UNICEF/Versiani
© Credits

حمل المراهقات

10 نيسان/أبريل 2024

حقائق رئيسية

  • في عام 2019، سُجلت 21 مليون حالة حمل في السنة لدى المراهقات المتراوحة أعمارهن بين 15 و19 سنة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وناهزت نسبة حالات الحمل غير المقصود 50% من هذه الحالات التي أدت إلى 12 مليون ولادة حسب التقديرات (1، 2).
  • استناداً إلى بيانات عام 2019، تنتهي نسبة 55٪ من حالات الحمل غير المقصود لدى المراهقات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة بعمليات إجهاض غالباً ما تكون غير مأمونة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط (1).
  • تكون الأمهات المراهقات (المتراوحة أعمارهن بين 10 سنوات و19 سنة) أكثر تعرضاً لخطر الإصابة بالارتعاج والتهاب بطانة الرحم النفاسي والعدوى الجهازية من النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 سنة، ويكون أطفالهن أكثر تعرضاً لخطر انخفاض الوزن عند الميلاد والولادة المبكرة والاعتلالات الوليدية الوخيمة.
  • تتوافر البيانات عن الولادات لدى الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 سنوات و14 سنة على نطاق أوسع. وعلى المستوى العالمي، بلغ معدل الولادات لدى المراهقات المتراوحة أعمارهن بين 10 سنوات و14 سنة 1,5 ولادة لكل 1000 امرأة في عام 2023 حسب التقديرات بتسجيل معدلات أعلى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (4,4) وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (2,3) (3).
  • تعد الوقاية من الحمل لدى المراهقات والوفيات والمراضة المرتبطة بالحمل أمراً أساسياً لتحقيق حصائل صحية إيجابية طوال العمر وضرورياً لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بصحة الأم والوليد.

لمحة عامة

حمل المراهقات ظاهرة عالمية لها أسباب معروفة بوضوح وعواقب صحية واجتماعية واقتصادية خطيرة. وقد تراجع معدل الولادات لدى المراهقات على الصعيد العالمي لكن معدلات التغير تفاوتت بين الأقاليم. وتوجد تباينات شاسعة أيضاً في المستويات بين البلدان وداخلها. وتكون معدلات حمل المراهقات عادة أعلى لدى المراهقات ذوات المستوى التعليمي المتدني أو الوضع الاقتصادي المنخفض. وعلاوة على ذلك، يُحرز التقدم في الحد من الولادات الأولى لدى المراهقات بوتيرة أبطأ في صفوف هذه الفئات وغيرها من الفئات الضعيفة، مما يؤدي إلى زيادة عدم الإنصاف.

ويزيد زواج الأطفال والاعتداء الجنسي على الأطفال تعرض الفتيات لخطر الحمل الذي غالباً ما يكون غير مقصود. وفي أماكن عديدة، تمنع العوائق التي تحول دون الحصول على وسائل منع الحمل واستخدامها المراهقات من تجنب الحمل غير المقصود. ويولى اهتمام متزايد لتحسين إتاحة خدمات رعاية الأمهات الجيدة للمراهقات الحوامل والأمهات. وتعمل منظمة الصحة العالمية (المنظمة) مع الجهات الشريكة على الدعوة إلى الاهتمام بحمل المراهقات، وبناء قاعدة بيّنات لدعم العمل، واستحداث أدوات لدعم السياسات والبرامج، وبناء القدرات، ودعم البلدان للتصدي بفعالية لظاهرة حمل المراهقات.

نطاق المشكلة

يبلغ عدد الحوامل من الفتيات المتراوحة أعمارهن بين 15 و19 سنة في الأقاليم النامية في كل عام 21 مليون فتاة ويناهز عدد الفتيات اللاتي يلدن منهن 12 مليون فتاة حسب التقديرات (1).

وعلى الصعيد العالمي، انخفض معدل الولادات لدى المراهقات من 64,5 ولادة لكل 1000 امرأة (تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة) في عام 2000 إلى 41,3 ولادة لكل 1000 امرأة في عام 2023. ومع ذلك، تفاوتت معدلات التغير في مختلف أقاليم العالم بتسجيل أشد انخفاض في جنوب آسيا وانخفاض أبطأ في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وعلى الرغم من الانخفاض المسجل في جميع الأقاليم، لا يزال إقليما أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي يسجلان أعلى المعدلات على الصعيد العالمي أي 97,9 و51,4 حالة ولادة لكل 1000 امرأة، على التوالي، في عام 2023 (3).

وتوجد اختلافات شاسعة أيضاً داخل الأقاليم في معدلات الولادات لدى المراهقات. وقد بلغ معدل الولادات لدى المراهقات حسب التقديرات 97 ولادة لكل 1000 مراهقة في عام 2023 في الإقليم الأفريقي للمنظمة مقارنة بمعدل 13,1 ولادة لكل 1000 مراهقة في الإقليم الأوروبي (3). وتُسجَّل تفاوتات لا يُستهان بها حتى داخل البلدان. ففي زامبيا على سبيل المثال، تراوحت النسبة المئوية للمراهقات اللاتي بلغت أعمارهن ما بين 15 و19 سنة وبدأن مرحلة الإنجاب (أي الفتيات اللاتي ولدن أو كن حوامل أثناء المقابلة) بين 14,9% في لوساكا و42,5% في المقاطعة الجنوبية في عام 2018 (4). وفي الفلبين، تراوحت هذه النسبة بين 3,5٪ في منطقة كوردييرا الإدارية و17,9٪ في منطقة شبه جزيرة دافاو في عام 2017 (5).

وانخفض المعدل المقدر للولادات لدى المراهقات على الصعيد العالمي غير أن العدد الفعلي لولادات المراهقات لا يزال مرتفعاً. وسُجل أكبر عدد من الولادات المقدرة لدى الفتيات المتراوحة أعمارهن بين 15 و19 سنة في عام 2021 في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (000 114 6 ولادة)، بينما سُجل عدد أقل بكثير منها في آسيا الوسطى (000 68 ولادة). وبلغ عدد الولادات المقابل لدى المراهقات المتراوحة أعمارهن بين 10 سنوات و14 سنة 000 332 ولادة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى مقارنة بما مجموعه 000 22 ولادة في جنوب شرق آسيا في العام ذاته (3).

سياق حالات حمل المراهقات

تشير الدراسات عن عوامل الخطر والحماية المرتبطة بحمل المراهقات في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط إلى أن المستويات تكون عادة أعلى لدى المراهقات ذوات المستوى التعليمي المتدني أو الوضع الاقتصادي المنخفض (6). وقد كان التقدم المحرز في الحد من الولادات الأولى لدى المراهقات بطيئاً جداً في صفوف هذه الفئات الضعيفة، مما أدى إلى زيادة عدم الإنصاف.

وتسهم عدة عوامل في حالات الحمل والولادة لدى المراهقات. فأولاً، تخضع الفتيات في العديد من المجتمعات للضغوط من أجل الزواج والإنجاب. وفي عام 2021، بلغ العدد المقدر للطفلات العرائس في العالم 650 مليون طفلة. فزواج الأطفال يزيد تعرض الفتيات لخطر الحمل لأن الفتيات اللاتي يتزوجن في سن مبكرة جداً يتمتعن عادة بقدر محدود من الاستقلال للتأثير في اتخاذ قرارات بشأن تأخير الإنجاب واستخدام وسائل منع الحمل. وثانياً، تقرر الفتيات الحمل في أماكن عديدة بسبب فرص التعليم والتوظيف المحدودة المتاحة لهن وتقدير قيمة الأمومة.

ولا يمكن للمراهقات الحصول بسهولة على وسائل منع الحمل في العديد من الأماكن. وحتى عندما يمكنهن الحصول على هذه الوسائل، فقد يفتقرن إلى القدرة أو الموارد اللازمة لدفع ثمنها ولا يعرفن مكان الحصول عليها والطريقة الصحيحة لاستخدامها. وقد يتعرضن للوصم عندما يحاولن الحصول عليها. وفضلاً عن ذلك، غالباً ما يكنّ أكثر عرضة لخطر التوقف عن استخدامها بسبب ما لها من آثار جانبية وبسبب تغير ظروف الحياة والنوايا الإنجابية. وتشكل القوانين والسياسات التقييدية المتعلقة بتوفير وسائل منع الحمل على أساس السن أو الحالة الزوجية عائقاً مهماً يحول دون توفير هذه الوسائل للمراهقات واستخدامهن لها. وغالباً ما يقترن ذلك بتحيّز العاملين الصحيين و/أو عدم استعدادهم للاعتراف باحتياجات الصحة الجنسية للمراهقات.

ويزيد الاعتداء الجنسي على الأطفال خطر الحمل غير المقصود. ووفقاً لتقديرات تقرير صادر عن المنظمة في عام 2021، تعرضت 120 مليون فتاة تقل أعمارهن عن 20 سنة للعنف الجنسي من جانب شخص آخر غير الشريك. ويتجذر هذا الاعتداء بعمق في مظاهر عدم المساواة بين الجنسين؛ ويضر بالفتيات أكثر من الفتيان، وإن كان يضر أيضا بالعديد من الفتيان. وتشير التقديرات إلى تعرّض طفل واحد على الأقل كل 8 أطفال في العالم للاعتداء الجنسي قبل بلوغ سن الثامنة عشرة وتعرض فتاة واحدة كل 20 فتاة تتراوح أعمارهن بين 15 و19 سنة لممارسة الجنس قسراً في حياتهن، في عام 2020.

ويشير تقرير المنظمة المعنون تقديرات انتشار العنف ضد المرأة لعام 2018 إلى ما يلي: "تعرضت المراهقات المتراوحة أعمارهن بين 15 و19 سنة (24%) حسب التقديرات للعنف الجسدي و/أو الجنسي من جانب عشير مرة واحدة على الأقل في حياتهن بينما تعرضت الفتيات المراهقات والشابات المتراوحة أعمارهن بين 15 و24 سنة بنسبة 16% لهذا العنف خلال فترة الاثني عشر شهراً الماضية."

وتدابير الوقاية من الحمل والولادة لدى المراهقات ومن زواج الأطفال هي جزء من خطة أهداف التنمية المستدامة التي خُصصت لها مؤشرات، بما في ذلك المؤشر 3-7-2 أي "معدل الولادات لدى المراهقات (10-14 سنة؛ و 15-19 سنة) لكل 1000 امرأة في تلك الفئة العمرية"، والمؤشر 5-3-1 أي "نسبة النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 24 سنة واللاتي تزوجن قبل بلوغ سن الثامنة عشرة."

وقد ركزت الاستراتيجيات والتدخلات المتعلقة بحمل المراهقات على الوقاية من الحمل. ومع ذلك، يولى اهتمام متزايد لتحسين إتاحة خدمات رعاية الأمهات الجيدة للمراهقات الحوامل والأمهات. وترسم البيانات المتوافرة عن إتاحة هذه الخدمات صورة مختلطة. وتعتمد إتاحة الرعاية الجيدة على السياق الجغرافي والوضع الاجتماعي للمراهقات. وحتى في الحالات التي تكون فيها إتاحة الخدمات غير محدودة، يبدو أن المراهقات يحصلن على خدمات أقل جودة في مجالي الرعاية السريرية والدعم التفاعلي مقارنة بالنساء البالغات.

استجابة منظمة الصحة العالمية

تعمل المنظمة مع الجهات الشريكة على الدعوة إلى الاهتمام بالمراهقات، وبناء قاعدة بيّنات ووبائيات لدعم العمل، واستحداث أدوات لدعم البرامج واختبار هذه الأدوات، وبناء القدرات، وتنفيذ مبادرات تجريبية في العدد المحدود والمتنامي من البلدان التي تدرك الحاجة إلى الاهتمام بالصحة الجنسية والإنجابية للمراهقات. وبفضل هذه الجهود الجماعية، أصبحت صحة المراهقات في صميم برنامج العمل العالمي في مجالي الصحة والتنمية. وفي هذا السياق المتغير، تواصل المنظمة عملها في جميع القطاعات لدعم البلدان في التصدي بفعالية لظاهرة حمل المراهقات في إطار برامجها الوطنية، والوقاية من زواج الأطفال وتوفير الرعاية والدعم للمراهقات المتزوجات.

وحمل المراهقات ظاهرة عالمية لها أسباب معروفة بوضوح وعواقب صحية واجتماعية واقتصادية خطيرة على الأفراد والأسر والمجتمعات. وهناك توافق في الآراء بشأن ما يلزم اتخاذه من إجراءات مُسندة بالبيّنات للوقاية من هذه الظاهرة. ويتزايد الالتزام بالوقاية من زواج الأطفال ومن الحمل والولادة لدى المراهقات على المستوى العالمي والإقليمي والوطني. وقد قادت منظمات غير حكومية هذه الجهود في عدة بلدان. وتتولى الحكومات في عدد متزايد من البلدان زمام المبادرة لوضع برامج واسعة النطاق. وتشجع البلدان الأخرى وتلهمها للقيام بما هو ممكن وبما يلزم عمله على وجه السرعة الآن. 


المراجع

1- Sully EA, Biddlecom A, Daroch J, Riley T, Ashford L, Lince-Deroche N et al., Adding It Up: Investing in Sexual and Reproductive Health 2019. New York: Guttmacher Institute; 2020 

2- Darroch J, Woog V, Bankole A, Ashford LS. Adding it up: Costs and benefits of meeting the contraceptive needs of adolescents. New York: Guttmacher Institute; 2016 

3- United Nations, Department of Economic and Social Affairs, Population Division. World Population Prospects 2022 - Special Aggregates, Online Edition; 2022.

4- Zambia Statistics Agency, Ministry of Health (MOH) Zambia, and ICF. Zambia Demographic and Health Survey 2018. Lusaka, Zambia, and Rockville, Maryland, USA: Zambia Statistics Agency, Ministry; 2018 

5- Philippine Statistics Authority (PSA) and ICF. Philippines National Demographic and Health Survey 2017. Quezon City, Philippines, and Rockville, Maryland, USA: PSA and CF; 2018 

6- Chung, W.H, Kim, ME., Lee, J. Comprehensive understanding of risk and protective factors related to adolescent pregnancy in low- and middle-income countries: A systematic review. Journal of Adolescence. 201869: 180-188