منظمة الصحّة العالمية / Lindsay Mackenzie
Health workers speaking to each other in COVID ICU in Italy.
© الصورة

التقارير الصادرة عن المنظمة تفيد بالإفراط في استعمال المضادات الحيوية على نطاق واسع لدى مرضى كوفيد-19 الذين يدخلون المستشفى

26 نيسان/أبريل 2024
بيان صحفي
جنيف، سويسرا

تظهر بيّنات جديدة لمنظمة الصحة العالمية (المنظمة) الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية على نطاق واسع في العالم أثناء جائحة كوفيد-19، مما يُحتمل أن يكون قد تَسبّب في تفاقم الانتشار "الصامت" لمقاومة مضادات الميكروبات. 

وفي حين أن 8٪ فقط من مرضى كوفيد-19 ممن أُدخلوا المستشفى كانوا قد أُصيبوا بحالات عدوى بكتيرية مصاحبة تتطلب استعمال المضادات الحيوية، فإن ثلاثة من كل أربعة (أو ما نسبته 75٪) من المرضى تلقّوا العلاج بالمضادات الحيوية على أساس أنها قد تساعد على شفائهم. ويتراوح استعمال المضادات الحيوية لدى المرضى من 33٪ في إقليم غرب المحيط الهادئ إلى 83٪ في إقليم شرق المتوسط والإقليم الأفريقي. وفي الفترة من عام 2020 إلى عام 2022، انخفض حجم وصفات المضادات الحيوية على مر الزمن في الإقليم الأوروبي وإقليم الأمريكتين، بينما زاد في الإقليم الأفريقي.

وقد لوحظ أعلى معدل لاستعمال المضادات الحيوية لدى المرضى المصابين بعدوى كوفيد-19 الوخيمة أو الحرجة، بمتوسط عالمي نسبته 81٪. وفيما يخص الحالات الخفيفة أو المتوسطة، فقد كان هناك تفاوت كبير من إقليم إلى آخر، وسُجِّل أعلى معدل لاستعمال المضادات الحيوية في الإقليم الأفريقي (79٪). 

وتصنّف المنظمة المضادات الحيوية وفقاً لتصنيف فئات الإتاحة والمراقبة والاحتياط (AWaRe)، والذي يستند إلى درجة الخطر الذي تشكله مقاومة مضادات الميكروبات. وخلصت الدراسة إلى أن المضادات الحيوية المندرجة ضمن فئة "المراقبة" التي تنطوي على قدرة أكبر على المقاومة هي الأكثر وصفًا على الصعيد العالمي، وهو أمر يبعث على القلق.

وقالت الدكتورة سيلفيا بيرتاغنوليو، رئيسة وحدة الترصّد والبيّنات وتعزيز المختبرات التابعة لشعبة مقاومة مضادات الميكروبات في المنظمة "عندما يكون المريض بحاجة إلى المضادات الحيوية، فإن الفوائد غالباً ما تفوق المخاطر المرتبطة بالآثار الجانبية أو مقاومة المضادات الحيوية. غير أنه عندما تكون تلك المضادات الحيوية غير ضرورية، فإنها لا تعود بالنفع على المريض بل وتشكل مخاطر عليه، فيما يساهم استعمالها في ظهور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها. وتستدعي هذه البيانات إدخال تحسينات على الاستعمال الرشيد للمضادات الحيوية بغية الحد من الآثار السلبية التي لا داعي لها على المرضى والسكان."

وبوجه عام، فإن استعمال المضادات الحيوية لم يحسّن الحصائل السريرية للمرضى المصابين بعدوى كوفيد-19 الوخيمة/ الحرجة أو الخفيفة/ المتوسطة، بل أدى إلى زيادة خطر الوفاة لدى الأشخاص غير المصابين بعدوى بكتيرية. وبالنسبة للأشخاص المصابين بعدوى كوفيد-19 الخفيفة أو المتوسطة وغير المصابين بعدوى بكتيرية، فقد زاد خطر الوفاة بمقدار الضعف في غضون 28 يوماً من دخولهم المستشفى مقارنة بالأشخاص الذين لم يتلقوا المضادات الحيوية، وذلك بعد تعديل التحليل مراعاةً للحالات الطبية الأساسية والعمر والجنس.

وتزايَد هذا الاتجاه مع تقدّم العمر، حيث إن المرضى في فئة الخمسينات والستينات من العمر المصابين بعدوى كوفيد-19 الخفيفة أو المتوسطة الذين عولجوا بالمضادات الحيوية كانوا أكثر عرضةً للوفاة بعشر مرات، بينما كان خطر الوفاة لدى المرضى في فئة السبعينات أو أكثر أكبر بعشرين مرة. ويعد إثبات العلاقة السببية والتخلص من الالتباس في دواعي الاستعمال باستخدام بيانات واقعية أمراً صعباً، ويلزم توخي الحذر في تفسير هذه النتائج.

ومع ذلك، فإنها تؤكد الحاجة الملحة إلى تحسين الاستعمال الرشيد للمضادات الحيوية بغية الحد من الآثار السلبية التي لا داعي لها على المرضى والسكان على السواء. وسيُستكمل هذا العمل بتجميعٍ وتقييمٍ منهجيين للبيّنات بغرض الاسترشاد بهما في إعداد توصيات المنظمة المقبلة بشأن استعمال المضادات الحيوية لدى المرضى المصابين بكوفيد-19 في إطار المبادئ التوجيهية للتدبير العلاجي السريري لمرض كوفيد-19.

وتستند هذه النتائج إلى بيانات مستمدة من المنصة العالمية للبيانات السريرية عن كوفيد-19 التي وضعتها المنظمة، وهي مستودع للبيانات السريرية الموحدة والمحجوبة لفرادى المرضى الذين دخلوا المستشفى بسبب كوفيد-19. وجُمعت البيانات من حوالي 000 450 مريض دخلوا المستشفى بسبب كوفيد-19 في 65 بلداً على مدى فترة السنوات الثلاث الممتدة من كانون الثاني/يناير 2020 إلى آذار/مارس 2023. وتُعرض النتائج في شكل ملصق علمي للمنظمة يُنشر خلال المؤتمر العالمي للجمعية الأوروبية للميكروبيولوجيا السريرية والأمراض المُعدية المزمع عقده في برشلونة (إسبانيا) في الفترة من 27 إلى 30 نيسان/ أبريل.

وقالت الدكتورة يوكيكو ناكاتاني، المديرة العامة المساعدة لشؤون مقاومة مضادات الميكروبات في المنظمة: "إن هذه النتائج تؤكد الحاجة الماسة إلى توفير ما يكفي من الموارد للجهود الرامية إلى تحسين وصف المضادات الحيوية على الصعيد العالمي، ومن المهم بشكل خاص أن تُناقَش قبل الاجتماع الرفيع المستوى المقبل للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات المقرر عقده في أيلول/ سبتمبر المقبل".

وسيجمع اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات قادة العالم من أجل الالتزام بالتخفيف من وطأة مقاومة مضادات الميكروبات في قطاعات صحة الإنسان وصحة الحيوان والأغذية الزراعية والبيئة، وتعزيز القيادة السياسية والتمويل والإجراءات الرامية إلى إبطاء وتيرة ظهور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها.

للاتصال الإعلامي

استفسارات وسائل الإعلام

صحيفة وقائع