منظمة الصحة العالمية تصدر مصنّفا جامعا جديدا عن تكنولوجيات صحية مبتكرة لعلاج كوفيد-19 وغيره من الأمراض ذات الأولوية

تكنولوجيات مبتكرة حاسمة في إنقاذ الأرواح

31 آب/أغسطس 2021
بيان صحفي

أبرزت جائحة كوفيد-19 الحاجة إلى تكنولوجيات صحية مبتكرة يمكنها أن تساعد البلدان على تحسين الحصائل الصحية من خلال إتاحة مسارات مختزلة إلى الحلول بالرغم من ضعف البنية التحتية والموارد. بيد أن كثيرا من هذه التكنولوجيات الجديدة المعروضة في الأسواق باهظة التكلفة أو غير ملائمة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

ولضمان استفادة جميع البلدان من الابتكار في مجال الصحة، أعدّت المنظمة مصنفا جامعا عن 24 تكنولوجيا جديدة يمكن استخدامها في البيئات التي تعوزها الموارد. 

وقالت الدكتورة ماريانجيلا سيماو، مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية المعنية بإتاحة المنتجات الصحية "تسرّع التكنولوجيات المبتكرة إتاحة خدمات الرعاية الصحية في كل مكان، لكن علينا أن نضمن إتاحتها بيسر في جميع المرافق الصحية بأسعار معقولة وجودة مضمونة"، وأردفت قائلة "ستواظب المنظمة على التعاون مع الحكومات والجهات الممولة والمصنعين لتعزيز إمدادات مستدامة من هذه الأدوات أثناء جائحة طارئة كوفيد وما بعدها". 

والهدف الرئيسي من هذا المصنف الجامع هو اختيار وتقييم التكنولوجيات التي قد يكون لها وقع آني وفي المستقبل على التأهب والاستجابة لكوفيد-19، أو التي من شأنها تحسين الحصائل الصحية ونوعية الحياة، و/أو تقديم حلول للاحتياجات الطبية غير الملباة. و15 من هذه التكنولوجيات متاحة تجارياً بالفعل في البلدان، في حين لا يزال العدد المتبقي منها قيد مرحلة الاختبار.

ويتناول المصنف تكنولوجيات بسيطة مثل مادة ملونة تضاف إلى مُبيّض وتتيح للعين المجردة تمييز الأسطح والأشياء غير المعقّمة، وتكنولوجيات أخرى أكثر تعقيدًا لكنها سهلة الاستخدام مثل نظام محمول لمراقبة التنفس وأجهزة تهوية مزودة ببطارية بسعة كبيرة يمكن استخدامها عند انعدام الكهرباء أو عدم انتظامها. وتشمل القائمة أيضا مرفقا صحيا في شكل حاوية شحن يمكن نشره في حالات الطوارئ. 

وبعض هذه التكنولوجيات قيد الاستخدام بالفعل وقد أثبت فائدته من خلال برامج تجريبية. ومن هذه التكنولوجيات مثلا مكثّف أكسجين بالطاقة الشمسية يستخدم في مستشفى إقليمي للأطفال في ولاية غالمودوغ بالصومال أظهر فعالية عالية في علاج الالتهاب الرئوي، الذي يقتل 000 900 طفل سنويا. 

وقد أظهرت دراسات أن إتاحة الأكسجين بلا انقطاع يمكنها أن تحد من وفيات الأطفال الناجمة عن الالتهاب الرئوي بنسبة 35%. ونظراً للنقص في الأكسجين في العديد من البلدان، فإن هذا المكثف يعد أداة حاسمة الأهمية في علاج مرضى كوفيد الذين أُدخلوا المستشفى. 

وقد دأبت المنظمة خلال السنوات العشر الماضية على تقيم تكنولوجيات مبتكرة تتيح الآن بعض منتجاتها المختارة حل المشاكل الصحية ذات الأولوية في البيئات المفتقرة إلى الموارد. ومن الأمثلة المهمة على هذه المنتجات تطبيقٌ على الهاتف الذكي يتيح للمستخدم تسجيل قياسات ضغط الدم آنيا وبدقة. ووفقًا لتقرير أصدرته المنظمة الأسبوع الماضي، فقد ارتفع عدد البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عاما ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم من 650 مليون إلى 1.28 مليار في السنوات الثلاثين الماضية، وتَبيّن أن نصف هؤلاء الأشخاص تقريبا لم يكونوا يعلمون أنهم مصابون بارتفاع ضغط الدم.

والهواتف الذكية متاحة على نطاق واسع، بل إنها متاحة حتى في أبعد المناطق أو في البيئات المنخفضة الموارد. وتحوّل هذه المنصة البرمجية الهواتف الذكية إلى أجهزة طبية قادرة على قياس ضغط الدم بدقة، دون الحاجة إلى إضافة أي أجهزة أو ملحقات أخرى. ومن مزايا هذا التطبيق الأخرى أنه يمكّن المرضى من إجراء اختبار ذاتي لضغط الدم لديهم وتدبيره على نحو أفضل، حتى في غياب عامل صحي متمرّس. 

ويقدّم هذا المصنف الذي أعدّه فريق من الخبراء الدوليين العاملين مع الأفرقة التقنية التابعة للمنظمة تقييما شاملا للتكنولوجيات استنادا إلى: الامتثال لمواصفات المنظمة بشأن الأداء والجودة والسلامة؛ ومدى ملاءمتها للبيئات الموارد المنخفضة؛ والقدرة على تحمل تكاليفها؛ ويسر استخدامها؛ وموافقة الهيئات التنظيمية عليها. وهذه المعلومات ضرورية لمساعدة الحكومات والمنظمات غير الحكومية والجهات الممولة على اختيار المنتجات التي يتعين شراؤها.

ويشار إلى الاستنتاجات المتعلقة بمدى ملاءمة كل تكنولوجيا عن طريق نظام بسيط للتقييم معلّم بألوان إشارات المرور يميز بين المنتج الموصى به (أي باستخدامه دون أي قيود معروفة)؛ والمنتج الموصى به مع توخي الحذر (أي الذي قد ينطوي على قيود تتعلق بالصيانة والحاجة إلى موظفين مدربين)؛ والمنتج غير الموصى به (أي غير المناسب أو غير المأمون أو الباهظ التكلفة).