سلامة بيئة الأطفال: الوقاية من أمراض الطفولة وتدبيرها علاجياً

2 تشرين الأول/أكتوبر 2024 | سؤال وجواب

ينجم عدد متزايد من الأمراض التي تصيب الأطفال عن البيئات غير الصحية والمتدهورة. ورُئي من أحدث تحليل أجرته منظمة الصحة العالمية (المنظمة) في عام 2016 أن البيئة مسؤولة عن نسبة تزيد على 28٪ أو 1,6 مليون وفاة تقريباً من مجموع وفيات الأطفال دون سن الخامسة.

ويرتبط العديد من الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال بمكونات بيئية قوية، بما فيها ما يلي:

  • التهابات الجهاز التنفسي، ومنها الالتهاب الرئوي، الناجم عن تلوّث الهواء داخل المنزل وهواء المحيط، والتعرض للتدخين غير المباشر
  • تنجم الحالات التي تصيب الأطفال الحديثي الولادة، بما فيها الخداج، عن تعرض الأمهات لتلوّث الهواء داخل المنزل، وبعض المواد الكيميائية والتدخين غير المباشر، وكذلك قصور إمدادات المياه وخدمات الإصحاح في مرافق الولادة
  • ترتبط أمراض الإسهال ارتباطاً وثيقاً بقصور إمدادات مياه الشرب ورداءة إتاحة خدمات الإصحاح والنظافة الصحية والتغوط في العراء
  • الملاريا وغيرها من الأمراض المنقولة بواسطة النواقل
  • تنجم الإصابات العرضية، مثل حالات التسمم والحروق، عن انعدام مأمونية تخزين المواد الكيميائية وعدم توسيمها، واستخدام تكنولوجيات وأنواع وقود ملوّثة لبيئة المنزل في مجالات الطهي والتدفئة والإضاءة. 

يؤدي مهنيو الرعاية الصحية أدواراً حاسمة الأهمية في صون وحفز التغيير الذي يحمي صحة الأطفال من المخاطر البيئية والأمراض الناجمة عنها.

ومن الضروري تدريب مهنيي الرعاية الصحية على كشف المخاطر البيئية وتشخيص أمراض الطفولة الناجمة عن هذه المخاطر وعلاجها والوقاية منها. ويشمل هذا التدريب أطباء الأطفال وأطباء الأسرة والممرضات وعاملي الرعاية الصحية الأولية والطلاب وسواهم من عاملي الرعاية الصحية.

كما ينبغي تدريب عاملي الرعاية الصحية باستخدام مواد تدريبية منسقة تُكيّف وفقاً للاحتياجات المحددة للبلدان والسياقات السائدة محلياً والقيود المفروضة على الموارد ومجموعات المهنيين.

وإضافة إلى ذلك، فإن مهنيي الرعاية الصحية هم أعضاء موثوقون في مجتمعاتنا وهم أصوات قوية للتغيير على الصعيدين المحلي والوطني. وبإمكانهم الاستفادة من معرفتهم للتعاون مع الوكالات الحكومية في كشف المخاطر البيئية المحلية ووضع وتنفيذ سياسات مستدامة لمعالجة وتحسين القضايا المتعلقة بسلامة البيئة في السياق السائد لديهم، ودعم الإجراءات الرامية إلى تقليل المخاطر التي تهدد سلامة البيئة المحلية.

إن مهنيي الرعاية الصحية مناصرون أقوياء للتغيير. ويمكن أن يؤدي تدريبهم المضمون على صون سلامة بيئة الأطفال إلى تحقيق ما يلي:

  • تحسين فهم عاملي الرعاية الصحية لتأثير العوامل البيئية على صحة الأطفال وتعزيز التدخلات المنفذة لوقايتهم من التعرض للمخاطر؛
  • تحسين توقيت ونوعية تشخيص الآثار الصحية والإنمائية المرتبطة بالبيئة والتدبير العلاجي لتلك الآثار؛
  • تحسين قدرة مهنيي الرعاية الصحية على مناقشة المعارف وتبادلها مع المرضى وأسرهم ومزوديهم بخدمات الرعاية والمجتمعات المحلية والمرشدين وراسمي السياسات؛
  • الارتقاء بمستوى مهارات مهنيي الرعاية الصحية مناصرةً لجهود صون سلامة بيئة الأطفال؛
  • تحسين عمليات جمع البيانات وإجراء البحوث المتعلقة بسلامة بيئة الأطفال.

إن مجموعة المواد التدريبية المعدة من منظمة الصحة العالمية هي عبارة عن مجموعة وحدات نموذجية تتضمن معلومات منسقة دولياً ومواد يستعرضها النظراء تمكّن عاملي الرعاية الصحية من الحصول على التدريب ومن أن يصبحوا مدربين لنظرائهم وزملائهم. وتشمل الوحدات النموذجية ملاحظات ومراجع مستفيضة، ودراسات حالات إفرادية، وأدوات تقييم ذاتي، مسندة بأدلة ومبادئ توجيهية.

وقد شارك في إعداد المجموعة وتحضيرها فريق مختار من المهنيين من ذوي الخبرة من أكثر من 15 بلداً ومن الرابطة الدولية لطب الأطفال ومنظمات مختارة غير حكومية. وأُدخلت، منذ تكرار عمليات الاستفادة من مجموعة المواد التدريبية، تنقيحات متعددة على وحدات نموذجية مختارة من المجموعة لضمان دقتها وصون أهميتها. كما أُضيفت وحدات نموذجية أخرى إلى المجموعة لمعالجة القضايا الناشئة بشأن سلامة البيئة، بما فيها النفايات الإلكترونية والمواد الكيميائية المسببة لاضطرابات عمل الغدد الصماء.

تتكون مجموعة المواد التدريبية المعدة من المنظمة ممّا يزيد على 30 وحدة نموذجية. ويمكن استخدامها أيضاً لإعداد مجموعات فرعية عن قضايا محددة تثير القلق، مثل المواد الكيميائية. وتتضمن مجموعة المواد التدريبية وحدات نموذجية تتناول الجوانب التالية:

  • أوجه الضعف المتفردة لدى الأطفال إزاء المخاطر البيئية الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية، والمصادر الهامة والطرق الأولية للتعرض لها؛
  • آثار المخاطر البيئية على صحة الأطفال ونمائهم، ومنها المواد الكيميائية مثل الرصاص والزئبق ومبيدات الآفات، وتلوّث الهواء المحيط والهواء داخل المنزل، وقصور إمدادات المياه وخدمات الإصحاح والنظافة الصحية؛
  • القضايا البيئية المثيرة للقلق تحديداً، بما فيها تغير المناخ والنفايات الإلكترونية، وآثارها على صحة الأطفال ونمائهم ومستقبلهم.

وترد في كل وحدة نموذجية دراسات حالة عن سياق معين، وتدخلات منفذة لتحسين سلامة بيئة الأطفال وتحليل للحصائل المجنية.

كما تتضمن مجموعة المواد التدريبية وحدة نموذجية مخصصة بشأن سجل السوابق المتسلسلة زمنياً عن بيئة الأطفال: أداة معدة لمقدمي خدمات الرعاية الصحية. وهي وحدة معنية بتدريب مقدمي خدمات الرعاية الصحية على إعداد سجل بالسوابق المحلية المتسلسلة زمنياً عن بيئة الأطفال والاستفادة منها في كشف الأمراض والحالات الصحية التي تصيب الأطفال بسبب البيئة وعلاج تلك الأمراض والحالات والوقاية منها.

تعاونت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) والمنظمة خلال عام 2024 في إعداد دورة إلكترونية مجانية وتفاعلية لعاملي الرعاية الصحية في الخطوط الأمامية بشأن صون سلامة بيئة الأطفال. وتستند الدورة إلى محتوى مجموعة المواد التدريبية المعدة من المنظمة عن سلامة بيئة الأطفال لمقدمي الرعاية الصحية - ولكن بخلاف مجموعة المواد التدريبية هذه، فإن الدورة التدريبية المشتركة بين اليونيسف والمنظمة هي عبارة عن دورة تفاعلية ذاتية التدريب بإمكان المتعلمين إتمامها بأنفسهم.

وينبغي في نهاية هذه الدورة أن يتمكن المشاركون فيها من تحقيق ما يلي:

  • بيان آثار العوامل البيئية على صحة الأطفال ونمائهم وعافيتهم
  • تقييم عوامل الضعف المتفردة لدى الأطفال إزاء التأثر بالمخاطر البيئية
  • كشف العلامات والأعراض والأمراض الناجمة عن عوامل الخطر البيئية الحالية والناشئة
  • إعداد سجل بالسوابق المتسلسلة زمنياً عن بيئة الأطفال
  • تحديد وإتاحة المعلومات المتعلقة بالتهديدات المحيقة بسلامة بيئة الأطفال
  • مناقشة المخاطر البيئية بطرق كفوءة مع المرضى والأسر وراسمي السياسات والمرشدين والمجتمع المحلي، وتوفير معلومات مفهومة وموجزة عن التهديدات المحتملة واستراتيجيات الحد من المخاطر.

ويلزم أن يسجل المتعلمون الراغبون في الحصول على شهادة رقمية لإتمام الدورة من اليونيسف والمنظمة درجة قدرها 80٪ أو أعلى في جميع الاختبارات، وأن يستكملوا المسح الوارد في نهاية الدورة.