© WHO / Nazik Armenakyan
Head Pediatrician at Wigmore Clinic in Yerevan, Armenia, Dr Ghazaryan explains the importance of hand hygiene to her students.
© الصورة

تقرير جديد يسلط الضوء على تزايد مقاومة المضادات الحيوية في العدوى البكتيرية والحاجة إلى تحسين البيانات

9 كانون الأول/ديسمبر 2022
بيان صحفي

كشف تقرير جديد صادر عن منظمة الصحة العالمية (المنظمة) عن ارتفاع مستويات المقاومة البكتيرية، مما يؤدي إلى حالات عدوى مجرى الدم المهددة للحياة، فضلاً عن ازدياد مقاومة العلاج لدى العديد من أنواع البكتيريا المسببة لحالات العدوى الشائعة في المجتمع، استناداً إلى بيانات جُمعت من 87 بلداً في عام 2020.

ويقدم تقرير النظام العالمي لترصّد مقاومة مضادات الميكروبات واستهلاكها (النظام العالمي للترصّد) أول تحليلات عن مستويات مقاومة مضادات الميكروبات في سياق التغطية باختبارات الكشف على الصعيد الوطني، والاتجاهات في مجال مقاومة مضادات الميكروبات منذ عام 2017، وبيانات عن استخدام مضادات الميكروبات لدى البشر في 27 بلداً. وخلال ستة أعوام، حقق النظام العالمي مشاركة من 127 بلداً تشكّل 72 في المائة من سكان العالم. ويتضمن التقرير شكلاً رقمياً تفاعلياً مبتكراً لتيسير استخلاص البيانات والرسوم البيانية.

ويكشف التقرير عن ارتفاع مستويات المقاومة (أكثر من 50%) لدى البكتيريا التي تسبب عدوى مجرى الدم في المستشفيات عادةً، مثل جرثومة الكلبسيلة الرئوية وجرثومة الراكدة. ويتطلب علاج هذه الأنواع من العدوى المهددة للحياة علاجاً بالمضادات الحيوية المعروفة بأدوية الملاذ الأخير مثل الكاربابينيم. غير أن التقارير تشير إلى أن 8% من حالات عدوى مجرى الدم التي تسببها جرثومة الكلبسيلة الرئوية باتت مقاومة للكاربابينيم، مما يزيد من مخاطر الوفاة بسبب العدوى العصية على العلاج.

وتتزايد مقاومة العدوى البكتيرية الشائعة للعلاجات. فأكثر من 60 في المائة من معزولات جرثومة النيسرية البنية، المسببة للأمراض الشائعة المنقولة جنسياً، أظهرت مقاومة لأحد المضادات الحيوية الفموية الأكثر استخداماً، أي السيبروفلوكساسين. وأكثر من 20% من معزولات جرثومة الإشريكية القولونية، وهي العامل الأكثر شيوعاً المسبب لالتهابات المجرى البولي، تقاوم أدوية الخط الأول (الأمبيسيلين والكوتريموكسازول) وأدوية الخط الثاني (مركبات الفلوروكينولونات).

ويقول الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة، إن "مقاومة مضادات الميكروبات يقوض أركان الطب الحديث ويعرض ملايين الأرواح للخطر. ولفهم نطاق هذا التهديد العالمي حقيقةً وشنّ استجابة صحية عامة فعالة لهذه المشكلة، علينا أن نوسّع نطاق اختبارات المكروبيولوجيا ونضمن توفير بيانات مضمونة الجودة من جميع البلدان وليس من البلدان الأغنى فحسب".

ورغم أن معظم اتجاهات مقاومة مضادات الميكروبات ظلت مستقرة خلال السنوات الأربع الماضية، فقد ارتفعت حالات عدوى مجرى الدم بسبب الإشريكية القولونية والسلمونيلا وعدوى السيلان المقاوم للعلاج بنسبة 15% على الأقل مقارنةً بمستوياتها في عام 2017. ويلزم إجراء المزيد من البحوث للوقوف على أسباب هذه الزيادة الملاحظة في مقاومة مضادات الميكروبات ومدى ارتباطها بارتفاع معدلات الاستشفاء وكثرة العلاجات بالمضادات الحيوية خلال جائحة كوفيد-19، علماً أن أحد تداعيات الجائحة أيضاً أن العديد من البلدان لم تتمكن من الإبلاغ عن بيانات عام 2020.  

وتُظهر التحليلات الجديدة أن البلدان التي تتسم بتغطية أدنى لاختبارات الكشف، ومعظمها من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، تُبلغ عن مستويات مقاومة أعلى لمضادات الميكروبات بالنسبة لمعظم تركيبات الأدوية. وقد يرجع ذلك (جزئياً) إلى أن عدداً محدوداً من مستشفيات الإحالة في العديد من هذه البلدان يبلّغ عن البيانات عبر النظام العالمي للترصد. وتعتني هذه المستشفيات عادةً بالمرضى ذوي الحالات الحرجة الذين ربما تلقوا علاجاً بالمضادات الحيوية سابقاً.

فعلى سبيل المثال، بلغ متوسط المعدلات العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات 42% (الإشريكية القولونية) و35% (الراكدة المقاومة للميثيسيلين) وهما المؤشران المتعلقان بمقاومة مضادات الميكروبات لهدف التنمية المستدامة ذي الصلة. ولكن عند النظر إلى البلدان التي تحظى بتغطية مرتفعة لاختبارات الكشف، لوحظ تدني هذه المعدلات إلى 11% و6,8% فحسب، على التوالي.

أما بالنسبة للاستهلاك البشري لمضادات الميكروبات، فقد استوفى 65% في 27 بلداً مبلغاً الغاية التي حددتها المنظمة بضمان استعمال ما لا يقل عن 60% من مضادات الميكروبات من فئة المضادات الحيوية " ACCESS"، وفقاً لتصنيف AWaRE للمنظمة، أي المضادات الحيوية الفعالة ضد طيف واسع من أنواع العدوى الشائعة والتي تنطوي على خطر توليد مقاومة منخفض نسبياً.

ويظل من الصعب تفسير معدلات مقاومة مضادات الميكروبات بسبب نقص التغطية باختبارات الكشف وضعف القدرات المختبرية، لا سيما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ولسدّ هذه الفجوة الحرجة، ستعتمد المنظمة نهجاً من شقين يهدف إلى توليد بيّنات قصيرة الأمد من خلال إجراء المسوح الاستقصائية، وبناء القدرات الطويلة الأمد في مجال الترصّد الروتيني. وسيستدعي ذلك إعداد مسوح ذات تمثيل وطني عن مقاومة مضادات الميكروبات لتحديد خط مرجعي عن مقاومة مضادات الميكروبات وبيانات عن اتجاهاتها لأغراض وضع السياسات ورصد التدخلات وزيادة البيانات المضمونة الجودة من المختبرات على جميع مستويات النظام الصحي.

وتقتضي الاستجابة لاتجاهات مقاومة مضادات الميكروبات التزاماً رفيع المستوى من البلدان بتعزيز قدرات الترصّد وتوفير بيانات مضمونة الجودة، فضلاً عن اتخاذ إجراءات ملموسة من جميع الأفراد والمجتمعات المحلية. ومن خلال تعزيز جمع البيانات الموحدة والعالية الجودة عن مقاومة مضادات الميكروبات واستهلاكها، ستسهم المرحلة التالية من النظام العالمي للترصّد في اتخاذ إجراءات فعالة قائمة على البيانات لوقف نشوء هذه المقاومة وانتشارها ولحماية استخدام الأدوية المضادة للميكروبات لفائدة الأجيال المقبلة.