منظمة الصحة العالمية تصدر تقريرا عن حالة تطور مضادات البكتيريا

14 حزيران/يونيو 2024
بيان صحفي
جنيف، سويسرا

أصدرت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) اليوم تقريرها الأحدث عن العوامل المضادة للبكتيريا، بما في ذلك المضادات الحيوية، في مراحل التطوير السريري وما قبل السريري في جميع أنحاء العالم. وعلى أن عدد العوامل المضادة للبكتيريا قيد التطوير السريري قد ارتفع من 80 في عام 2021 إلى 97 في عام 2023، فإن ثمة حاجة ملحة إلى عوامل جديدة ومبتكرة للتصدي لحالات العدوى الخطيرة واستبدال تلك العوامل التي غدت غير فعالة بسبب استخدامها على نطاق واسع.

ويقيم هذا التقرير السنوي، الذي صدر أول مرة في عام 2017، ما إذا كانت أنشطة البحث والتطوير الجارية تستجيب على نحو مناسب لحالات العدوى التي تسببها البكتيريا المقاومة للأدوية الأشد تهديدا لصحة الإنسان، على النحو المفصل في قائمة المنظمة للمُمرضات البكتيرية ذات الأولوية لعام 2024. وتهدف كلتا الوثيقتين إلى توجيه أنشطة البحث والتطوير في مجال العوامل المضادة للبكتيريا للتصدي على نحو أفضل للتهديد المتزايد الذي تطرحه مقاومة مضادات الميكروبات.

وتحدث مقاومة مضادات الميكروبات عندما تتوقف البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات عن الاستجابة للأدوية، مما يزيد من وخامة الأمراض ومن خطر انتشار حالات العدوى التي يصعب علاجها وحالات المرض والوفيات. وتعزى مقاومة مضادات الميكروبات في جزء كبير منها إلى إساءة استخدام مضادات الميكروبات والإفراط في استخدامها، حتى وإن كان لا يزال يتعذر على الكثير من الأفراد في جميع أنحاء العالم الحصول على الأدوية الأساسية المضادة للميكروبات.

وقالت الدكتورة يوكيكو ناكاتاني، المديرة العامة المساعدة بالنيابة لشؤون مقاومة مضادات الميكروبات في المنظمة، إن "مقاومة مضادات الميكروبات لا تزداد إلا سوءا في حين أننا لا نطور منتجات جديدة رائدة بالسرعة الكافية لمكافحة أخطر البكتيريا وأشدها فتكا. حتى الآن، لا زلنا نفتقر بشدة إلى الابتكار، وحتى عند التصريح بمنتجات جديدة، فإن الوصول إليها يمثل تحديا جسيما. فالعوامل المضادة للبكتيريا ببساطة لا تصل إلى المرضى الذين هم في أمس الحاجة إليها، في البلدان من جميع فئات الدخل".

ولا يكمن المشكل فقط في وجود عدد قليل جدا من مضادات البكتيريا قيد التطوير السريري، نظرا إلى المدة اللازمة للبحث والتطوير واحتمال الفشل، بل يكمن أيضا في الافتقار إلى قدر كاف من الابتكار. فمن بين 32 مضادا حيويا قيد التطوير لمعالجة حالات العدوى المدرجة في قائمة المُمرضات البكتيرية ذات الأولوية، يوجد 12فقط منها يمكن اعتبارها مبتكرة. وإضافة إلى ذلك، فإن 4 فقط من هذه المُمرضات الـ12 نشطة مقابل ما لا يقل عن 1 من المُمرضات "الحرجة" وفق تصنيف المنظمة - وهي الفئة الأكثر خطورة في قائمة المُمرضات البكتيرية ذات الأولوية، والتي تليها فئتا المُمرضات ذات الأولوية "العالية" و"المتوسطة". وهناك فجوات على نطاق أنشطة البحث والتطوير في هذا المجال، بما في ذلك ما يتعلق منها بالمنتجات الموجهة للأطفال، والتركيبات الفموية الأكثر ملاءمة للمرضى الخارجيين، وعوامل معالجة المقاومة المتزايدة للأدوية.

ومما يدعو إلى التفاؤل أنه يتزايد استكشاف عوامل بيولوجية غير تقليدية، مثل العاثيات والأجسام المضادة والعوامل المضادة للفوعة والعوامل المعدلة للمناعة والعوامل المعدلة للميكروبيوم، لاستخدامها مكملات وبدائل للمضادات الحيوية. ومع ذلك، فإن دراسة وتنظيم العوامل غير التقليدية ليست عملية بسيطة. فهناك حاجة إلى مزيد من الجهود لتسهيل الدراسات السريرية لهذه المنتجات وتقييماتها، للمساعدة في تحديد وقت وكيفية استخدام هذه العوامل سريريا.

وفيما يتعلق بمضادات الجراثيم المعتمدة حديثا، أي منذ 1 تموز/يوليو 2017، فقد حصل 13 مضادا حيويا جديدا على رخصة تسويق غير أن اثنين فقط يمثلان فئة كيميائية جديدة ويمكن وصفهما بالمبتكرين، مما يؤكد التحدي العلمي والتقني في اكتشاف مضادات جراثيم جديدة فعالة ضد البكتيريا ومأمون استخدامها لدى البشر.

وإضافة إلى ذلك، حصلت 3 عوامل غير تقليدية على ترخيص استخدامها، وكلها منتجات برازية لاستعادة ميكروبات الأمعاء، من أجل منع عدوى المطثية العسيرة المتكررة (CDI) بعد علاج بالمضادات الحيوية لدى البالغين.

وأنشطة التطوير ما قبل السريري الجارية نشطة ومبتكرة، وتتبع فيها العديد من الأساليب غير التقليدية، في سياق يتسم عدد العوامل المرشحة في المرحلة قبل السريرية على مدى السنوات الأربع الماضية. ولا يزال تركيزها منصبا على المُمرضات السلبية الغرام، التي تقاوم المضادات الحيوية في الملاذ الأخير. وتتمتع البكتيريا السلبية الغرام بقدرات متكاملة على إيجاد طرق جديدة لمقاومة العلاج ويمكنها نقل المواد الوراثية التي تسمح للبكتيريا الأخرى بأن تصبح مقاومة للأدوية أيضا.

ويبدو أن التوجه نحو العوامل المضادة للبكتيريا التي تستهدف أحد المُمرضات قد شهد استقرارا. وتزيد العوامل التي تستهدف أحد المُمرضات من الحاجة إلى التشخيص السريع المتاح على نطاق واسع وبأسعار معقولة، لضمان وجود البكتيريا ذات الصلة في حالات العدوى المراد علاجها.

ومن شأن زيادة الشفافية في أنشطة البحث والتطوير تيسير التعاون بشأن المشاريع التي يحتمل أن تكون مبتكرة ولكنها صعبة، ومساعدة العلماء ومطوري الأدوية، وتوليد المزيد من الاهتمام والتمويل لتطوير الأدوية للعوامل الجديدة المضادة للبكتيريا.

وينبغي أن تقترن الجهود الرامية إلى تطوير عوامل جديدة مضادة للبكتيريا بجهود موازية لضمان إتاحتها على نحو منصف، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويعد حصول الجميع على أدوات جيدة وميسورة التكلفة للوقاية من حالات العدوى وتشخيصها وعلاجها أمرا أساسيا للتخفيف من تأثير مقاومة مضادات الميكروبات على الصحة العامة والاقتصاد، وفقا للأولويات الاستراتيجية والتشغيلية للمنظمة بشأن التصدي لمقاومة مضادات الميكروبات في قطاع صحة الإنسان، والقرار الذي اعتمدته جمعية الصحة العالمية السابعة والسبعون بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، والنهج الذي يركز على الناس لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات والحزمة الأساسية لتدخلات مقاومة مضادات الميكروبات.