وكالات صحية رائدة تحدّد مصطلحات محدثة لمسببات الأمراض التي تنتقل عبر الهواء

18 نيسان/أبريل 2024
بيان صحفي

 

على إثر المشاورة التي أجريت مع وكالات الصحة العامة والخبراء، تنشر منظمة الصحة العالمية (المنظمة) تقريرا عن تلك المشاورة التقنية العالمية تعرض فيه أحدث المصطلحات التي تصف مسببات الأمراض التي تنتقل عبر الهواء. وتشمل مسببات الأمراض المعنية تلك التي تؤدي إلى الإصابة بحالات عدوى تنفسية، مثل كوفيد-19 والأنفلونزا والحصبة ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) وغيرها من حالات العدوى. 

والمنشور الذي يحمل عنوان "تقرير المشاورة التقنية العالمية بشأن المصطلحات المقترحة لمسببات الأمراض التي تنتقل عبر الهواء" هو ثمرة جهد تعاوني مكثف على مدى سنوات عديدة، ويجسد اتفاقا مشتركا بشأن المصطلحات بين المنظمة والخبراء وأربع وكالات رئيسية للصحة العامة، هي: المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها؛ والمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها؛ والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها؛ ومراكز الولايات المتحدة لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ويؤكد هذا الاتفاق الالتزام الجماعي لوكالات الصحة العامة لإحراز التقدم معا في هذه المسألة.

وقد أجريت المشاورة الواسعة النطاق على مراحل متعددة في الفترة 2021-2023 وتناولت مسألة افتقار مختلف التخصصات العلمية لمصطلحات متفق عليها لوصف انتقال مسببات الأمراض عبر الهواء. وتجلى هذا التحدي بوجه خاص أثناء جائحة كوفيد-19 إذ كان مطلوبا من الخبراء من شتى القطاعات إسداء إرشادات علمية وسياساتية. وأبرز الاختلاف في المصطلحات المتداولة مكامن القصور في الفهم المشترك وأسهم في ظهور تحديات على صعيد التواصل في عامة الجمهور وعلى صعيد الجهود المبذولة للحد من انتقال مسبب الممرض.

وقال الدكتور جيريمي فارار، كبير المتخصصين في الشؤون العلمية لدى المنظمة، "يسرنا أن نتمكن من معالجة هذه المسألة المعقدة في الوقت المناسب والتوصل إلى توافق في الآراء مع مجموعة متنوعة جدا من وكالات الصحة العامة الرائدة والخبراء من مختلف التخصصات. وستساعد المصطلحات المتفق عليها لوصف مسببات الأمراض التي تنتقل عبر الهواء في وضع مسار جديد لبرامج البحث وتنفيذ تدخلات الصحة العامة لتحديد مسببات الأمراض الحالية والجديدة والإبلاغ عنها والاستجابة لها".

وقد أسفرت المشاورات المستفيضة عن إدخال التعابير التالية المتفق عليها لتوصيف انتقال مسببات الأمراض عبر الهواء (في الظروف العادية):

  • يمكن للأفراد المصابين بأحد مسببات الأمراض التنفسية توليد وطرد الجزيئات المعدية التي تحتوي على مسبب المرض، عن طريق الفم أو الأنف من خلال التنفس أو الحديث أو الغناء أو البصق أو السعال أو العطس. وينبغي وصف هذه الجزيئات بمصطلح "جزيئات الجهاز التنفسي المعدية" أو  IRPs اختصاراً.
  • توجد جزيئات الجهاز التنفسي المعدية بأحجام مختلفة، ولا ينبغي تطبيق حدود فاصلة لتمييز الجزيئات الصغرى عن الجزيئات الكبرى. وهذا يسهل الابتعاد عن الثنائية المصطلحية المستخدمة سابقا: "الرذاذ" (جزيئات أصغر حجما إجمالا) و"القطيرات" (جزيئات أكبر حجما إجمالا).

ويمكن استخدام التعبير "عبر الهواء" بوجه عام لتوصيف مرض معد تنطوي طريقة انتقاله الرئيسية انتقال مسبب المرض عبر الهواء أو علوقه في الهواء. وتحت مظلة "الانتقال عبر الهواء"، يمكن استخدام تعبيرين:

1-   الانتقال عبر الهواء أو الاستنشاق، لوصف الحالات التي تُطرد فيها جزيئات الجهاز التنفسي المعدية إلى الهواء فيستنشقها شخص آخر. ويمكن أن يحدث الانتقال عبر الهواء أو الاستنشاق على مسافة قصيرة أو طويلة من الشخص المعدي وتعتمد المسافة على عوامل مختلفة (تدفق الهواء والرطوبة ودرجة الحرارة والتهوية، وغير ذلك). ويمكن أن تدخل جزيئات الجهاز التنفسي المعدية نظريا جسم الإنسان في أي نقطة على طول الجهاز التنفسي البشري، ولكن قد تكون لمسببات الأمراض مواقع دخول مفضلة.

2-   الاستقرار المباشر، لوصف الحالات التي تطرد فيها جزيئات الجهاز التنفسي المعدية في الهواء من شخص معدي فتستقرّ مباشرة على مناطق مكشوفة على وجه شخص آخر قريب مثل الفم أو الأنف أو العينين، ثم تدخل الجهاز التنفسي البشري ويحتمل أن تسبب العدوى.

وقالت الدكتورة غاغانديب كانغ، من كلية كريستيان الطبية في فيلور بالهند، وهي الرئيسة المشاركة لفريق المنظمة العامل التقني، "جاءت عملية التشاور التقني العالمية هذه ثمرة لتضافر جهود العديد من الخبراء ذوي النفوذ والخبرة. ولم يكن من الهين الوصول إلى توافق في الآراء بشأن هذه المصطلحات التي أدخلها أصحاب المصلحة على نحو غير مسبوق". وأضاف الدكتور يوغو لي، من جامعة هونغ كونغ في منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصة (الصين)، الذي شارك أيضا في رئاسة فريق العمل التقني، "يمنحنا إكمال هذه المشاورة فرصة جديدة ونقطة انطلاق للمضي قدما بفهم أفضل ومبادئ متفق عليها  بشأن الأمراض التي تنتقل عبر الهواء".

وهذه المشاورة هي المرحلة الأولى من المناقشات العلمية العالمية التي تقودها المنظمة. وتشمل الخطوات التالية إجراء المزيد من البحوث التقنية والمتعددة التخصصات واستكشاف الآثار المترتبة على التنفيذ الأوسع نطاقا للعابير المصطلحية المحدثة.