Inediz/C. Jeantet and F. Caterini
Sakina, a 5-year-old girl from Sokoto State with her mother Hauwa on their way to the Noma hospital. Hauwa understood that Sakina was very sick, but neither the local clinic nor traditional healing succeeded in stopping the disease. Nigeria, April 2017.
© الصورة

منظمة الصحة العالمية تدرج رسميا مرض نوما ضمن أمراض المناطق المدارية المهملة

15 كانون الأول/ديسمبر 2023
بيان صحفي

في تطور هام يرمي إلى التصدي لأحد أكثر التحديات الصحية التي لا تحظى باهتمام كاف في العالم، أعلنت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) اليوم عن إدراج مرض نوما (قارحة الفم أو التهاب الفم) في قائمتها الرسمية لأمراض المناطق المدارية المهملة. ويؤكد هذا القرار، الذي أوصى به فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي والتقني المعني بأمراض المناطق المدارية المهملة في اجتماعه السابع عشر، التزام المنظمة بتوسيع نطاق الخدمات الصحية لتشمل أشد سكان العالم ضعفا.

ونوما هو مرض غنغريني حاد يصيب الفم والوجه، ولا سيما عند الأطفال الصغار الذين يعانون من سوء التغذية (ممن تتراوح أعمارهم بين سنتين و6 سنوات) في المناطق التي ينتشر فيها الفقر المدقع. ويبدأ بالتهاب في اللثة سرعان ما ينتشر ويدمر أنسجة الوجه والعظام، إن لم يُعالَج مبكرا. ويؤدي في حالات كثيرة إلى الوفاة، في حين يعاني الناجون من تشوهات شديدة.

ومن الصعب تقدير عدد حالات الإصابة بمرض نوما تقديرا دقيقا بسبب التطور السريع للمرض والوصم المرتبط به، وهو ما يساهم في حرمان العديد من الحالات من التشخيص. وتوجد معظم حالات الإصابة بمرض نوما في أفريقيا جنوب الصحراء، على الرغم من الإبلاغ عن حالات أيضا في الأمريكتين وآسيا.

وتشير الأدلة إلى أن مرض نوما ينجم عن البكتيريا الموجودة في الفم. وهناك العديد من عوامل الخطر المرتبطة بهذا المرض، ومنها تردي نظافة الفم وسوء التغذية وضعف جهاز المناعة والالتهابات والفقر المدقع. ومرض نوما ليس معديا ولكن الإصابة به تكثر عندما تضعف المناعة.

ومن الضروري الكشف عنه مبكرا، لأن العلاج يكون أكثر فعالية في المراحل المبكرة من المرض عندما يسبب تورم اللثة الوخيم، المعروف باسم التهاب اللثة الناخر الحاد. ويشمل العلاج تناول المضادات الحيوية وتلقي المشورة والدعم بشأن الممارسات التي ينبغي اتباعها لتحسين نظافة الفم باستخدام غسول الفم المطهر (يمكن استخدام ماء الملح أو الكلورهيكسيدين) والمكملات الغذائية. وعند تشخيص المرض مبكرا، يمكن أن يؤدي العلاج إلى التئام الجروح على نحو سليم دون عواقب طويلة الأجل. وقد تستدعي الحالات الوخيمة إجراء جراحة. ومن المرجح أن يعاني الأطفال الذين نجوا من مرحلة الغنغرينيا من تشوه شديد في الوجه، وأن يجدوا صعوبة في الأكل والتحدث وقد يتعرضون للوصم الاجتماعي والعزلة، وقد يحتاجون إلى جراحة ترميمية.

وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة:" نوما أكثر من مجرد مرض، بل هو علامة اجتماعية على الفقر المدقع وسوء التغذية اللذين يؤثران على السكان الأكثر ضعفا. ومن خلال تصنيف مرض نوما ضمن أمراض المناطق المدارية المهملة، فإننا نسلط الضوء على اعتلال أصاب المجتمعات المهمشة طوال قرون عديدة. ونحن ملتزمون بالعمل مع البلدان والمجتمعات المتضررة لمعالجة العوامل المساهمة في الإصابة بمرض نوما، وتخفيف المعاناة التي يسببها".

ويهدف تصنيف مرض نوما ضمن أمراض المناطق المدارية المهملة إلى إذكاء الوعي العالمي بشأنه، وتحفيز البحوث، وحشد التمويل، وتعزيز الجهود الرامية إلى مكافحة هذا المرض من خلال نهج متعددة القطاعات ومتعددة الجوانب. وستسهم التدخلات التي تعالج عبء هذا المرض المدمر في تحقيق التغطية الصحية الشاملة، لأنها ستستهدف على وجه التحديد جيوب السكان المحرومين من الخدمات.   

وغالبا ما يدار مرض نوما من خلال برامج صحة الفم في المناطق الموبوءة، ويمكن تعزيز التعاون مع برامج مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة على المستوى التشغيلي، لا سيما من خلال دمج مرض نوما في الأنشطة الرامية إلى الكشف عن أمراض المناطق المدارية المهملة المرتبطة بالجلد وتدبيرها علاجيا .

وقادت حكومة نيجيريا العمل على إدراج مرض نوما في قائمة أمراض المناطق المدارية المهملة. وفي كانون الثاني/ يناير 2023، قُدّم طلب رسمي إلى المنظمة نيابة عن 32 دولة عضوا. وكان الطلب مسندا بملف مفصل يسلط الضوء على عبء وتوزيع مرض نوما ويقدم أدلة تثبت استيفاء المعايير التي وضعتها المنظمة. وقد ساهمت العديد من المؤسسات الشريكة في هذا المسعى من خلال تبادل المعلومات وأنشطة الدعوة.

وقد أنشأ فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي والتقني المعني بأمراض المناطق المدارية المهملة في عام 2016 العملية الرسمية الخاصة بإضافة شروط جديدة إلى قائمة أمراض المناطق المدارية المهملة. ومنذ ذلك الحين، أضيفت الأمراض التالية: الورم الفطري (2016)؛ وداء الفطريات الاصطباغية والفطريات العميقة الأخرى (2017؛ دمجت في مجموعة واحدة مع الورم الفطري)؛ والجرب (2017)؛ والتسمم بلدغ الثعابين (2017)؛ ومرض نوما (2023). وبإضافة مرض نوما، تشمل قائمة المنظمة لأمراض المناطق المدارية المهملة حتى الآن 21 مرضا.