاطر انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان وانتشار الأمراض الحيوانية المصدر، والحد من هذه المخاطر والأمراض، بطرق تقلّل إلى أدنى حد من المقايضات وتزيد إلى أقصى حد من الفوائد المشتركة مع سائر الأهداف الصحية والمتعلقة بالتنمية المستدامة.

استجابة المنظمة

تعكف المنظمة على إدماج نهج الصحة الواحدة في جميع وحداتها ومكاتبها، وتسدي المشورة الاستراتيجية المتعلقة بالسياسات، وتجري تدريبات على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية. ويكمن الهدف في تحيقيق برامج أقوى تقودها البلدان وتملكها.

والمنظمة عضو في التحالف الرباعي بشأن نهج الصحة الواحدة مع منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. وقد وضعت هذه المنظمات معاً خطة عمل مشتركة بشأن الصحة الواحدة تتضمّن مجموعة من الأنشطة التي يمكن للمنظمات الأربع تنفيذها سوية، بما في ذلك العمل مع القادة السياسيين لإيجاد البنية التحتية والتمويل اللازمين.

وتؤدي المنظمة دور الأمانة في فريق الخبراء الرفيع المستوى المعنى بنهج الصحة الواحدة، الذي يقدّم المشورة العلمية للشركاء في التحالف الرباعي بشأن تحديد أولويات نهج الصحة الواحدة، وسياساته، واستراتيجيه. ويشمل ذلك توصيات بشأن المبادئ التوجيهية للممارسات الجيدة، ونموذجاً لنظام ترصّد نهج الصحة الواحدة، وقائمة شاملة بالعوامل الأولية لانتشار الأمراض الحيوانية المصدر، وتوصيات للتخفيف من هذه المخاطر.