© منظّمة الصحّة العالميّة / بيير البوي
شعار منظّمة الصحّة العالميّة يظهر على الباب الخارجي للدخول إلى مقرها الرئيسي في جنيف، سويسرا، يوم 19 تموز/يوليو 2023.
© Credits

منظمة الصحة العالمية تصدر إطارا عالميا لفهم منشأ المُمرِضات الجديدة أو التي عادت إلى الظهور

4 أيلول/سبتمبر 2024
بيان صحفي

بدعم من الفريق الاستشاري العلمي المعني بمنشأ المُمرِضات المستجدة، نشرت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) إطارا عالميا لمساعدة الدول الأعضاء على إجراء تحقيقات شاملة في منشأ المُمرِضات الجديدة أو التي عادت إلى الظهور. وعلى الرغم من وجود عدد من الأدوات المتاحة للتحقيق في فاشيات الأمراض المعدية، فإن هذا الإطار يتيح أول نهج موحد ومنظم للتحقيق في منشأ المُمرِضات المستجدة. ويهدف الإطار إلى سد الفجوات من خلال إتاحة مجموعة شاملة من التحقيقات والدراسات العلمية. وهذا هو الإصدار الأول من هذا الدليل العملي الذي سيجرى تحديثه عند الحاجة، بناء على تعليقات المستخدمين.

وكما يتبين من كل فاشية وجائحة، فإن صحة الإنسان مهددة على نحو متزايد بمخاطر ظهور فيروسات معروفة (مثل فيروسات الإيبولا ونيباه وأنفلونزا الطيور ولاسا وجدري القردة) ومُمرضات مستجدة يمكن أن تتحول إلى أوبئة وجوائح (الأنفلونزا المستجدة، وفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وفيروس كورونا-سارس-1، وفيروس كورونا-سارس-2)، ولذلك فقد بات من الضروري أكثر من ذي قبل من النواحي العلمية والأخلاقية والمالية امتلاك القدرة على الوقاية من الفاشيات أو متى تتعذر الوقاية منها، والقدرة على احتوائها بسرعة وتحديد منشئها.

ويحدد الإطار العالمي للمنظمة التحقيقات والدراسات العلمية لستة عناصر تقنية:

  • التحقيقات المبكرة في الحالات/ المجموعات / الفاشيات الأولى التي تم تحديدها للوقوف على المصادر المحتملة للتعرض، وجمع العينات من المصدر، وتحديد خصائص المُمرض الجديد المعني لأغراض إنشاء مقايسات تشخيصية.
  • الدراسات البشرية: لفهم الخصائص الوبائية بما في ذلك المظاهر السريرية وطرق الانتقال وعلم الأمراض والوجود المبكر في عينات ترصد المتلازمات.
  • دراسات التفاعل بين البشر والحيوانات لتحديد المستودعات الحيوانية المحتملة والمضيفات الوسيطة والأمراض الحيوانية المنشأ العكسية.
  • دراسات لتحديد الناقلات الحشرية أو المصادر الأخرى للعدوى وكذلك وجودها المبكر في البيئة.
  • دراسات الجينوميات وتطور السلالات لتحديد سلالات السلائف والخصائص الجينومية والتطور عند المضيفات الوسيطة وعند البشر والتوزيع المكاني بمرور الوقت.
  • دراسات السلامة البيولوجية/الأمن البيولوجي لتحديد ما إذا كان هناك خرق في الأنشطة المختبرية أو البحثية قد يكون مرتبطا بالحالات الأولى.

والغرض من إعداد إطار المنظمة العالمي هو إتاحة مورد للعلماء والباحثين وسلطات الصحة العامة والمحققين في الدول الأعضاء. وهو يقدم إرشادات عن توقيت وكيفية بدء مثل هذه التحقيقات المتعددة التخصصات ويعرض توصيات إلى البلدان بشأن القدرات والأدوات اللازمة لتنفيذها بنجاح. ويشمل ذلك القدرات المطلوبة مثل الموارد البشرية ونظم الترصد البشري والحيواني والبيئي؛ ولوائح السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي؛ والمختبرات التي لها تجربة في اختبارات التشخيص وتحليل المتواليات- وأهمية مشاركة نتائج هذه التحقيقات في أقرب وقت ممكن للاستشراد بها في الخطوات التالية. وقد أُعدت هذه التوصيات اتساقا مع اللوائح الصحية الدولية وباستخدام نهج الصحة الواحدة.

وينطوي إجراء تحقيقات شاملة في الوقت المناسب في منشأ الممرضات على أهمية حاسمة لأغراض الوقاية من الأزمات الصحية العالمية واحتوائها. وتتيح نتائج هذه التحقيقات الأساس لوقف الفاشيات قبل أن تبدأ، ووقف سلاسل انتقال العدوى، والحد من خطر انتقال المُمرضات من البشر وإليهم. ويمكنها أيضا تأكيد أو استبعاد إمكانية حدوث خرق غير مقصود في السلامة البيولوجية والأمن البيولوجي في المختبرات.

ولتحقيق هذه الغاية، من المهم أهمية حاسمة أن تتبادل البلدان النتائح الأولية بطريقة سريعة وكاملة وشفافة حالما تتوافر لضمان تنفيذ التدابير الرامية إلى التخفيف من انتقال العدوى والوقاية من أحداث جديدة لانتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان ومن ثم ظهور الجوائح في المستقبل.

وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، إن "من الواجب العلمي والواجب الأخلاقي فهم متى وأين وكيف ولماذا تبدأ الأوبئة والجوائح للوقاية من فاشيات الأمراض في المستقبل من أجل أولئك الذين يفقدون أرواحهم بسبب تلك الفاشيات. ويتيح هذا الإطار لأول مرة إرشادات شاملة بشأن الدراسات اللازمة للتحقيق في منشأ المُمرضات الناشئة والتي عادت إلى الظهور. ولو أتيح مثل هذا الإطار عندما ظهر كوفيد-19، لربما كان السعي لفهم منشئه أقل إثارة للجدل وأكثر نجاحا. وتواصل المنظمة دعوة الصين إلى مشاركة جميع المعلومات التي في حوزتها بشأن منشأ كوفيد-19، حتى يستنى التحقيق في جميع الفرضيات".

وقد أنشئ الفريق الاستشاري العلمي المعني بمنشأ المُمرِضات المستجدة في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 ويتألف من خبراء مستقلين من جميع أنحاء العالم، وقد كُلف بتحديد أفضل الأساليب التقنية والعلمية لفهم منشأ المُمرضات الناشئة والتي عادت إلى الظهور وإعداد هذا الإطار العالمي. ويشكل هذا النظام جزءا من نظام معزز للتأهب للطوارئ الصحية والوقاية منها وضعته المنظمة ودولها الأعضاء والعديد من الشركاء الصحيين والعلميين.