عينت اليوم منظمة الصحة العالمية (المنظمة) مركز الأخلاقيات الرقمية في جامعة دلفت للتكنولوجيا (هولندا) بوصفه مركزاً متعاوناً مع المنظمة ومعنياً بالاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي لتصريف شؤون الصحة.
ويتمتع الذكاء الاصطناعي بالقدرة على إعادة تشكيل الرعاية الصحية وإنقاذ الأرواح وتحسين الصحة والعافية. ولكن تسخير فوائد هذا الذكاء من أجل الصالح العام يستلزم تعاون الجهات صاحبة المصلحة الملتزمة بتصريف شؤون الصحة بقوة، وتوفير الضمانات الأخلاقية، ورسم السياسات المسندة بالبينات.
ويعدّ تعيين المركز المتعاون مع المنظمة اعترافاً بتاريخ مركز الأخلاقيات الرقمية في جامعة دلفت للتكنولوجيا الممتد لعقود من الزمن في مجال إجراء البحوث المتطورة بشأن الابتكار المسؤول، فضلاً عن دوره الريادي في ميدان دمج القيم الأخلاقية في متطلبات تصميم التكنولوجيات الرقمية. وتمثل خطة الافتتاح هذه استمراراً للشراكة القوية القائمة بين مركز الأخلاقيات الرقمية والمنظمة، بعد أن تشارك هذان الكيان في تنظيم مشاورات وحلقات عمل دولية ووضع إرشادات ومواد تدريب معيارية في الماضي.
وتحدث الدكتور آلان لابريك مدير إدارة شؤون الصحة الرقمية والابتكار في المنظمة قائلاً: "إن المنظمة ملتزمة بمساعدة الدول الأعضاء في تخطيط تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي المسؤولة وتصريف شؤونها واعتمادها. ونحن نشهد تقدماً ملحوظاً في مجال الذكاء الاصطناعي الذي بات جاهزاً لإحداث تحول في النظم الصحية وتزويد الأفراد بالدعم اللازم أثناء مسيرتهم الصحية. وضماناً لتمتع الجميع بهذه الفوائد بشكل أخلاقي وآمن ومنصف، فإننا نعول على إقامة شراكات تقنية وأكاديمية متينة ترشدنا في هذا الميدان الآخذ في التطور بسرعة."
وسيؤدي المركز المتعاون مع المنظمة والمعني بالذكاء الاصطناعي لتصريف شؤون الصحة دوراً أساسياً في الجهود التي تبذلها المنظمة لضمان الاستفادة أخلاقياً وبمسؤولية من الذكاء الاصطناعي في مجال الصحة عن طريق النهوض بالبحوث المتعلقة بالمواضيع ذات الأولوية وتزويد المنظمة بمدخلات الخبراء لتستفيد منها في وضع الإرشادات ورسم السياسات. وسيكون المركز بمثابة مركز معني بشؤون التعليم والدعوة إلى إجراء بحوث مسندة بالعلوم وتيسير تبادل المعارف ومواد التدريب من خلال عقد حلقات عمل على الصعيدين الإقليمي والقطري.
ومن جهته، أشار الأستاذ جيروين فان دن هوفن مدير إدارة الشؤون العلمية في مركز دلفت للأخلاقيات الرقمية في حديثه بالقول: "إن مركز دلفت للأخلاقيات الرقمية هو واحد من المراكز الرائدة في ميدان تطبيق القيم الأخلاقية على متطلبات تصميم التقنيات الرقمية مثل الذكاء الاصطناعي، لأن هذا المركز هو ثمرة جهود تمتد لعقدين من الزمن في مجال البحث بشأن الأخلاقيات الرقمية والابتكار المسؤول. ونحن نتطلع إلى الإسهام بعملنا في المجتمع الصحي العالمي وتعزيز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بمسؤولية في مجال الصحة."
أما المختبر المعني بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي في مجال الرعاية الصحية، وهو عبارة عن ثمرة جهود تعاونية بين جامعة دلفت للتكنولوجيا وشركائها، فإنه سيطرح رؤى قيمة بشأن التحديات المواجهة في تكليل جهود تحويل إرشادات المنظمة إلى ممارسات سريرية بالنجاح.
وتحدث الدكتور ديفيد نوفيلو أورتيز المستشار الإقليمي ورئيس وحدة البيانات والبينات وشؤون الصحة الرقمية في مكتب المنظمة الإقليمي لأوروبا قائلاً: "إن تعيين مركز الأخلاقيات الرقمية في جامعة دلفت للتكنولوجيا بوصفه مركزاً متعاوناً مع المنظمة يعزز قدرتنا الجماعية على ضمان الاستفادة من الذكاء الاصطناعي بإنصاف ومسؤولية في مجال الصحة العامة. وسيؤدي هذا التعاون دوراً حاسم الأهمية في مساعدة الدول الأعضاء على اغتنام الفرص ومواجهة التحديات المطروحة فيما يخص الذكاء الاصطناعي، ممّا يعزز الثقة والشفافية والابتكار في مجال الصحة الرقمية."
ويؤكد المركز المتعاون المعني بالذكاء الاصطناعي في مجال الصحة على تفاني المنظمة في الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تصريف الشؤون بطريقة مسندة بالبينات، بما يعزز الاستفادة بمسؤولية من هذا الذكاء والالتزام في الوقت نفسه بتطبيق أعلى المعايير الأخلاقية.