UNICEF/Eduardo Párraga/UNO766981
A mother is breastfeeding her baby while participating in an activity as part of the World Prematurity Day in Caracas, November 19, 2022
© الصورة

خبراء يدعون، في سلسلة جديدة من مجلة ذي لانسيت، إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد التسويق الاستغلالي لبدائل لبن الأم

يبرز البحث أيضاً الحاجة الملحة إلى تعزيز تدابير حماية الأمومة بالنسبة لجميع النساء

8 شباط/فبراير 2023
أخبار الإدارات
جنيف، سويسرا

تتسم أساليب التسويق التي تنتهجها دوائر صناعة بدائل لبن الأم بطابع استغلالي ويلزم اتخاذ إجراءات صارمة على نحو عاجل من أجل التصدي للادعاءات المضلّلة والتدخلات السياسية، وفقاً لسلسلة جديدة من ثلاث مقالات نُشرت اليوم في مجلة ذي لانسيت. وتبيّن هذه المقالات أن تأثير دوائر الصناعة - الذي يشمل ممارسة ضغوط ضد التدابير الحيوية الرامية إلى دعم الرضاعة الطبيعية - يعرّض صحة وحقوق النساء والأطفال لخطر شديد.

 وقال البروفيسور نايجل رولينز، متخصص في الشؤون العلمية في المنظمة ومؤلف مقالة عن تسويق بدائل لبن الأم "إن هذا البحث الجديد يبرز النفوذ الاقتصادي والسياسي الهائل لكبرى شركات صناعة بدائل لبن الأم، فضلاً عن أوجه القصور الخطيرة في السياسة العامة التي تحول دون إرضاع ملايين النساء لأطفالهن رضاعةً طبيعية". واستطرد قائلاً "يلزم اتخاذ إجراءات في مختلف مجالات المجتمع لدعم الأمهات بشكل أفضل في ممارسة الرضاعة الطبيعية طالما يرغبن في ذلك، كما يلزم، في الوقت نفسه، بذل الجهود من أجل وضع حد للتسويق الاستغلالي لبدائل لبن الأم نهائياً."

 وتعود الرضاعة الطبيعية بفوائد هائلة ولا يمكن الاستعاضة عنها على الرضع وصغار الأطفال. فالرضاعة الطبيعية تساعد الأطفال على البقاء على قيد الحياة والتطوّر لتحقيق كامل إمكاناتهم، حيث توفّر فوائد غذائية جمّة وتحد من مخاطر الإصابة بالعدوى وتخفّض معدلات السمنة والأمراض المزمنة في المراحل اللاحقة من عمرهم. ومع ذلك، فإن حوالي نصف عدد المواليد فقط في العالم يرضعون من الثدي خلال الساعة الأولى من عمرهم، في حين أن أقل من نصف عدد الأطفال دون 6 أشهر من العمر يعتمدون على الرضاعة الطبيعية الحصرية وفقاً لتوصيات المنظمة.

 ونظرا للإسهامات الكبيرة للرضاعة الطبيعية في صحة الإنسان، فإن سلسلة مجلة ذي لانسيت توصي بدعم الرضاعة الطبيعية بقدر أكبر بكثير في إطار نظم الرعاية الصحية والحماية الاجتماعية، بما في ذلك ضمان إجازة أمومة مدفوعة الأجر بقدر كاف. وتشير المقالات إلى أن ما يقرب من 650 مليون امرأة يفتقرن حالياً إلى تدابير كافية لحماية الأمومة. وتزيد الادعاءات التسويقية المضلّلة والضغوط الاستراتيجية من دوائر صناعة الألبان وبدائل لبن الأم من تعقيد التحديات التي يواجهها الوالدان، حيث تزيد من شدة القلق بشأن الرضاعة الطبيعية ورعاية الرُضع.

 مخطط تسويق استغلالي

 وضعت جمعية الصحة العالمية المدونة الدولية لقواعد تسويق بدائل لبن الأم (المدونة) في عام 1981 والعديد من القرارات اللاحقة على إثر صدور التقرير المعنون "The Baby Killer" (قاتل الأطفال) الذي أجرى تحقيقات بشأن تسويق شركة نيستلي لبدائل لبن الأم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل في سبعينيات القرن الماضي. ومع ذلك، فإن التسويق المكثف للمستحضرات الغذائية للرضع يتواصل بلا هوادة، حيث تقترب مبيعات هذه المنتجات حالياً من 55 مليار دولار أمريكي سنوياً.

 وتوثق المقالة الأولى من سلسلة مجلة ذي لانسيت الكيفية التي تستغل بها ادعاءات التسويق المضلّلة بشكل مباشر شواغل الوالدين إزاء سلوكيات الرضع الطبيعية، حيث توحي بأن منتجات الألبان التجارية تخفّف من اهتياج الأطفال أو تقلّل من بكائهم، من خلال التخفيف من المغص أو إطالة النوم ليلا مثلاً. ويشدّد مؤلفو المقالات على أنه إذا ما دُعمت الأمهات بشكل ملائم، فإنه يمكن تدبير شواغل الوالدين تدبيرا ناجحا بفضل الرضاعة الطبيعية الحصرية.

 وتقول البروفيسورة ليندا ريختر من جامعة ويتواترسراند في جنوب إفريقيا "إن دوائر صناعة بدائل لبن الأم تستخدم بيانات علمية رديئة لتزعم أن منتجاتها تشكل حلولا للمشاكل الصحية والنمائية الشائعة التي يعاني منها الرُضع، دون أن تقدم بيّنات كافية تدعم هذا الرأي". وأضافت قائلةً "إن هذه التقنية التسويقية تنتهك بوضوح مدونة عام 1981، التي تنص على أن بطاقات التوسيم ينبغي ألا تجعل من استخدام بدائل لبن الأم حلاً مثالياً لغرض بيع المزيد من المنتجات."

 وتشرح سلسلة ذي لانسيت الكيفية التي تستغل بها دوائر تسويق بدائل لبن الأم نقص دعم الحكومات والمجتمع للرضاعة الطبيعية، وفي الوقت نفسه تسيء استخدام السياسات المتعلقة بالجنسين لغرض بيع منتجاتها. ويشمل ذلك إظهار الدعوة إلى الرضاعة الطبيعية على أنها حكم أخلاقي متزمّت، وفي الوت نفسه إظهار بديل حليب الأم على أنه حل مناسب وتمكيني للأمهات العاملات.

 وتُلفت السلسلة الانتباه أيضا إلى قدرة دوائر صناعة بدائل حليب الأم على التأثير على القرارات السياسية الوطنية والتدخّل في العمليات التنظيمية الدولية. وقد أنشأت دوائر صناعة الألبان وبدائل لبن الأم، على وجه الخصوص، شبكة من الرابطات التجارية وجماعات الضغط غير الخاضعة للمساءلة لغرض ممارسة ضغوط ضد التدابير السياساتية الرامية إلى حماية الرضاعة الطبيعية أو مراقبة جودة المستحضرات الغذائية للرضع.

 ضرورة إجراء تغييرات على نطاق المجتمع 

يقول مؤلفو المقالات إنه، بالإضافة إلى ضرورة وضع حد لأساليب التسويق الاستغلالية وتأثير دوائر الصناعة، يلزم أن تُتخذ إجراءات أوسع نطاقاً في أماكن العمل ومرافق الرعاية الصحية وعلى صعيد الحكومات والمجتمعات المحلية من أجل دعم النساء اللواتي يرغبن في إرضاع أطفالهن رضاعةً طبيعية دعماً فعالاً كي تصبح الرضاعة الطبيعية مسؤولية مجتمعية مشتركة بدلاً من إلقاء المسؤولية على النساء وحدهن.

 وتبرز المقالات، على وجه الخصوص، الحاجة الملحة إلى ضمان أن تُوفَّر للنساء تدابير كافية لحماية الأمومة يكفلها القانون، بما في ذلك إجازة أمومة مدفوعة الأجر تتوافق مع مدة الرضاعة الطبيعية الحصرية التي توصي بها المنظمة والتي لا تقل عن ستة أشهر. وتشير المقالات إلى أنه ينبغي توسيع نطاق تدابير حماية الأمومة لتشمل ملايين النساء العاملات في القطاع غير الرسمي واللواتي يُحرَّمن من هذه المزايا في الوقت الحالي.

 ويدعو المؤلفون، بالإضافة إلى الإجازة الوالدية، إلى الاعتراف رسمياً بمساهمة أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر التي تضطلع بها المرأة في التنمية الوطنية. وتشير التقديرات إلى أن النساء يؤدين ما قدره ثلاثة أرباع من جميع الأعمال غير المدفوعة الأجر المتعلقة برعاية الأسرة في العالم، أي بمعدل يفوق بثلاثة أضعاف نظيره لدى الرجال. وتساهم تلك الأعمال، حسب بعض التقديرات، في ما يقرب من ثلث إجمالي الناتج المحلي للبلدان.

 ويقول البروفيسور رافائيل بيريز-إسكاميلا من كلية ييل للصحة العامة "لابد من دعم النساء اللواتي يرغبن في الرضاعة الطبيعية على نحو أفضل كي يتسنى لهنّ تحقيق أهداف الرضاعة الطبيعية، نظراً للفوائد الهائلة التي تحققها الرضاعة الطبيعية لأُسرهن والتنمية الوطنية." وأضاف قائلاً "يعد التوسّع في تدريب المهنيين الصحيين على الرضاعة الطبيعية، فضلاً عن إجازة الأمومة القانونية المدفوعة الأجر وغيرها من أشكال الحماية من الأمور البالغة الأهمية."

 وتشير المقالات إلى أن التوسّع في تدريب العاملين الصحيين على الرضاعة الطبيعية أمر حاسم الأهمية، كي يتسنى لهم تقديم المشورة الماهرة إلى الوالدين قبل ولادة الطفل وبعدها.

 ملاحظة للمحررين

ستُطلق السلسلة يوم الأربعاء الموافق 8 شباط/ فبراير، من الساعة 12,30 إلى الساعة 14,00 بتوقيت المملكة المتحدة. وستُبث مباشرة على هذا الرابط

وتحتوي السلسلة على ثلاث مقالات:

 1- كيف يُساء تفسير سلوكيات الأطفال بغرض الإضرار بالرضاعة الطبيعية، التي يمكن حماية فوائدها الصحية الهائلة بفضل تدخلات مستدامة متعددة القطاعات

2- كيف يستهدف "مخطط" تسويق بدائل لبن الأم الوالدين والمهنيين الصحيين والسياسيين ويقوض صحة الأطفال والأمهات وحقوقهم.

3- كيف تحدّد اختلالات التوازن في القوى والهياكل السياسية والاقتصادية ممارسات التغذية وحقوق المرأة والحصائل الصحية.

 وتلقّت هذه السلسلة تمويلاً من مؤسسة بيل وميليندا غيتس للبحوث المنجزة فقط ولكنها لم تتلق أي تمويل للوقت الذي كرّسه المؤلفون ولا لكتاباتهم. وللاطلاع على القائمة الكاملة بأسماء الباحثين، انظر المقالات الثلاث.

للاتصال الإعلامي

Laura Keenan


في منظمة الصحة العالمية

الهاتف: +41 79 500 65 64

مختارات

صحيفة وقائع