وصلت بالأمس إلى أوغندا الجرعات الأولى من أحد اللقاحات الثلاثة المرشحة لمكافحة فيروس إيبولا سودان. وسيجري تقييم هذه اللقاحات في تجربة سريرية أُطلق عليها اسم التضامن في مواجهة الإيبولا أو Tokomeza Ebola.
ويسجل وصول 1200 جرعة من اللقاحات المرشحة بعد 79 يوما فقط من الإعلان عن الفاشية في 20 أيلول/سبتمبر علامة فارقة في تاريخ القدرة العالمية على الاستجابة للفاشيات. فأثناء تفشي الإيبولا في غرب أفريقيا في عام 2015، مرت سبعة أشهر من تاريخ صدور الإعلان عن الفاشية إلى وصول اللقاحات لبدء تجارب المرحلة 3 في غينيا. وشكل هذا إنجازا رائعا وسجل آنذاك رقما قياسيا تاريخيا. وقيمت تلك التجربة مأمونية وفعالية اللقاحات ضد فيروس إيبولا زائير - المسؤول عن فاشية المرض في غرب أفريقيا وعن فاشيات المرض في الآونة الأخيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية. ولكن لا توجد لقاحات مرخَّصة ضد أنواع فيروس إيبولا سودان المسؤولة عن الفاشية الحالية في أوغندا، ومن هنا تأتي الحاجة إلى إجراء التجربة الحالية.
وقالت الدكتورة جين روث أسينغ أسيرو، وزيرة الصحة الأوغندية: "تثبت أوغندا أنه يمكن تنظيم بحوث منقذة للحياة بسرعة في خضم الفاشية. وسنواصل مكافحة الفاشية باستخدام ما لدينا بالفعل من أدوات فعالة تتمثل في الترصّد السريع للعثور على الحالات المصابة، وقيام فرق تتبع المخالطين بتحديد أولئك الذين تعرضوا للفيروس، وتقديم العاملين الصحيين للرعاية إلى المرضى المصابين بالفيروس، وإشراك المجتمع المحلي طوال فترة الاستجابة، ولكن من المهم امتلاك لقاح لهذه الفاشية والفاشيات المقبلة".
وهذا اللقاح هو أحد اللقاحات المرشحة الثلاثة التي أوصت بتجربتها لجنة خبراء مستقلة تابعة لمنظمة الصحة العالمية (المنظمة)، وهو: لقاح ChAd3-SUDV الذي طوره معهد سابين. أما اللقاحان الآخران، وهما لقاح cAdOx1 biEBOV من جامعة أكسفورد/معهد جينر/معهد الأمصال في الهند، ولقاح SV-SUDV من ميرك/المبادرة الدولية لاستحداث لقاحات الإيدز، فسيُضافان إلى التجربة عند وصول الجرعات.
وتقود التجربة جامعة ماكيريري الأوغندية وتشارك في رعايتها وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية. وقد عملت المنظمة مع الحكومة الأوغندية والباحثين الأوغنديين على تصميم بروتوكول التجربة، وضمان سرعة العمليات التنظيمية والأخلاقية، وتدريب فرق البحوث، وتركيب سلسلة التبريد التي ستحفظ اللقاحات عند درجة الحرارة المثلى.
وقال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: "لقد جاء وصول اللقاحات المرشحة إلى البلد في غضون أقل من 100 يوم من تاريخ الإعلان عن الفاشية نتيجة لجهود بُذلت على المستوى العالمي تولت المنظمة تنسيقها. ونحن نعمل معا في كل مرة على سرعة تقييم اللقاحات، وآخذون في التحسين. ولذلك فوائد في المرحلة الحالية وفي المستقبل. وليست هذه بعمليات تجريبية: إنما هي عملية لتحسين النظام تحسبا للتهديد التالي باندلاع المرض."
ويأتي تحقيق هذا الإنجاز نتيجة لتحضيرات سابقة، مثل مخطط المنظمة الأوّلي للبحث والتطوير الذي يوحد جهود الباحثين وغيرهم في مجالات البحوث ذات الأولوية. ويأتي هذا الإنجاز أيضاً نتيجة لاستثمارات قدمتها الولايات المتحدة (من خلال هيئات مثل هيئة البحث والتطوير المتقدِّمين في مجال الطب الحيوي)، والمملكة المتحدة وحكومات أخرى، واتباع نهج لا رجعة فيه شهد قيام المنظمة بالجمع بين حكومة أوغندا والباحثين في مجال اللقاحات والمصنعين والممولين والمسؤولين التنظيميين وغيرهم. وتمكّن المصنعون من إنتاج اللقاحات في وقت قياسي، مع توفير القدر الكافي من جرعات اللقاحات المرشحة لتجربتها بل وربما أيضاً للمراحل التالية.
واتباعا لنهج يتسم بالقدر نفسه من السرعة والتعاون، خصص عدة شركاء، من بينهم الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة، وحكومة كندا، وإدارة التأهب والاستجابة للطوارئ الصحية في الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الصحة العالمية، أموالا لتسهيل تنفيذ التجربة. ويفكر أيضاً شركاء آخرون في تقديم مساهماتهم.
وقالت الدكتورة ماتشيديسو مويتي، مديرة المنظمة الإقليمية لأفريقيا: "تشكل هذه التجربة خطوة مهمة وواعدة نحو توفير الحماية الممكنة من فيروس إيبولا سودان، يتولى فيها الباحثون الأفارقة الاضطلاع بدور رائد. وهي تبرز مدى قوة البحث العلمي في قارتنا وكيف نستطيع من خلال التعاون مع الشركاء الدوليين أن نطور أدوات حاسمة ستحد من أثر الإيبولا المميت."
وقال البروفيسور بروس كيرينغا، المحقق الرئيسي لتجربة اللقاح: "لقد عينا 9 فرق ودربناها فأصبحت على أهبة الاستعداد لكي تنتشر في المقاطعات التي ستُنفذ فيها التجربة."
وقال الدكتور يونس تيجين ولد مريم، ممثل المنظمة في أوغندا: "نأمل في أن نقدم من خلال هذه التجربة القدر الكافي من المعلومات لمعرفة مدى فعالية واحد أو أكثر من اللقاحات المرشحة، وإن كان جمع البيانات الجيدة سيستغرق وقتا. ونعمل يداً بيد مع جميع الشركاء المعنيين على ضمان تنفيذ التجربة على مستوى رفيع من المعايير العلمية والأخلاقية."
وقد سجل البلد، منذ الإعلان عن الفاشية، ما مجموعه 142 حالة مؤكدة و55 حالة وفاة في تسع مقاطعات حتى 5 كانون الأول/ ديسمبر. وكان التبكير بتشخيص الحالات وعلاجها حاسما في كبح العدوى، بالإضافة إلى تحسين ترصّد الأمراض وتتبع المخالطين والوقاية من العدوى ومكافحتها، فضلاً عن تعبئة المجتمعات المحلية لدعم الاستجابة.
ولم يُبلغ عن ظهور حالات جديدة من الإصابة بالإيبولا منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر. وسيُدعى المخالطون للحالات التي تأكدت إصابتها بالمرض مؤخراً إلى المشاركة في التجربة المُصممة بحيث يجري تنفيذها باستخدام تصميم التطعيم الحَلَقي.
--
ملاحظات للمحررين:
فيما يلي التسلسل الزمني للأوقات الرئيسية في هذه الاستجابة.
7 حزيران/يونيه 2022
نُشرت خطة المنظمة الاستراتيجية لبحوث الفيروسات الخيطية وترصّدها، 2021-2031 (بالإنكليزية).
20 أيلول/سبتمبر 2022
وزارة الصحة الأوغندية تعلن الفاشية في أعقاب التأكيد المختبري.
عقد مشاورة أولى لتحديد اللقاحات المرشحة ومناقشة تصاميم التجربة.
المطورون المتسجيبون وممولوهم يبدئون العمل على تجهيز/إنتاج جرعات اختبارية من أجل التجربة وما بعدها.
23 أيلول/سبتمبر 2022
عقد مشاورة ثانية لمواصلة استعراض البيانات عن اللقاحات المرشحة ومناقشة تصاميم التجربة.
28 أيلول/سبتمبر 2022
وزير الصحة الأوغندي يعيّن المحقق الرئيسي للتجربة.
بدء التحضيرات الميدانية للتجربة.
3 تشرين الأول/أكتوبر 2022
أصبح بروتوكول الدراسة جاهزاً، وقُدّم للحصول على الموافقة مع كتيب المحقق من أجل اللقاحين.
7 تشرين الأول/أكتوبر 2022
عقد المشاورة الثالثة لمواصلة استعراض البيانات عن اللقاحات المرشحة ومناقشة تصاميم التجربة.
13 تشرين الأول/أكتوبر 2022
قُدمت البيانات عن اللقاح الأول إلى لجنة المنظمة لتحديد أولويات استخدام اللقاحات التي اجتمعت لتقييم المعلومات.
26 تشرين الأول/أكتوبر 2022
اجتمع فريق المنظمة العامل المعني بتحديد أولويات استخدام اللقاحات لتقييم البيانات المتعلقة باللقاح المرشح الثاني.
28 تشرين الأول/أكتوبر 2022
عقد المشاورة الخامسة لمواصلة استعراض البيانات عن اللقاحات المرشحة ومناقشة تصاميم التجربة.
7 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
اجتمع فريق المنظمة العامل المعني بتحديد أولويات استخدام اللقاحات لتقييم البيانات المتعلقة باللقاح المرشح الثالث.
10 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
إتمام تدريب أكثر من 200 عضو من أعضاء فريق البحوث الأوغندي بدعم من الباحثين الغينيين، ومنظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة، على مجالات من بينها الممارسات السريرية الجيدة ومعايير إجراء الاختبارات.
16 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
قدم فريق المنظمة العامل المعني بتحديد أولويات استخدام اللقاحات توصيات لتقييم 3 لقاحات مرشحة.
تقديم بروتوكول التجربة مع إدخال تعديل عليه لتضمين اللقاح الثالث.
21 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
فريق التجربة في البلد ينجز جميع التحضيرات وبات مستعدا لبدء التجربة.
25 تشرين الثاني/نوفمبر 2022
إتمام عملية الموافقة في أوغندا وعن طريق المنظمة. صدور تصاريح الاستيراد من أجل لقاحين.
2 كانون الأول/ديسمبر 2022
أصبحت جرعات اللقاح cAd3 واللقاح cAdOx1 جاهزة لشحنها إلى أوغندا.
أصبحت جرعات اللقاح rVSV شبه جاهزة للشحن.
8 كانون الأول/ديسمبر 2022
وصول الجرعات الأولى من أحد اللقاحات المرشحة (ChAd3) إلى أوغندا في غضون 80 يوما من تاريخ إعلان الفاشية، ومن المتوقع وصول جرعات من اللقاحين الآخرين في غضون أيام.