أعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم في إطار التزامها بتعزيز نُظم المعلومات الصحية وتحسين الصحة[1]، ولاسيما في سياق جائحة كوفيد-19، عن نهج جديد لتحسين إتاحة البيانات المنقذة للأرواح، يتمثل في مجموعة "سكور" التقنية للبيانات الصحية. وقد سلطت جائحة كوفيد-19 الضوء على الحاجة الملحّة إلى البيانات الموثوق فيها والملائمة التوقيت لدفع عجلة العمل الصحي الاستراتيجي. ومازال عدد كبير من البلدان يفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لجمع البيانات الصحية على نحو روتيني، وإلى القدرة التحليلية على استخدام هذه البيانات في اتخاذ الإجراءات الصحية والاستجابة للطوارئ على نحو من الفعّالية.
وفي هذا السياق، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس”: "يجب أن تكون البلدان قادرة على قياس التقدم من أجل إحراز تقدم. فالبيانات التي يُعتد بها هي أفضل وسيلة لتنسيق جهود الاستجابة وتعزيز الصحة في جميع المجالات ولاسيما أثناء جائحة كوفيد-19."
ويُعد توافر البيانات الصحية الدقيقة ضرورياً لفهم احتياجات البلدان المحددة في سبيل تحسين الصحة وإنقاذ الأرواح. كما تساعد البيانات على توجيه الموارد الشحيحة إلى حيث تمس الحاجة إليها.
وتهدف مجموعة "سكور" التقنية (الاستقصاء والحساب والتحسين الأمثل والاستعراض والتمكين) إلى زيادة توافر البيانات الصحية الملائمة التوقيت والموثوق فيها والقابلة للمقارنة التي تم التحقق منها. ولأول مرة تقدم هذه المجموعة جميع العناصر الرئيسية اللازمة لتحقيق الأداء الأمثل لنُظم المعلومات الصحية، في مجموعة واحدة منسّقة. وببسيط العبارة، فإن مجموعة "سكور" ستساعد الحكومات في جميع أنحاء العالم على تحديد الأسس المرجعية وتحسين المعايير الخاصة بالرعاية الصحية.
واستجابةً للتحديات المتعلقة بتوافر البيانات التي أبرزها تقرير المنظمة الخاص بالإحصاءات الصحية العالمية لعام 2020، تشمل مجموعة "سكور" أكثر من 90 من الأدوات والمعايير المقبولة على صعيد العالم لتعزيز نُظم المعلومات الصحية. وقالت الدكتورة كيلي هينينغ، مديرة برامج الصحة العمومية في مؤسسة بلومبرغ الخيرية[2]، "إن الاسترشاد بالبيانات في تحديد أولويات الصحة العمومية واستراتيجياتها لم يكن أعظم أهمية في أي وقت مضى. ومجموعة "سكور" التقنية تزود حكومات البلدان حول العالم بالإرشادات التقنية الأساسية العالية الجودة كي تتمكن البلدان من تعزيز نُظم البيانات لديها." وتفخر منظمة الصحة العالمية بمشاركة مؤسسة بلومبرج الخيرية في مبادرة "البيانات من أجل الصحة" لتقديم هذا المورد الملائمة التوقيت إلى البلدان.
وفيما يلي بعض الأمثلة على الطرق التي يمكن أن تحسّن بها مجموعة "سكور" حياة الأفراد والمجتمعات:
- تسجيل ولادة الطفل حتى يُتاح له الحصول على الخدمات الصحية الأساسية، والالتحاق بالمدرسة، وتقديم طلب للحصول على جواز سفر؛
- تسجيل الوفيات مع تحديد سبب الوفاة بدقة لإتاحة أمام راسمي السياسات فهم أفضل للوفيات الناجمة عن جميع الأسباب والوفيات الناجمة عن كوفيد تحديداً، وعوامل الخطر المرتبطة بذلك، وتمكينهم من تنفيذ برامج وسياسات لإنقاذ الأرواح؛
- تصنيف البيانات الصحية حسب السن ونوع الجنس وسبب الوفاة لتوضيح الأسباب الجذرية للتفاوتات الصحية والمساعدة على توجيه الموارد إلى أضعف الفئات مثل أولئك الذين لا يتحدثون اللغة المحلية أو يواجهون الوصم والتمييز في مجتمعاتهم المحلية؛
- تمكين المرافق الصحية من قياس مدى جودة خدماتها وقواها العاملة وبياناتها الخاصة بالمرضى على أساس منتظم، ويمكنها أن تقدم مبررات مقنعة لزيادة التمويل إلى أصحاب المصلحة على الصعيدين الوطني والدولي؛
- إدماج البيانات الصحية مع بيانات القطاعات الأخرى بحيث تُعالَج المحددات الاجتماعية للصحة مثل التلوث والإصحاح والتغذية من أجل تخفيف العبء الكلي للمرض.
ويتضمن الإصدار الأولي للمجموعة وثيقتين:
- التدخلات الأساسية لمجموعة "سكور" – بما في ذلك لمحة عامة عن نُظم المعلومات الصحية والعناصر الأساسية والمؤشرات لتقييم التقدم المُحرز من خلال عينة من الإجراءات؛
- أدوات ومعايير مجموعة "سكور" - بما في ذلك الموارد اللازمة لمعالجة الثغرات الحرجة في البيانات الصحية وتعزيز البيانات الصحية القُطرية.
وقالت الدكتورة سميرة أسماء، المديرة العامة المساعدة لشؤون البيانات والتحليلات والتنفيذ من أجل إحداث الأثر في منظمة الصحة العالمية، إنه "يجب علينا قياس النتائج من أجل إنقاذ الأرواح. وتلتزم المنظمة بالعمل مع البلدان والشركاء من أجل الإسراع بزيادة القدرة على جمع البيانات واستخدامها في تحسين السياسات والأداء". ويجب علينا أن نعمل الآن على الاستثمار في النُظم الإحصائية في البلدان، والاستجابة لهذه الجائحة، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة والغايات المليارية الثلاثية. فالفرصة السانحة أمامنا تتلاشى، ولا يمكننا إرجاء معالجة الفجوات في البيانات. ويجب أن يكون استخدام البيانات لتلبية احتياجات البلدان أولوية في يومنا هذا".
وستكون البيانات المصنّفة والمملوكة للبلدان ضرورية للمضي قدماً في تحقيق نُظم صحية تتسم بمزيد من المرونة والاستدامة. وتُعد جائحة كوفيد-19 ناقوساً للخطر ورسالة شديدة الوضوح بشأن التحديات التي مازال يتعين علينا التصدي لها. ولكنها تُعد أيضا فرصة لإعادة البناء على نحو أفضل من خلال التضامن وتبادل المعلومات والتعاون.
وتُعد مجموعة "سكور" مثالاً على كيفية استفادة البلدان من النهج التعاوني بتوفير مجموعة موحّدة من الأدوات القائمة على المعايير المشتركة. وقد صُمّمت هذه المجموعة لتكون عملية وقابلة للتنفيذ ومرنة. ولن ننجح في مكافحة كوفيد-19 إلا بالعمل معاً.
ويُعتزم إصدار عناصر مستقبلية لمجموعة "سكور" التقنية في وقت لاحق من هذا العام، بما في ذلك أداة "سكور" للتقييم وتقارير الحالة العالمية والإقليمية والقُطرية. وستوفر هذه العناصر معاً مجموعة كاملة من المعلومات لتخطيط التقدم ورصده على أساس الأولويات الوطنية ودون الوطنية المحددة والأهداف العالمية.
-----
[1] برنامج العمل العام الثالث عشر، 2019-2023
[2] قدمت مبادرة "البيانات من أجل الصحة" لمؤسسة بلومبرج الخيرية التمويل لدعم مجموعة "سكور" التقنية للبيانات الصحية.