الفيروس المِخلَوي التنفسي

3 شباط/فبراير 2025

حقائق رئيسية

  • يعد الفيروس المخلوي التنفسي أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لحالات العدوى الحادة التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي لدى الأطفال في العالم، كما أنه يسبّب عبئاً كبيراً من الأمراض التنفسية الوخيمة لدى كبار السن.
  • يسبّب الفيروس المخلوي التنفسي كل عام أكثر من 3,6 مليون حالة دخول إلى مستشفى وحوالي 100 ألف حالة وفاة بين الأطفال دون سن الخامسة. وتحدث معظم وفيات الأطفال الناجمة عن الفيروس (97%) في البلدان المنخفضة والبلدان المتوسطة الدخل حيث تكون فرص الحصول على الرعاية الطبية الداعمة محدودة.
  • هناك نوعان من منتجات التمنيع المرخصّة للوقاية من مرض الفيروس المخلوي التنفسي لدى صغار الرُضع: جسمٌ مضاد وحيد النسيلة طويل المفعول يُعطى للرُضع بعد الولادة بوقت قصير ولقاحٌ خاص بالأمهات يُعطى للحوامل والنساء في المرحلة الأخيرة من الحمل.
  • هناك ثلاثة لقاحات مرخّصة للوقاية من مرض الفيروس المخلوي التنفسي الوخيم لدى كبار السن والبالغين المصابين باعتلالات أساسية معينة، مثل الأمراض الرئوية والأمراض القلبية.

لمحة عامة

الفيروس المخلوي التنفسي هو فيروس رنا ينتمي إلى فصيلة الفيروسات الرئوية إلى جانب الفيروس الرِّئوي البشري المُتبدِّل، ويتكون من نمطين جينيين (النمط A والنمط B) (1). وهو فيروس خاص بالبشر ويسبِّب أمراضاً لهم، حيث يصيب خلايا مسالكهم التنفسية من الأنف إلى الرئتين. ويسبب الفيروس طائفة واسعة من الأمراض التنفسية، والتي تتراوح من حالات عدوى خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي (في معظم الحالات) إلى حالات عدوى مهدِّدة للحياة في الجهاز التنفسي السفلي (2). ويعد الرُضع، ولا سيما أولئك الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، أكثر الفئات عرضة لخطر الإصابة بمرض الفيروس المخلوي التنفسي الوخيم والوفاة. كما يمكن أن يسبب الفيروس مرضاً وخيماً لدى كبار السن والأشخاص المصابين باعتلالات أساسية. وحتى وقت قريب، لم يكن هناك أي لقاح متاح لحماية الرضع وكبار السن من مرض الفيروس المخلوي التنفسي. وفي السنوات القليلة الماضية، حصل العديد من اللقاحات والأجسام المضادة الوحيدة النسيلة الطويلة المفعول على ترخيص وبدأ استعمالها لغرض الوقاية من مرض الفيروس المخلوي التنفسي الوخيم لدى هاتين الفئتين السكانيتين المعرضتين لخطر شديد.

نطاق المشكلة

يسبّب الفيروس المخلوي التنفسي كل عام ما يقدر بنحو 3,6 مليون حالة دخول إلى المستشفى مرتبطة بالفيروس المخلوي التنفسي وحوالي 100 ألف حالة وفاة تُعزى إليه بين الأطفال دون سن الخامسة على الصعيد العالمي (3). ويحدث ما يقرب من نصف عدد وفيات الأطفال الناجمة عن الفيروس بين الرُضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر. وتحدث معظم وفيات الأطفال الناجمة عن الفيروس (97%) في البلدان المنخفضة والبلدان المتوسطة الدخل حيث تكون فرص الحصول على الرعاية الطبية الداعمة محدودة (3). ولا تزال التقديرات العالمية لمرض الفيروس المخلوي التنفسي لدى البالغين غير معروفة. وتشير التقديرات في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن الفيروس يتسبب في نحو 160 ألف حالة دخول المستشفى و10 آلاف حالة وفاة بين البالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً. ويعتبر معدل حالات دخول البالغين المصابين بعدوى الفيروس إلى المستشفى أعلى لدى الأفراد المصابين بحالات مرضية أساسية مثل الربو أو مرض الانسداد الرئوي المزمن أو فشل القلب الاحتقاني (4).

وتُلاحَظ موسمية الفيروس في معظم البلدان، حيث تحدث غالبية حالات العدوى السنوية بالفيروس خلال فترة تمتد على عدة أشهر (5). أما في المناطق المعتدلة المناخ، فيتسبب الفيروس في أوبئة موسمية تميل إلى الحدوث في أواخر الخريف والشتاء، ويتخلل ذلك ارتفاع دوران الفيروس بمتوسط مدة قدره خمسة أشهر. كما تشهد معظم البلدان المدارية وشبه المدارية، خلال كل عام، ارتفاع معدل دوران الفيروس بشكل متسق طوال أشهر ولكن من دون أنماط موسمية واضحة، وإن لم يُحدَّد ذلك بشكل واضح (5، 6).

انتقال الفيروس

ينتقل الفيروس المخلوي التنفسي عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي المُعدية عبر الهواء من الشخص المصاب بالعدوى إلى شخص آخر. كما يُعتقد أن الفيروس ينتقل عن طريق المخالطة المباشرة للأشخاص المصابين بالعدوى أو من خلال الأسطح الملوَّثة بالفيروس. ويُصاب جميع الأطفال تقريباً بعدوى الفيروس قبل بلوغهم عامهم الثاني. ويُصاب معظمهم باعتلال خفيف، بينما يمكن أن يُصاب البعض الآخر منهم بمرض شديد. وغالباً ما يُصاب الأطفال الأكبر سناً والبالغون بعدوى الفيروس مرة أخرى، ولكن عادةً ما يعانون من اعتلال خفيف، باستثناء كبار السن والأشخاص المصابين باعتلالات أساسية خطيرة الذين يمكن أن يصابوا باعتلال وخيم وحتى الموت.

الأعراض

عادةً ما تظهر الأعراض الأولى للفيروس خلال الفترة الممتدة من اليوم الرابع إلى اليوم السابع عقب التعرّض للفيروس (2).

وتشمل علامات وأعراض اعتلال الجهاز التنفسي العلوي ما يلي:

  • سيلان الأنف
  • ألم في الحلق
  • صداع
  • التَعَب
  • الحمى

وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن معظم الأطفال قد يُصابون بالحمى أثناء الإصابة بعدوى الفيروس، إلا أن نسبة معينة من صغار الأطفال قد لا يصابون بها.

وتشمل العلامات والأعراض التي تتوافق مع عدوى الجهاز التنفسي السفلي ما يلي:

  • السعال
  • ضيق النفس
  • سرعة التنفس
  • التشنج القصبي
  • الأزيز الصدري.

ويمكن أن يؤدي المرض الرئوي الوخيم إلى انخفاض مستويات الأكسجين في الجسم وإرهاق العضلات التنفّسيّة وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة. وقد تسفر عدوى الجهاز التنفسي السفلي الناجمة عن الفيروس المخلوي التنفسي في مرحلة مبكرة من العمر عن عواقب تنفّسية طويلة الأمد، بما فيها تكرار حالات دخول المستشفى بسبب اعتلالات تنفّسية أثناء فترة الرضاعة، والصفير المتكرر و/ أو الربو، وتردّي صحة الرئتين بعد فترة الرضاعة (2).

ويمكن أن تؤدي العدوى بالفيروس المخلوي التنفسي لدى كبار السن إلى تفاقم الاعتلالات الأساسية المزمنة، مثل الأمراض الرئوية والقلبية (4).

العلاج والوقاية

لا يوجد علاج محدد للفيروس المخلوي التنفسي. ويشمل التدبير العلاجي للحالات الوخيمة من مرض الفيروس المخلوي التنفسي الرعاية الداعمة، مثل شفط إفرازات الأنف، وسوائل الإمهاء الوريدية، والأهم من ذلك الأكسجين التكميلي للمساعدة على التنفّس (2).

وتُتاح حالياً العديد من منتجات التمنيع لأغراض الوقاية من مرض الفيروس المخلوي التنفسي الوخيم عند الرُضع وكبار السن (7). ولحماية الرُضع، هناك لقاحٌ يُعطى للحوامل والنساء في فترة الحمل الأخيرة (توصي المنظمة بتطعيم الحوامل في الثلث الأخير من الحمل المُحدد بالأسبوع الثامن والعشرين من عمر الحمل في معظم الأماكن)، لأن تمنيع الأمهات يتيح المجال أمام نقل الأجسام المضادة للفيروس عن طريق المشيمة إلى الجنين، الذي سيتمتع بعد ذلك بالحماية لمدة 6 أشهر تقريباً بعد الولادة.

وهناك منتج تمنيع آخر لحماية الأطفال، وهو عبارة عن جسم مضاد وحيد النسيلة طويل المفعول يستهدف الفيروس، ويُعطى بالحقن العضلي للوقاية من التهابات الجهاز التنفسي السفلي الوخيمة والتهابات الرئة الناجمة عن الفيروس أثناء الإصابة بعدواه. ويمكن إعطاء هذا المنتج لجميع المواليد والرضع الذين يشهدون موسمهم الأول للإصابة بالفيروس. وإضافة إلى ذلك، قد تنظر البلدان في إعطاء الأجسام المضادة الوحيدة النسيلة لصغار الأطفال الصغار (حتى سن 24 شهراً) المعرضين بشدة لخطورة الإصابة بالفيروس (مثل أمراض الرئة المزمنة، وأمراض القلب الخلقية، ونقص المناعة) الذين يشهدون موسمهم الثاني للإصابة بالفيروس.

التحديات

تعد تكلفة هذه المنتجات مرتفعة في الوقت الحالي، وهي غير ميسورة لمعظم البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. كما أن الفيروس المخلوي التنفسي لا يحظى بقدر كاف من الاعتراف بوصفه سبباً للأمراض الرئوية الوخيمة في هذه البلدان التي تواجه أولويات صحية عديدة أخرى. وبناء على ذلك، فقد تأخّر اعتماد هذه التدخلات التي يمكن أن تنقذ الأرواح لأغراض الوقاية من الفيروس في البلدان التي تشتد الحاجة إليها.

استجابة المنظمة

في عام 2015، أطلق البرنامج العالمي للمنظمة لمكافحة الإنفلونزا مشروع الترصّد العالمي للفيروس المخلوي التنفسي باستخدام منصة المنظمة العالمية القائمة لترصّد الإنفلونزا والمتمثلة في الشبكة العالمية لترصد الأنفلونزا والتصدي لها. ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز التعرّف على الفيروس المخلوي التنفسي بين الرُضع وصغار الأطفال، مع التركيز على المرض الوخيم الناجم عنه الذي يستدعي دخول المستشفى، وتوسيع نطاق الرصد الفيروسي لغرض التمييز بين أنواع الفيروس، وتكوين فهم أفضل لموسمية المرض والفئات العمرية المعرّضة لخطر الإصابة به وعبئه لدى صغار الأطفال، ولا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في أقاليم المنظمة كافة.

وبالنظر إلى الأثر العالمي لمرض الفيروس المخلوي التنفسي، أوصى فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع والمنظمة بضرورة أن تعتمد جميع البلدان تدابير للوقاية من المرض الوخيم لهذا الفيروس لدى الرُضع. وعند اتخاذ قرار باستخدام التطعيم الخاص بالأمهات و/ أو الأجسام المضادة الوحيدة النسيلة، ينبغي أن تؤخذ في الاعتبار عوامل مثل التكلفة والتمويل والإمداد والتغطية المتوقعة ومدى إمكانية دمج هذه التدابير في نظام الرعاية الصحية الحالي. وتعمل المنظمة مع شركائها على إتاحة هذه المنتجات في البلدان المنخفضة والبلدان المتوسطة الدخل. وستصدر المنظمة في المستقبل توصيات بشأن اللقاحات التي تهدف إلى الوقاية من مرض الفيروس المخلوي التنفسي الوخيم لدى كبار السن.

المراجع

  1. Rima B, Collins P, Easton A, Fouchier R, Kurath G, et al. ICTV Virus Taxonomy Profile: Pneumoviridae. J Gen Virol. 2017 Dec;98(12):2912-2913.
  2. Kaler J, Hussain A, Patel K, Hernandez T, Ray S. Respiratory Syncytial Virus: A Comprehensive Review of Transmission, Pathophysiology, and Manifestation. Cureus. 2023 Mar 18;15(3):e36342. doi: 10.7759/cureus.36342.
  3. Global, regional, and national disease burden estimates of acute lower respiratory infections due to respiratory syncytial virus in children younger than 5 years in 2019: a systematic analysis. Lancet. 2022 May 28;399(10340):2047-2064.
  4. Landi SN, Garofalo DC, Reimbaeva M, Scott AM, Jiang L, et al. Hospitalization Following Outpatient Diagnosis of Respiratory Syncytial Virus in Adults. JAMA Netw Open. 2024 Nov 4;7(11):e2446010.
  5. Li Y, Reeves RM, Wang X, Bassat Q, Brooks WA, et al. Global patterns in monthly activity of influenza virus, respiratory syncytial virus, parainfluenza virus, and metapneumovirus: a systematic analysis. Lancet Glob Health. 2019 Aug;7(8):e1031-e1045.
  6. Li Y, Hodgson D, Wang X, Atkins KE, Feikin DR, Nair H. Respiratory syncytial virus seasonality and prevention strategy planning for passive immunisation of infants in low-income and middle-income countries: a modelling study. Lancet Infect Dis. 2021 Sep;21(9):1303-1312.
  7. Feikin DR, Karron RA, Saha SK, Sparrow E, Srikantiah P, et al. The full value of immunisation against respiratory syncytial virus for infants younger than 1 year: effects beyond prevention of acute respiratory illness. Lancet Infect Dis. 2024 May;24(5):e318-e327.