أشهدت منظمة
الصحة العالمية على إدراك كل من أذربيجان وطاجيكستان هدف التخلص من الملاريا على
أراضيها. ويأتي هذا الإشهاد في أعقاب جهود دؤوبة ومتواصلة بذلها البَلدان على مدار
قرن من الزمان للقضاء على المرض.
وبهذه المناسبة، قال
المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس: "لقد بذل شعبا
أذربيجان وطاجيكستان وحكوماتهما عملاً طويلاً وشاقاً من أجل التخلص من
الملاريا". وأضاف قائلاً: "إن إنجازهما هو دليل آخر على إمكانية التخلص
من الملاريا، إذا ما توافرت الموارد المناسبة والالتزام السياسي المطلوب. وآمل أن تستنبط
البلدان الأخرى الدروس والعبر من تجربتهما".
والإشهاد على
التخلص من الملاريا هو الاعتراف الرسمي من منظمة الصحة العالمية بحالة خلو بلد ما
من الملاريا. ويُمنَح الإشهاد عندما يُظهِر البلد، عبر بيِّنات صارمة وموثوق فيها،
أن سلسلة انتقال الملاريا الأصلية بواسطة بعوض الأنوفيلس قد توقفت تماماً في جميع
أنحاء البلاد خلال السنوات الثلاث السابقة على الأقل. ويجب على البلد أيضًا
أن يثبت قدرته على منع معاودة الانتشار.
وقال مدير
المنظمة الإقليمي لأوروبا، الدكتور هانز هنري: "لقد تحقق إنجاز أذربيجان وطاجيكستان
بفضل الاستثمار المتواصل وتفاني القوى العاملة الصحية، إلى جانب الوقاية الموجَّهة
من جميع حالات الملاريا، والاكتشاف المبكر لها، وعلاجها"، مضيفاً أن "الإقليم
الأوروبي التابع للمنظمة بات الآن أقرب بخطوتين في طريقه لكي يصبح أول إقليم في
العالم خالياً من الملاريا تماماً".
وكانت أذربيجان
قد اكتشفت آخر حالة لديها من الملاريا المتصوًّرة النشيطة المنتقلة محلياً في عام
2012، في حين اكتشفت طاجيكستان آخر حالة لديها في عام 2014. وبهذا الإعلان الصادر
اليوم، تكون المنظمة قد أشهدت على خلو 41 بلداً ومنطقة واحدة من الملاريا، منها 21
بلداً في الإقليم الأوروبي.
الاستثمار في
التغطية الصحية الشاملة ومكافحة الملاريا
تعززت جهود
مكافحة الملاريا في أذربيجان وطاجيكستان بفضل طائفة من الاستثمارات وسياسات الصحة
العامة التي مكَّنت الحكومتين بمرور الوقت من القضاء على المرض والحفاظ على حالة
الخلو من الملاريا.
ولأكثر من ستة
عقود، كفلت الحكومتان تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية الشاملة، ووفرتا الدعم
بكل جدية وصرامة للتدخلات الموجَّهة لمكافحة الملاريا، ومنها على سبيل المثال،
تدابير الوقاية مثل رش الجدران الداخلية للمنازل بالمبيدات الحشرية، وتعزيز
الاكتشاف المبكر لجميع الحالات وعلاجها، والحفاظ على مهارات وقدرات جميع العاملين
الصحيين المشاركين في جهود التخلص من الملاريا.
ويستعين كل من
أذربيجان وطاجيكستان بنُظُم إلكترونية وطنية لترصد الملاريا تتيح اكتشاف الحالات في الوقت الحقيقي تقريباً، وتسمح
بإجراء استقصاءات سريعة لتحديد هل العدوى محلية أم وافدة. وذلك إلى جانب تدخلات
إضافية، منها الوسائل البيولوجية لمكافحة اليرقات، مثل الأسماك الآكلة للبعوض،
وتدابير معالجة المياه للحد من نواقل الملاريا.
ومنذ عشرينيات
القرن الماضي، اعتمد جزء كبير من اقتصاد طاجيكستان، وبدرجة أقل اقتصاد أذربيجان،
على الإنتاج الزراعي، وخاصة صادرات القطن والأرز ذات القيمة العالية.
وقد شكَّلت شبكات
الري الزراعي في كلا البلدين، عبر التاريخ، خطراً لإصابة العمال بالملاريا. وهو ما
حدا بكلا البلدين إلى إنشاء نظم لحماية العمال في قطاع الزراعة، من خلال إتاحة
تشخيص الملاريا وعلاجها مجاناً في نظام الرعاية الصحية العامة.
ويتمتع موظفو
مكافحة الملاريا بالقدرة على اختبار العمال المصابين وتشخيص إصابتهم وعلاجهم على
الفور بالأدوية المناسبة المضادة للملاريا، وبالقدرة على رصد عوامل الخطر البيئية
والحشرية والوبائية وتقييمها. وأجريت أنشطة إضافية في إطار برنامج المكافحة، منها
التقييم المنتظم للاستخدام الرشيد للمبيدات الحشرية في مكافحة النواقل، وتنفيذ
نُظُم معالجة المياه، وتثقيف الجمهور بشأن الوقاية من الملاريا.
ملاحظة
للمحرر
إشهاد
منظمة الصحة العالمية على الخلو من الملاريا
يمتلك المدير العام للمنظمة القرار النهائي بشأن منح الإشهاد على الخلو من الملاريا، وذلك بناءً على توصية من الفريق الاستشاري التقني المستقل المعني بالتخلص من الملاريا والإشهاد عليه. ولمزيد من المعلومات عن إجراءات المنظمة بشأن الإشهاد على الخلو من الملاريا، يُرجَى زيارة الرابط التالي (بالإنكليزية).