فتحت أكاديمية منظمة الصحة العالمية (أكاديمية المنظمة) في ليون بفرنسا أبوابها رسمياً يوم أمس بحفل احتفال رفيع المستوى. وحضر الحفل كل من المدير العام للمنظمة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس وفخامة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، جنباً إلى جنب مع العشرات من وزراء الصحة والممثلين الدوليين والجهات المانحة والجهات الشريكة الفرنسية المحلية.
وأكاديمية المنظمة هي عبارة عن مشروع ثوري سيسهم في إعداد قوة عاملة صحية أفضل تدريباً في جميع أنحاء العالم بفضل البرنامج الذي أعدته الأكاديمية للتدريب طوال العمر الأكثر طموحاً على الإطلاق في مجال الصحة العامة. وبشكل أدق، وبفضل دورات التدريب التي ستقدمها الأكاديمية في ليون وفي كل مكان من العالم على منصتها الإلكترونية، فإنها ستتيح المهارات والكفاءات الحيوية وأحدث المعارف والدراية الفنية كذلك فيما يتعلق بالصحة العامة لكل من المهنيين الصحيين وراسمي السياسات والقوى العاملة في المنظمة تحديداً.
وبفضل الشراكات التي أُقيمت مع أفضل المعاهد الأكاديمية والبحثية في مجال الصحة العامة بكل أنحاء العالم، تعتزم أكاديمية المنظمة معالجة مواطن الضعف المحددة في النظم الصحية - وأولها النقص العالمي المتزايد في أعداد العاملين في مجالي الصحة والرعاية الذي يتوقع أن يصل إلى 10 ملايين عامل بحلول عام 2030، كما تعتزم سد الفجوة الآخذة في الاتساع فيما يخص إتاحة أحدث البحوث والابتكارات. وستتأثر بمعظم هذا النقص البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وخاصة في أفريقيا. وبهدف بناء تكنولوجيا هي الأكثر تقدماً في مجال الصحة والرعاية والبحث والتطوير في مجال الصحة وتقاسم منافع إتاحتها، بما فيها الذكاء الاصطناعي، ستزود الأكاديمية النظم الصحية بقدرات وكفاءات إضافية مباشرة.
وقد تسنى تنفيذ هذه المبادرة الرائدة التي دُشّنت قبل سبع سنوات بفضل الدعم السخي المقدم من كل من حكومة فرنسا، وإقليم أوفيرني-رون-ألوب، ومدينة ليون ومنطقتها الكبرى، وشركاء عالميين آخرين. وتمتد رقعة الحرم الجديد والحديث لأكاديمية المنظمة لتشغل مساحة قدرها 000 11 متر مربع، بحيث يضم الحرم اثنتين وعشرين غرفة تدريب، وغرفتين للتعلم عن بعد، ومركزاً للمحاكاة، ومركزاً لعمليات الطوارئ، واستوديو لتسجيل البرامج التلفزيونية، وقاعة حديثة، ومكتبة.
كما تمتلك الأكاديمية منصة تعلم عبر الإنترنت تضفي الطابع الديمقراطي على سبل إتاحة التثقيف الصحي على نطاق عالمي. وهي منصة تقدم دورات مجانية ومتطورة عن المواضيع الصحية ذات الأولوية، لتكفل بذلك تمكين المهنيين في أرجاء العالم كافّة من الحصول على تدريب عالي الجودة، بغض النظر عن موقعهم.
وتحدث الرئيس إيمانويل ماكرون قائلاً: "يمكننا اليوم أن نفتخر بفتح أبواب مؤسسة عالمية جديدة في مدينة ليون ستقدم للعالم الأفضل من حيث التدريب في مجال الصحة والابتكار. وستشكل أحدث التطورات التكنولوجية والتطورات الطارئة في ميدان الذكاء الاصطناعي أداة قوية جداً لزيادة إتاحة الرعاية الصحية بسهولة في كل مكان. وسيعود هذا الاستثمار بفوائد علينا جميعاً لأنه لا غنى حتماً عن العاملين الصحيين الحاصلين عل تدريب أفضل لكي ينعم عالمنا بمزيد من الأمن، بما يشمل الوقاية من الجوائح في المستقبل والاستجابة لها. وإنني على ثقة من أن هذه الشراكة القوية المقامة مع المنظمة سترسخ إيماننا في قدرتها على توجيه سياساتنا الصحية في كل أنحاء العالم وتنسيق أعمالنا لكي نزيد دوماً كفاءتنا بما يخدم أناسنا على أرض الواقع."
ومن جهته، تحدث الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس المدير العام للمنظمة قائلاً: "تشتهر المنظمة بإعداد المنتجات التقنية العالمية المستوى - المبادئ التوجيهية والقواعد والمعايير - ولكن كثيراً ما يعوق ترجمتها إلى إجراءات واقعية الافتقار إلى التدريب المؤسسي. وأحياناً ما تقبع منتجاتنا غير مستخدمة على الرفوف أو تبقى ضمن رسائل البريد الإلكتروني غير المفتوحة. وستُحدِث أكاديمية المنظمة تغييراً في قواعد اللعبة لأنها أول مركز عالمي من نوعه للتعلم الصحي سيزود العاملين في مجالي الصحة والرعاية وراسمي السياسات وقوتنا العاملة العالمية بالكفاءات والمهارات التي تلزمهم لإحداث تحول في النظم الصحية وتوفير الصحة للجميع."
ويشكل النقص في عاملي الرعاية الصحية واحداً من أكبر التحديات الماثلة أمام الصحة العالمية، لأنه يحرم الملايين من الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية، مثل التمنيع ورعاية الأمهات وعلاج الأمراض السارية وخدمات أخرى كثيرة.
وسيتسنى بفضل أكاديمية المنظمة تدريب آلاف المهنيين الصحيين سنوياً. وتسعى الأكاديمية إلى تدريب 3 ملايين عامل من عاملي الرعاية الصحية بحلول عام 2028، بمن فيهم الممرضات والأطباء السريريون والقابلات، جنباً إلى جنب مع 900 شخص من كبار المعنيين بصنع القرار و000 13 مدير لشؤون الصحة العامة. وستعدّ أكاديمية المنظمة دورات يتراوح عددها بين 50 و80 دورة سنوياً اعتباراً من عام 2025 وحتى عام 2028، ليصل عددها إجمالاً إلى 260 دورة تدريبية جديدة تقريباً بحلول عام 2028.
وتمثل أكاديمية المنظمة خطوة جريئة إلى الأمام على طريق سد الفجوة التي تتخلل أعداد القوى العاملة الصحية في العالم. وبفضل توفير الأكاديمية لدورات تعليم وتدريب عالية الجودة يسهل وصول المهنيين الصحيين إليها في أنحاء العالم بأسره، فإنها ستؤدي دوراً رئيسياً في تعزيز النظم الصحية، وتحسين عملية تقديم الخدمات، وتعزيز الإنصاف في مجال الصحة.