WHO and Oscar Zaragoza
Fungal infection
© Credits

منظمة الصحة العالمية تصدر أول قائمة على الإطلاق بالفطريات التي تهدد صحة الإنسان

25 تشرين الأول/أكتوبر 2022
أخبار الإدارات

نشرت منظمة الصحة العالمية (المنظمة) اليوم تقريراً يسلط الضوء على أول قائمة على الإطلاق بالمُمرضات الفطرية ذات الأولوية، وهي عبارة عن فهرس بأسماء الفطريات التسعة عشر التي تشكل أكبر خطر على الصحة العامة. وتعد قائمة المنظمة بالمُمرضات الفطرية ذات الأولوية أول مجهود عالمي لتحديد أولويات المُمرضات الفطرية بشكل منهجي، مع مراعاة احتياجات البحث والتطوير غير الملبّاة والأهمية المتصورة للصحة العامة. وتهدف قائمة المنظمة بالمُمرضات الفطرية ذات الأولوية إلى التركيز على البحوث والتدخلات السياساتية وإجراء المزيد منها بغية تعزيز الاستجابة العالمية لحالات العدوى بالفطريات ومقاومة الأدوية المضادة للفطريات.

وتشكل المُمرضات الفطرية خطراً كبيراً على الصحة العامة لأنها تزداد شيوعاً ومقاومة للعلاج، علماً أنه لا تُتاح حالياً سوى أربع فئات من الأدوية المضادة للفطريات وعدد قليل من الأدوية المرشحة قيد التطوير السريري. ولا تتوافر وسائل تشخيص سريعة وحسّاسة لمعظم المُمرضات الفطرية، كما أن تلك الموجودة لا تُتاح على نطاق واسع أو بتكلفة معقولة على الصعيد العالمي.

وغالباً ما تؤثر الأشكال الغزوية للعدوى بالفطريات هذه على المرضى المصابين بأمراض وخيمة وأولئك الذين يعانون من اعتلالات كامنة خطيرة مرتبطة بالجهاز المناعي. وتشمل الفئات السكانية الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالعدوى الغزوية بالفطريات الأشخاص المصابين بالسرطان وفيروس العوز المناعي البشري/الإيدز وأولئك الذين تُجرى عليهم عمليات زرع الأعضاء والأشخاص المصابين بأمراض تنفسية مزمنة وعدوى السل التالي للأوّلي.

وتشير بيّنات مستجدة إلى أن معدل الإصابة بالأمراض الفطرية ونطاقها الجغرافي آخذان في الاتّساع على الصعيد العالمي نتيجة للاحترار العالمي وزيادة حركة السفر والتجارة الدوليين. وخلال جائحة كوفيد-19، زاد معدل الإصابة بالعدوى الغزوية بالفطريات المبلغ عنه بشكل كبير بين المرضى في المستشفيات. وتتزايد مخاطر الإصابة بالأشكال الأكثر غزوية من العدوى بين عامة السكان مع تزايد مقاومة الفطريات التي تسبب حالات العدوى الشائعة (مثل داء المُبْيَضَّاتِ الفموي والمهبلي) للعلاج.

وقالت الدكتورة حنان بلخي، المديرة العامة المساعدة لشؤون مقاومة مضادات الميكروبات في المنظمة: "إن حالات العدوى بالفطريات، التي خرجت من ظلال جائحة مقاومة الميكروبات لمضادات الميكروبات، تتزايد يوماً بعد يوم، وأصبحت أكثر مقاومة للعلاجات ومصدر قلق للصحة العامة في العالم بأسره".

وعلى الرغم من القلق المتزايد إزاء حالات العدوى بالفطريات، إلا أنه لا يُكرَّس لها إلا قدر ضئيل جداً من الاهتمام والموارد، مما يتسبب في ندرة البيانات العالية الجودة بشأن توزيع الأمراض الفطرية وأنماط مقاومة الأدوية المضادة للفطريات. ونتيجة لذلك، فإن العبء الحقيقي للأمراض الفطرية ومقاومة الأدوية المضادة للفطريات غير معروف، وبالتالي فإن الاستجابة تتعرض للتقويض.

ثلاث فئات ذات أولوية

تنقسم قائمة المنظمة بالمُمرضات الفطرية ذات الأولوية إلى ثلاث فئات، وهي: فئة ذات أولوية حرجة، وفئة ذات أولوية عالية، وفئة ذات أولوية متوسطة. وتُصنَّف المُمرضات الفطرية لكل فئة ذات أولوية بشكل أساسي حسب أثرها على الصحة العامة و/ أو مخاطرها المستجدة لمقاومة الأدوية المضادة للفطريات. وبينما تعترف المنظمة بأن هذه الممرضات الحرجة تشكل مصدر قلق للصحة العامة على الصعيد العالمي، فإنها تشدد على ضرورة توخي الحيطة في تفسير قائمة المُمرضات الفطرية ذات الأولوية هذه ووضعها في سياقها لأن بعض الممرضات المتوطّنة قد تكون أكثر إثارة للقلق في سياقاتها الإقليمية أو المحلية.

الحاجة إلى مزيد من البيّنات ومجالات العمل ذات الأولوية

يشدد مؤلفو التقرير على الحاجة إلى مزيد من البيّنات لتوجيه الاستجابة لهذا الخطر المتنامي وفهم عبء كل من المرض ومقاومة الأدوية المضادة للفطريات فهماً أفضل. كما يسلط التقرير الضوء على الحاجة الملحة إلى العمل المنسّق من أجل التصدي لأثر استعمال الأدوية المضادة للفطريات على المقاومة على نطاق طيف نهج الصحة الواحدة بكامله، ويدعو إلى توسيع نطاق الإنصاف في إتاحة وسائل التشخيص والعلاجات العالية الجودة. 

وقال الدكتور هايلييسوس غيتاهون، مدير الإدارة المعنية بتنسيق شؤون مقاومة مضادات الميكروبات على الصعيد العالمي في المنظمة: "إننا بحاجة إلى مزيد من البيانات والبيّنات بشأن حالات العدوى بالفطريات ومقاومة الأدوية المضادة للفطريات لتوجيه وتحسين الاستجابة لهذه الممرضات الفطرية ذات الأولوية".

ويشدد التقرير عن قائمة المُمرضات الفطرية ذات الأولوية على الاستراتيجيات المصمَّمة لراسمي السياسات ومهنيي الصحة العامة وغيرهم من الجهات صاحبة المصلحة. وتهدف الاستراتيجيات المقترحة في التقرير ككل إلى توليد البيّنات وتحسين الاستجابة لهذه الممرضات الفطرية ذات الأولوية، بما في ذلك الحيلولة دون نشوء مقاومة للأدوية المضادة للفطريات. وتركز الإجراءات الأولية الموصى بها على ما يلي: (1) تعزيز القدرات المختبرية والترصّد؛ (2) مواصلة الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار؛ (3) تعزيز تدخلات الصحة العامة الرامية إلى الوقاية من الأمراض ومكافحتها.

وأضاف الدكتور هايلييسوس غيتاهون قائلاً: "إننا نشجّع البلدان على اتباع نهج تدرُّجي، بدءاً بتعزيز قدرات المختبرات والترصّد الخاصة بالأمراض الفطرية، وضمان الإنصاف في إتاحة العلاجات الدوائية ووسائل التشخيص العالية الجودة القائمة، على الصعيد العالمي".

وتعزى مقاومة الأدوية المضادة للفطريات جزئياً إلى الاستعمال غير المناسب لهذه الأدوية على نطاق طيف نهج الصحة الواحدة بكامله. فعلى سبيل المثال، أدى استعمال الأدوية المضادة للفطريات على نحو غير حكيم في قطاع الزراعة إلى ارتفاع معدلات حالات العدوى بالرّشاشية الدّخناء المقاوِمة للآزول. ويدعو التقرير أيضا إلى تعزيز الجهود التي تبذلها للمنظمة للتعاون مع المنظمات الرباعية والشركاء الآخرين من أجل التصدي لأثر استعمال الأدوية المضادة للفطريات على المقاومة على نطاق طيف نهج الصحة الواحدة بكامله.

Media Contacts

استفسارات وسائل الإعلام