تشارك منظّمة الصحّة العالميّة (المنظّمة) في دورة الألعاب الأولمبية المُقامة بباريس في عدة مجالات وتزوّد اللجنة الأولمبية الدولية وفرنسا بالدعم اللازم لصون صحّة المتفرجين والرياضيين على حد سواء أثناء إقامة هذا العرض الرياضي العالميّ الرائد الذي يبدأ رسمياً يوم الجمعة الجاري.
وتحدّث المدير العام للمنظّمة الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس قائلاً: "في الوقت الذي يستعد فيه الرياضيون والمشجعون من جميع أنحاء العالم لدورة الألعاب الأولمبية المُقامة في باريس، تعمل المنظّمة مع اللجنة الأولمبية الدولية وحكومة فرنسا على التأكد من صون صحّة جميع المعنيين وأمنهم أثناء إقامة هذه الألعاب. ومن دواعي فخر المنظّمة أن تؤدي دوراً في تكليل الألعاب الأولمبية المُقامة في باريس بالنجاح، ابتداءً من تعزيز ممارسة النشاط البدني وانتهاءً بحماية الناس من طائفة من التهديدات الصحّية."
وقد تشاركت المنظّمة واللجنة الأولمبية الدولية، وهما شريكان وثيقا الصلة ببعضهما البعض بموجب مذكرة تفاهم وقعت لأول مرة في عام 2020 وجُدّدت في هذا العام، في شنّ حملة عنوانها "دعونا نتحرك" لتعزيز النشاط البدني في إطار الاستفادة من قوة الرياضة ومنصة الألعاب الأولمبية المُقامة في باريس، لتحفيز نجوم الرياضة والجمهور العالميّ على التحرك من أجل تحسين الصحّة.
وتماشياً مع متطلبات هذه الحملة، اعتمدت الحكومة الفرنسية برنامجاً يمارس بموجبه طلاب المدارس النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يومياً في فرنسا ضماناً للحفاظ على إرث دائم وصحّي من الألعاب الأولمبية المُقامة في باريس.
كما يعكف خبراء الأمن الصحّي في المنظّمة التي تتخذ من جنيف مقراً رئيسياً لها ومكتب المنظّمة الإقليمي الأوروبي في كوبنهاغن على تزويد السلطات الوطنية والإقليمية بدعم فاعل لحماية صحّة الناس أثناء التخطيط لإقامة الألعاب وتنظيمها والفترة اللاحقة لذلك، بما يشمل الاستعداد للتعامل مع السيناريوهات الصحّية المحتملة مثل موجات الحر وفاشيات الأمراض المعدية والمخاطر المحيقة بسلامة الأغذية والمياه وأعمال الإرهاب وإدارة الحشود.
وأُعِدّت مشورة مشتركة بشأن الصحّة العامّة بالتعاون مع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها وفرنسا للمسافرين الذين سيحضرون دورة الألعاب الأولمبية والألعاب الأولمبية للأشخاص ذوي الإعاقة التي ستُقام في باريس يوم 28 آب/ أغسطس.
كما أُعِدّت إرشادات بشأن اللقاحات التي قد تلزم المسافرين قبل قيامهم برحلاتهم لحمايتهم من أمراض مختلفة، مثل أمراض الجهاز التنفسي أو الأمراض المنقولة بواسطة حشرات البعوض والقراد والحفاظ على درجة حرارة الجسم ورطوبته، لملايين الأشخاص الذين سيزورون فرنسا لحضور هذا الحدّث البارز في التقويم الرياضي.
وقد شاركت المنظّمة في تمارين المحاكاة التي أجرتها اللجنة الأولمبية الدولية في باريس خلال عام 2024 لاختبار الخطط الموضوعة بشأن الصحّة العامّة، وأنشأت نظام لترصّد الأحداث الصحّية المتعلقة بالألعاب الأولمبية تحديداً، وهي عاكفة على إعداد تقارير يومية عن الحالة بالتعاون مع المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها. وهذه التقارير موجهة صوب التقاط الإشارات المبكرة المنذرة بوقوع أية أحداث صحّية يُكشف عنها وإلى دعم أية استجابات لازمة لها في الوقت المناسب، والتي ستُقدم إلى اللجنة الأولمبية الدولية وشركاء آخرين.
ويعتبر الدكتور تيدروس من بين الشخصيات المحلّية والعالميّة المشاركة في مسيرة الشعلة الأولمبية المنطلقة يوم الجمعة بعد أن ألقى بالأمس كلمة في مؤتمر قمّة باريس المعني بالرياضة من أجل التنمية المستدامة الذي استضافه ديوان الرئاسة الفرنسية واللجنة الأولمبية الدولية.
وستقطع المنظّمة أثناء مؤتمر القمّة التزامات بشأن تعبئة القدرات اللازمة فيما يخص التغذية قبل انعقاد مؤتمر القمّة الرابع للتغذية من أجل النمو بباريس في العام المقبل، وتوسيع نطاق الدعم المقدم إلى البلدان لتحسين النظم الغذائية، وتعزيز ممارسة النشاط البدني، وتقديم الخدمات اللازمة لتشخيص حالات السمنة وتدبيرها علاجياً، وذلك بهدف تقليل معدلات انتشار السمنة في البلدان المستهدفة بنسبة 5٪ بحلول عام 2030.