انعقاد مؤتمر القمة العالمية الخامس بشأن سلامة المرضى في مونترو، سويسرا يومي 23 و24 شباط/فبراير تحت شعار "تقليل الأذى وتحسين الرعاية – من القرار إلى التنفيذ"
اختتم مؤتمر القمة الوزاري العالمي الخامس بشأن سلامة المرضى المنعقد في مونترو بسويسرا، أعماله يوم 24 شباط/فبراير بعد المصادقة على ميثاق مونترو بشأن سلامة المرضى، الذي تضمّن إجراءات موصى بها للتصدي للأذى الذي يمكن تجنبه في قطاع الرعاية الصحية. وكانت تلك أول قمة وزارية عالمية بشأن سلامة المرضى تُعقد في أعقاب جائحة كوفيد-19 التي كشفت ما تنطوي عليه الرعاية غير المأمونة من مخاطر عالية على المرضى والعاملين الصحيين وعامة الجمهور، وسلطت الضوء على فجوات السلامة العديدة التي تتخلل جميع عناصر النُظم الصحية. وقد انعقدت القمة بضيافة الحكومة السويسرية.
وشارك في القمة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، إلى جانب الرئيس السويسري المضيف للقمة، ألان بيرست. وألقى الدكتور تيدروس خطاباً في الجزء الوزاري، حث فيه وزراء الصحة على الاستثمار في سلامة المرضى كجزء من التزامهم بالتغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي؛ وتشييد ثقافة السلامة وتعزيز نُظم الإبلاغ والتعلم؛ ودعم القوى العاملة الصحية وبناء قدراتها؛ وتقوية نُظم البيانات؛ وإشراك المرضى وأسرهم في رعايتهم. وأعلن الدكتور تيدروس أن شعار اليوم العالمي لسلامة المرضى في عام 2023 هو "ليكن للمرضى دورٌ في سلامتهم".
وقد اجتمعت في مونترو وفود قادمة من أكثر من 80 بلداً لمناقشة الفجوات والتحديات الرئيسية التي تعترض تنفيذ قرار جمعية الصحة العالمية (ج ص ع72-6) المعنون "العمل العالمي بشأن سلامة المرضى" وخريطة الطريق العالمية بشأن سلامة المرضى المعنونة "خطة العمل العالمية بشأن سلامة المرضى للفترة 2021-2030: من أجل إزالة الأذى الذي يمكن تجنبه في قطاع الرعاية الصحية".
وأشارت الوفود إلى أنه رغم التقدم المحرز في التصدي لتحديات سلامة المرضى على الصعيد العالمي، يتعين بذل جهود منسقة لضمان سلامة المرضى والعاملين في مجالي الصحة والرعاية، مؤكدةً أن الدروس المستخلصة من أزمة كوفيد-19 تنطوي على إمكانات هائلة لبناء نُظم صحية أكثر أماناً وقدرةً على الصمود.
ويعيد ميثاق مونترو بشأن سلامة المرضى، الذي تمت المصادقة عليه في مؤتمر القمة، التأكيد على أن الأذى الذي يلحق بالمرضى في قطاع الرعاية الصحية يشكّل مسألة ملحّة من مسائل الصحة العامة تعني جميع الدول على اختلاف مستويات دخلها وتنوع جغرافياتها، وتطرح بالتالي تحدياً عالمياً مشتركاً. ويحدد الميثاق الإجراءات التي يتعين على البلدان اتخاذها لتضييق فجوات التنفيذ في مجال سلامة المرضى، بما في ذلك وضع سلامة المرضى على رأس أولويات الصحة العامة، والاستفادة من الدروس المستخلصة من جائحة كوفيد-19، وتعميق الشراكات والتعاون والتعلم المتبادل، وإشراك المرضى وأسرهم. كما يحث الميثاق على ترتيب أولويات لسلامة المرضى، بما يشمل سلامة الأدوية والجراحة المأمونة والوقاية من العدوى ومكافحتها ومقاومة مضادات الميكروبات.
وتعدّ الرعاية غير المأمونة من الأسباب الرئيسية للوفاة والإعاقة في العالم، وتتجلى بشكل حاد في البيئات الشحيحة الموارد. ففي السنوات التي سبقت جائحة كوفيد-19، لقي أكثر من 2,6 مليون شخص حتفهم كل عام بسبب القصور في جوانب السلامة في مستشفيات البلدان ذات مستوى الدخل الأدنى. غير أن البلدان الغنية ليست بمنأى عن هذا القصور، فنحو 15 في المائة من نفقات وأنشطة المستشفيات في بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي يمكن عزوها لمعالجة الإخفاقات في مجال السلامة.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من نصف حالات الأذى الذي يلحق بالمرضى يمكن تجنبها من خلال العمل معاً من أجل إرساء نظام رعاية صحية أكثر أماناً للجميع وبناء ثقافة للسلامة تشدد على أهمية العمل المتواصل في مجالات التحسين والتعلم والابتكار.
ويستكمل مؤتمر القمة في مونترو مخرجات مؤتمرات القمة الوزارية العالمية السابقة بشأن سلامة المرضى التي عززت الوعي بعبء الأذى الذي يمكن تجنبه في قطاع الرعاية الصحية وبلورت نُهجاً استراتيجية لتعزيز سلامة المرضى، من لندن (2016) إلى بون (2017) فطوكيو (2018) ثم جدة (2019).
ومن المقرر عقد مؤتمر القمة السادس في شيلي في عام 2024.