الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة

7 آب/أغسطس 2024

في عام 2021، كانت الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة مسؤولة عن 39 مليون وفاة، أو نسبة 55% من الوفيات البالغ عددها 68 مليون وفاة في العالم. 

وترتبط الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم، المُرتّبة وفقاً لإجمالي عدد االخسائر في الأرواح، بموضوعين عامين هما: أمراض القلب والأوعية الدموية (داء القلب الإقفاري والسكتة الدماغية)، وأمراض الجهاز التنفسي (مرض كوفيد-19، وداء الانسداد الرئوي المزمن، وأمراض الجهاز التنفسي السفلي)، مع ظهور كوفيد-19 بوصفه السبب الرئيسي الثاني للوفاة على صعيد العالم. 

ويمكن تقسيم أسباب الوفاة إلى ثلاث فئات: الأمراض السارية (الأمراض المعدية والطفيلية، والأمراض النفاسية والحالات المرضية في الفترة المحيطة بالولادة، والحالات المرضية التغذوية)، والأمراض غير السارية (المزمنة) والإصابات.

الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم

تمثلت 7 من الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في العالم خلال عام 2021 في الأمراض غير السارية، والتي استأثرت بنسبة 38% من جميع الوفيات أي نسبة 68% من الوفيات الناجمة عن الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة.

 

الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم خلال عام 2021

 

Chart showing deaths by category globally

ويتمثل أشد الأمراض فتكاً في العالم في داء القلب الإقفاري، الذي يُعد مسؤولاً عن 13٪ من إجمالي الوفيات في العالم. ومنذ عام 2000، استأثر هذا المرض بأكبر زيادة في عدد الوفيات، حيث ارتفع عدد الوفيات الناجمة عنه من 2,7 مليون وفاة إلى 9,1 مليون وفاة في عام 2021. ونظراً لظهور مرض كوفيد-19 بوصفه سبباً جديداً للوفاة، فقد كان مسؤولاً مباشرة عن 8,8 مليون وفاة في عام 2021، ممّا خفّف بالتالي إلى حد كبير وطأة الأسباب الرئيسية الأخرى للوفاة وصنفها في المرتبة الثانية بعده. وبعد أن كانت السكتة الدماغية وداء الانسداد الرئوي المزمن السببين الرئيسيين الثاني والثالث للوفاة لغاية عام 2019، فقد أصبحا السببين الرئيسيين الثالث والرابع للوفاة في عام 2021، حيث يُعدان مسؤولين عن حوالي 10% و5% على التوالي من مجموع الوفيات. 

وظلت أمراض الجهاز التنفسي السفلي أشد الأمراض السارية فتكاً في العالم بخلاف كوفيد -19، حيث احتلت المرتبة الخامسة في قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة. ومع ذلك، فقد انخفض عدد الوفيات الناجمة عنها انخفاضاً كبيراً على النحو التالي: فقد حصدت في عام 2021 أرواح 2,5 مليون شخص، أي ما يقل بمقدار 000 370 وفاة عن عام 2000. 

وتزايدت أيضاً الوفيات الناجمة عن الأمراض الأخرى غير السارية. فقد زادت الوفيات الناجمة عن سرطان الرغامى والشُعب الهوائية والرئة من 1,2 مليون في عام 2000 إلى 1,9 مليون في عام 2021، وهي تحتل الآن المرتبة السادسة فيما بين الأسباب الرئيسية للوفاة. 

وفي عام 2021، احتل ألزهايمر وغيره من أشكال الخرف المرتبة السابعة في قائمة الأسباب الرئيسية للوفاة وحصد أرواح 1,8 مليون شخص. وتتأثر النساء بهذا المرض على نحو غير متناسب، حيث يشكلن نسبة 68% من الوفيات الناجمة عن مرض ألزهايمر وغيره من أشكال الخرف على الصعيد العالمي. 

وصُنّف أيضاً داء السكري ضمن قائمة الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة، بعد زيادة كبيرة في الوفيات الناجمة عنه بلغت نسبتها 95% منذ عام 2000. 

أمّا الأمراض الأخرى التي كانت ضمن الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في عام 2000، فلم تعد مدرجة على قائمة هذه الأمراض، ومن بينها الأيدز والعدوى بفيروسه. وانخفض عدد الوفيات الناجمة عن الأيدز والعدوى بفيروسه بنسبة 61٪، ليتراجع بذلك من السبب الرئيسي السابع للوفاة في العالم في عام 2000 إلى السبب الحادي والعشرين في عام 2021. وبالمثل، انخفضت الوفيات الناجمة عن أمراض الإسهال بنسبة 45٪، وذلك من السبب الرئيسي السادس للوفاة في عام 2000 إلى السبب الثالث عشر في عام 2021. 

وفي المقابل، انتقلت أمراض الكلى من السبب الرئيسي التاسع عشر للوفاة في العالم إلى السبب التاسع، وزادت الوفيات الناجمة عنها بنسبة 45٪ في الفترة الواقعة بين عامي 2020 و2021.

الأسباب الرئيسية للوفاة حسب فئة الدخل

يصنف البنك الدولي اقتصادات العالم إلى أربع فئات من الدخل (1) بناءً على الدخل القومي الإجمالي على النحو التالي: الدخل المنخفض، والشريحة الدنيا من فئة الدخل المتوسط، والشريحة العليا من فئة الدخل المتوسط، والدخل المرتفع.

 

الأسباب الرئيسية للوفاة في البلدان المنخفضة الدخل خلال عام 2021

 

Chart showing ranked causes of death in low-income countries

والأشخاص الذين يعيشون في بلد منخفض الدخل تزداد احتمالات وفاتهم بسبب الأمراض السارية مقارنة بالأمراض غير السارية. فثمانية من الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في البلدان المنخفضة الدخل تتمثل في أمراض سارية على الرغم من تراجعها على الصعيد العالمي. 

وتظل الملاريا والسل والأيدز والعدوى بفيروسه مجتمعة من الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة، ولكن هذه الأمراض تتراجع كلها تراجعاً كبيراً. وسجل الأيدز والعدوى بفيروسه أكبر انخفاض بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في هذه الفئة، حيث انخفض عدد الوفيات الناجمة عنه في عام 2021 بنسبة 63% مقارنةً بعام 2020). 

وأمراض الإسهال هي أيضاً من الأسباب الرئيسية للوفاة في البلدان المنخفضة الدخل، وقد احتلت في عام 2021 المرتبة السابعة بين الأسباب الرئيسية للوفاة في هذه الفئة من الدخل. ورغم ذلك، فإن أمراض الإسهال آخذة في التراجع بالبلدان المنخفضة الدخل وهي تشكل ثالث أكبر قدر من الانخفاض في عدد الوفيات بين الأسباب الرئيسية العشرة للوفاة (في البلدان المنخفضة الدخل، بعد أن انخفضت الوفيات الناجمة عنها بنسبة 38% خلال عامي 2000 و2021). 

وتقل الوفيات الناجمة عن داء الانسداد الرئوي المزمن بصفة خاصة في البلدان المنخفضة الدخل مقارنة بفئات الدخل الأخرى. فهي لا تظهر في قائمة الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في البلدان المنخفضة الدخل، ولكنها تُعد من بين الأسباب الرئيسية العشرة للوفاة في فئات الدخل الأخرى كلها. 

ومع أن التهابات الجهاز التنفسي السفلي كانت من أكبر أسباب الوفيات في البلدان المنخفضة الدخل خلال عام 2021، فإن مرض كوفيد-19 لم يحتل إلا المرتبة السادسة بينها، وهو أدنى تصنيف للأمراض فيما بين جميع فئات الدخل، بعد أن حصد أرواح 000 258 شخص إجمالاً.

 

الأسباب الرئيسية للوفاة في بلدان الشريحة الدنيا من فئة الدخل المتوسط خلال عام 2021

 

Chart showing ranked causes of death in lower middle-income countries

وتوجد الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة الأكثر توازناً في بلدان الشريحة الدنيا من فئة الدخل المتوسط: 5 أمراض غير سارية، و5 أمراض سارية، بحيث تصدّر القائمة كوفيد-19 بوصفه سبباً جديداً للوفاة وحصد أرواح أكثر من 4 ملايين شخص في عام 2021. ويُعد داء السكري سبباً متزايداً للوفاة في فئة الدخل هذه، حيث تحوّل هذا المرض من المرتبة الرابعة عشرة إلى المرتبة الثامنة بين الأسباب الرئيسية للوفاة وزاد عدد الوفيات الناجمة عنه إلى أكثر من الضعف منذ عام 2000.

ومازال السل وأمراض الإسهال تشكل تحدياً كبيراً بوصفها من الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في فئة الدخل هذه. ولكن هاتين الفئتين من الأمراض شهدتا حالات انخفاض كبيرة في العدد المطلق للوفيات، بحيث انخفض عدد الوفيات الناجمة عنهما كلتيهما بنسبة 47% تقريباً خلال عامي 2000 و2021. أمّا داء القلب الإقفاري، فقد شهد أكبر زيادة في العدد المطلق للوفيات الناجمة عنه، بحيث زاد عدد الوفيات التي سببها ممّا يزيد على 1,4 مليون وفاة في عام 2000 إلى 3,2 مليون وفاة في عام 2021. وشهد الأيدز والعدوى بفيروسه أكبر تراجع في تصنيفه بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة المسجلة سابقاً في عام 2000، وانتقل من المرتبة السابعة إلى المرتبة التاسعة عشرة.

 

الأسباب الرئيسية للوفاة في بلدان الشريحة العليا من فئة الدخل المتوسط خلال عام 2021

 

Chart showing ranked causes of death in upper middle-income countries

وطرأت في بلدان الشريحة العليا من فئة الدخل المتوسط زيادة ملحوظة على عدد الوفيات الناجمة عن سرطان الرئة، حيث زادت بمقدار 000 442 وفاة؛ أي بزيادة قدرها مثلين ونصف المثل في الوفيات الناجمة عن المرض ضمن كل فئات الدخل الثلاث الأخرى مجتمعة. وإضافة إلى ذلك، فإن سرطان المعدة يبرز بدرجة كبيرة في بلدان الشريحة العليا من فئة الدخل المتوسط مقارنة بفئات الدخل الأخرى، فتظل الفئة الوحيدة التي يُعد فيها هذا المرض من بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة.

كما زادت الوفيات الناجمة عن داء القلب الإقفاري بأكثر من 1,4 مليون وفاة، وهي ثاني أكبر زيادة في العدد المطلق للوفيات الناجمة عن هذا السبب في أي فئة من فئات الدخل، أي أقل بمقدار 000 40 وفاة من الزيادة الطارئة على الوفيات في بلدان الشريحة الدنيا من فئة الدخل المتوسط. وفي عام 2021، احتل داء القلب الإقفاري المرتبة الثانية، ليطابق تقريباً السكتة الدماغية من حيث إجمالي العدد المطلق للوفيات ويسبق كوفيد-19 بمرتبة واحدة.

وبخلاف كوفيد-19، لا يوجد سوى مرض سارٍ واحد (التهابات الجهاز التنفسي السفلي) بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة في بلدان الشريحة العليا من فئة الدخل المتوسط. وقد احتل هذا المرض المرتبة الثامنة في عام 2021 بعد أن كان يحتل المرتبة الخامسة منذ عام 2000.

 

الأسباب الرئيسية للوفاة في البلدان المرتفعة الدخل خلال عام 2021

 

Chart showing ranked causes of death in high-income countries

 

أمّا في البلدان المرتفعة الدخل، فقد زاد في عام 2000 عدد الوفيات الناجمة عن معظم الأمراض العشرة الرئيسية بالنظر أساساً إلى شيخوخة السكان. وسجل داء القلب الإقفاري والسكتة الدماغية وسرطان المعدة، وهي من بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة، انخفاضاً استثنائياً بين عامي 2000 و2021 – بنسب انخفاض بلغت 15٪ و18٪ و19٪ على التوالي. ويتبين أن فئة الدخل المرتفع هي الفئة الوحيدة التي شهدت انخفاضاً في أعداد الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض الثلاثة. ورغم ذلك، فقد ظل داء القلب الإقفاري والسكتة الدماغية من بين الأسباب الثلاثة الرئيسية للوفاة في فئة الدخل هذه، بحيث تجاوز مجموع الوفيات الناجمة عنهما معاً 2,6 مليون وفاة في عام 2021. وإضافة إلى ذلك، فإن الوفيات الناجمة عن أمراض القلب بسبب فرط ضغط الدم آخذة في الزيادة. فقد زادت الوفيات الناجمة عن هذا المرض إلى أكثر من ضعف عددها وصعد المرض من المرتبة السادسة عشرة في عام 2000 إلى المرتبة العاشرة في عام 2021 من بين الأسباب الرئيسية للوفاة، على نحو يُجسّد اتجاهاً عالمياً. 

كما زادت الوفيات الناجمة عن داء ألزهايمر وغيره من حالات الخرف زيادة كبيرة لتقترب من أربعة أمثال عددها منذ عام 2000. وأصبحت بذلك رابع سبب رئيسي للوفاة في البلدان المرتفعة الدخل، وهي في طريقها إلى أن تتجاوز الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية بوصفها من الأسباب الثلاثة الرئيسية للوفاة. 

وكان كوفيد-19 قد حصد أرواح 1,2 مليون شخص واحتل المرتبة الثانية في عام 2021 في البلدان المرتفعة الدخل. ومثلما هو الحال مع بلدان الشريحة العليا من فئة الدخل المتوسط، فلا يظهر سوى مرض سارٍ واحد آخر – التهابات الجهاز التنفسي السفلي - بين الأسباب العشرة الرئيسية للوفاة.

لِمَ يلزمنا معرفة أسباب وفاة الناس؟

من المهم أن نعرف لماذا يموت الناس ليتسنى لنا تحسين أنماط معيشتهم. ويساعد إحصاء عدد الأشخاص الذين يموتون سنوياً على تقييم مدى فعّالية نُظمنا الصحية وتوجيه الموارد إلى المواضع التي تمس فيها الحاجة إليها. فيمكن مثلاً أن تساعد البيانات الخاصة بالوفيات على تركيز الأنشطة في قطاع الصحة وقطاعات أخرى كذلك مثل النقل، والأغذية والزراعة، والبيئة، وتخصيص الموارد اللازمة لها. 

وقد سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على أهمية استثمار البلدان في نُظم التسجيل المدني والإحصاءات الحيوية للتمكين من إحصاء الوفيات يومياً وتوجيه الجهود الرامية إلى الوقاية والعلاج. كما كشفت الجائحة عن التفكك المتأصل في نُظم جمع البيانات في معظم البلدان المنخفضة الدخل، حيث مازال راسمو السياسات غير متأكدين من عدد الأشخاص الذين يتوفون ومن أسباب وفاتهم. 

وتتولى منظمة الصحة العالمية وضع المعايير وأفضل الممارسات في مجال جمع البيانات ومعالجتها وتوليفها من خلال توحيد تحسين المراجعة الحادية عشرة للتصنيف الدولي للأمراض، وهي منصّة رقمية تُيسّر الإبلاغ بشكل دقيق ومناسب التوقيت عن البيانات المتعلقة بأسباب الوفاة لكي تتمكن البلدان من توليد المعلومات الصحية واستخدامها على نحو روتيني بما يتماشى مع المعايير الدولية. 

ولا غنى عن اتباع نهج روتيني في جمع البيانات العالية الجودة وتحليلها عن الوفيات وأسبابها وكذلك البيانات المتعلقة بالإعاقة - المصنّفة حسب العمر ونوع الجنس والموقع الجغرافي - لتحسين الصحة والحد من الوفيات والإعاقة في جميع أنحاء العالم.

 

ملحوظة للمحررين

تقدم التقديرات الصحية العالمية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، التي استُخرجت منها المعلومات الواردة في صحيفة الوقائع هذه، بيانات شاملة وقابلة للمقارنة فيما يتعلق بالصحة، بما في ذلك متوسط العمر المتوقع، ومتوسط العمر المتوقع في ظل التمتع بالصحة، ومعدل الوفيات والمراضة، وعبء الأمراض على الصعيد العالمي والإقليمي والقُطري على نحو مصنّف حسب العمر ونوع الجنس والسبب. وتشير التقديرات الصادرة في عام 2024 إلى الاتجاهات السنوية لأكثر من 160 مرضاً وإصابة في الفترة الواقعة بين عامي 2000 و2021.

 


المراجع

1. The World Bank. World Bank Country and Lending Groups. https://datahelpdesk.worldbank.org/knowledgebase/articles/906519-world-bank-country-and-lending-groups