الملاحظات الافتتاحية التي أدلى بها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية في المؤتمر العالمي المعني بمكافحة التبغ يوم 23 حزيران/ يونيو 2025

23 حزيران/يونيو 2025

معالي السيد تاويسيتش ميشيل مارتن،

سيادة رئيس وزراء الجبل الأسود ميلوكو سباجيتش،

السفير العالمي لمنظمة الصحة العالمية السيد مايكل بلومبرغ،

أصحاب السعادة، المندوبون الموقرون،

الزميلات والزملاء والصديقات والأصدقاء الأعزاء،  

شكراً لكم جميعاً على انضمامكم إلينا اليوم، وأشكر الاتحاد وجميع شركائنا على دعمهم الراسخ لجهود مكافحة التبغ.

وأود أيضاً أن أشكر تاويسيتش وحكومة أيرلندا على استضافة هذا الحدث، وعلى دوركم القيادي في مجال مكافحة التبغ، سواء في الداخل أم في الخارج.

وقد تصدرت أيرلندا دوماً جهود مكافحة التبغ، بوسائل منها أنها أول بلد فرض إخلاء جميع الأماكن العامة المغلقة من الدخان في عام 2004، عندما كان  تاويسيتش وزيراً للصحة.

وتُتاح الآن أمام أيرلندا فرصة لتحذو حذو هولندا بوصفها ثاني بلد في إقليم المنظمة الأوروبي يتبع أفضل الممارسات في تنفيذ جميع تدابير مجموعة السياسات الست بشأن مكافحة التبغ.

على أنه يوجد تدبير واحد فقط لم تبلغ أيرلندا أعلى مستوى لها في تنفيذه، وهو: فرض حظر شامل على جميع أشكال الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته. وقد صرح رئيس الوزراء تاويسيتش بأن أيرلندا تعمل على تحقيق ذلك، ويحدونا الأمل في أن نرى تلك الخطوة الأخيرة تُتخذ قريباً - ونحتفل بها كلنا معاً.

لأن التبغ قاتل مهما كانت طريقة تغليفه.

ويظل واحداً من أكبر التهديدات المحيقة بالصحة العامة في عصرنا.

فهو يحصد أرواح أكثر من سبعة ملايين شخص سنوياً، ويظل السبب الوحيد للوفيات المبكرة التي يمكن تجنبها.

ولا يسلم من شره أي بلد في العالم.

وتشكل منتجات النيكوتين والتبغ الجديدة والناشئة تهديدات صحية خطيرة، وخاصة بالنسبة للأطفال.

كما تمثل هذه المنتجات جزءاً من استراتيجية أوسع نطاقاً تنتهجها دوائر صناعة التبغ لجني الأرباح من إدمان التبغ والأمراض والوفيات الناجمة عنه.

وتتسم ممارسات تسويق التبغ بالشراسة، ومنتجاته بجاذبية قوية، وغالباً ما يكون تنظيمها رديئاً.

ولكن يقظتنا إزاء المنتجات الجديدة يجب أن تُقرن باتخاذ إجراءات مكثفة بشأن منتجات التبغ التقليدية.

وقد جددت الدول الأعضاء في المنظمة التزامهاأثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية في الشهر الماضي بمكافحة الأمراض غير السارية، بوسائل منها اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى المعني بالأمراض غير السارية في أيلول/ سبتمبر.

وتشكل جهود مكافحة التبغ عنصراً أساسياً من عناصر تلك المهمة.

كما تعد اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ (اتفاقية المنظمة الإطارية) أداة قوية من أدوات القانون الدولي، لأن مجموعة السياسات الست الصادرة عن المنظمة بشأن مكافحة التبغ التي تدعمها توفر مجموعة شاملة من الأدوات العالية المردودية والمسندة بالبينات لتنفيذها.

ومنذ دخول اتفاقية المنظمة الإطارية حيز النفاذ قبل 20 عاماً، انخفضت معدلات انتشار التدخين بمقدار الثلث في العالم، وقلّ عدد المدخنين اليوم بمقدار 300 مليون مدخن عمّا كان عليه لو أن معدلات الانتشار ظلت على ما هي عليه.

ويتزايد أكثر من أي وقت مضى عدد البلدان العاكفة على تنفيذ تدابير مجموعة السياسات الست باتباع أفضل الممارسات.

ويوجد ستة وخمسون بلداً سائراً على الطريق الصحيح صوب تحقيق تخفيض نسبي قدره 30٪ في معدلات تعاطي التبغ بحلول هذا العام.

وقد تحققت أكبر المكاسب في البلدان النامية التي أثبتت فيها الحكومات وفئات المجتمع المدني أن التغيير نحو الأفضل ممكن برغم التدخلات الشرسة لدوائر صناعة التبغ.

ولكن ما زالت هناك تحديات ماثلة أمامنا، وهو أمر نعرفه جميعاً.

فمعدلات تعاطي التبغ بين النساء مثلاً تبلغ أقصاها في إقليم المنظمة الأوروبي على الصعيد العالمي، ولم تشهد إلا انخفاضاً طفيفاً.

وتثير هذه المشكلة أسئلة هامة، ومنها كيف توجه دوائر صناعة التبغ ممارساتها في تسويق منتجاتها صوب النساء، وما الذي يمكن فعله حيال ذلك. 

فأمامنا الآن خصم عتيد ومزود بموارد كافية.

وتواصل دوائر صناعة التبغ والنيكوتين ودوائر الصناعات ذات الصلة تطويع أساليبها وتوسيع نطاقها وعملها على استغلال كل ثغرة في خطوطنا الدفاعية.

الزميلات والزملاء والصديقات والأصدقاء الأعزاء،

لدينا ما يلزم من أدوات وبينات، ولدينا التزام عالمي ومعاهدة قوية وشركاء أقوياء في جميع أنحاء العالم.

واسمحوا لي أن أتوجه إليكم بثلاثة طلبات:

أولاً، نناشد جميع البلدان أن تلتزم بتنفيذ تدبير واحد آخر على الأقل من تدابير مجموعة السياسات بشأن مكافحة التبغ باتباع أفضل الممارسات خلال العام المقبل.

وتعد تحديداً زيادة الضرائب المفروضة على التبغ وسيلة مجربة للحد من معدلات تعاطي التبغ والعمل في الوقت نفسه على توليد الإيرادات اللازمة لإعادة توظيف الاستثمارات في مجال الصحة. لأن زيادة الضرائب يمكن أن تزيد الموارد المحلية اللازمة لقطاع الصحة في ظل تخفيض المساعدات الإنمائية الرسمية.

وثانياً، نناشد الباحثين أن يواصلوا إنشاء قاعدة البينات المتعلقة بالآثار الصحية لمنتجات التبغ والنيكوتين الجديدة والناشئة.

وثالثاً، نناشد الجهات المشرعة والتنظيمية أن تحظر استعمال النكهات والتصاميم المغرية في السجائر الإلكترونية المعدة لغرض اجتذاب الأطفال والشباب.

وشكراً لكم جميعاً مرة أخرى على التزامكم ودوركم القيادي وشراكتكم لدى سعينا معاً من أجل إيجاد عالم خال من التبغ أوفر صحة وأكثر أمناً.

شكراً لكم (نطقها بالأيرلندية)

أشكركم.