WHO / Blink Media - Tali Kimelman
Motherboards from computers wait to be recycled at Triex Company in Montevideo, Uruguay on 15 March 2021
© Credits

النفايات الإلكترونية

1 تشرين الأول/أكتوبر 2024

حقائق رئيسية

  • النفايات الإلكترونية هي مصدر النفايات الصلبة الأسرع تنامياً في العالم (1).
  • في عام 2019، أُنتج ما يُقدر بنحو 53.6 مليون طن من النفايات الإلكترونية على مستوى العالم، ولكن الكمية التي تم توثيق جمعها وإعادة تدويرها رسمياً بلغت 17.4% فقط (2).
  • الرصاص هو أحد المواد الشائعة التي تُطلق في البيئة عند إعادة تدوير النفايات الإلكترونية أو تخزينها أو التخلص منها عن طريق القيام بأنشطة رديئة، مثل الحرق في الهواء الطلق (3).
  • قد تخلّف أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية العديد من الآثار الضارة على صحة الإنسان. والأطفال والنساء الحوامل هم الأشخاص المعرضون للخطر بشكل خاص.
  • تقدّر منظمة العمل الدولية ومنظمة الصحة العالمية أن ملايين النساء والأطفال العاملين في قطاع إعادة التدوير غير الرسمي حول العالم قد يكونون عرضة لخطر التعرّض للنفايات الإلكترونية (4).

لمحة عامة

في كل عام، يجري التخلص من ملايين الأجهزة الكهربائية والإلكترونية لأن المنتجات تتعطّل أو تصبح قديمة، وتُرمى هذه الأجهزة. وتُعتبر هذه الأجهزة المهملة نفايات إلكترونية ويمكن أن تشكّل تهديداً للبيئة وصحة الإنسان إن لم يجرِ معالجتها والتخلص منها وإعادة تدويرها بشكل مناسب. وتشمل العناصر الشائعة في مصادر النفايات الإلكترونية أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة والأجهزة المنزلية الكبيرة، وكذلك المعدات الطبية. وفي كل عام، يتم إعادة تدوير ملايين الأطنان من النفايات الإلكترونية باستخدام تقنيات غير سليمة بيئياً، ومن المحتمل أنها تُخزن في المنازل والمستودعات، أو يتم التخلص منها أو تُصدر أو يُعاد تدويرها في ظل ظروف رديئة. وعندما تُعالج النفايات الإلكترونية عن طريق أنشطة رديئة، يمكن أن تطلِق ما يصل إلى 1000 مادة كيميائية مختلفة في البيئة، بما في ذلك السموم العصبية الضارة مثل مادة الرصاص (3). والنساء الحوامل والأطفال هم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر بشكل خاص بسبب مساراتهم الفريدة للتعرض وحالتهم التنموية. وتقدّر منظمة العمل الدولية أن 16.5 مليون طفل كانوا يعملون في القطاع الصناعي في عام 2020، الذي تعد معالجة النفايات قطاعاً فرعياً منه (4).

نطاق المشكلة

إن النفايات الإلكترونية هي مصدر النفايات الصلبة الأسرع تنامياً في العالم، إذ تزداد أسرع بثلاث مرات من سكان العالم (1). ومن المعروف أن ما يقل عن ربع النفايات الإلكترونية المنتجة عالمياً في عام 2019 تم إعادة تدويره رسمياً؛ ومع ذلك، تحتوي مصادر النفايات الإلكترونية على موارد قيمة ومحدودة يمكن إعادة استخدامها إذا أُعيد تدويرها بشكل مناسب. ولذلك، أصبحت النفايات الإلكترونية مصدراً مهماً للدخل بالنسبة إلى الأفراد، بل وحتى المجتمعات. ومع ذلك، يواجه الأشخاص الذين يعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وخاصة الأطفال، أكبر المخاطر الناجمة عن النفايات الإلكترونية بسبب الافتقار إلى القوانين الملائمة والقدر الكافي من التدريب والبنية التحتية لإعادة التدوير. وعلى الرغم من أن اللوائح الدولية تستهدف التحكم في نقل النفايات الإلكترونية من بلد إلى آخر، يستمر نقل النفايات الإلكترونية عبر الحدود إلى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، وكثيراً ما يكون ذلك بشكل غير قانوني. وتعتبر النفايات الإلكترونية نفايات خطرة لأنها تحتوي على مواد سامة أو يمكن أن تطلق مواد كيميائية سامة عند معالجتها بشكل غير مناسب. ويُعرف، أو يُشتبه، بأن الكثير من هذه المواد السامة تسبّب ضرراً على صحة الإنسان، وقد أُدرج العديد منها في قائمة المواد الكيميائية العشر التي تثير قلقاً في مجال الصحة العامة، بما في ذلك الديوكسينات والرصاص والزئبق. وتشكّل إعادة التدوير الرديئة للنفايات الإلكترونية تهديداً للصحة والسلامة العامتين.

التعرض للنفايات الإلكترونية

تحتوي المعدات الكهربائية والإلكترونية على العديد من المواد السامة المختلفة. ورغم أنه من غير المحتمل أن يلامس المستخدمون أياً من هذه المواد عندما تكون المعدات قيد الاستخدام، فإنه عندما تصبح المعدات نفايات، قد تُطلق هذه المواد السامة في البيئة إذا تم إدارة الأجهزة باستخدام ممارسات وأنشطة غير سليمة بيئياً. وقد لُوحظت عدة ممارسات غير سليمة في مواقع النفايات الإلكترونية بما في ذلك:

  • النبش
  • الرمي على الأرض أو في المسطحات المائية
  • الطمر إلى جانب النفايات العادية
  • الحرق أو التسخين في الهواء الطلق
  • الحمامات الحمضية أو الغسل الحمضي
  • تجريد الطلاء البلاستيكي وتمزيقه
  • التفكيك اليدوي للمعدات.

وتعتبر هذه الأنشطة خطرة على البيئة وصحة الإنسان لأنها تطلق ملوّثات سامة، وتلوّث الهواء والتربة والغبار والماء في مواقع إعادة التدوير وفي المجتمعات المجاورة. ويُعتبر الحرق أو التسخين أحد أخطر الأنشطة بسبب الأبخرة السامة المتولدة. وبمجرد وصولها إلى البيئة، يمكن للملوثات السامة من النفايات الإلكترونية أو المنتجة من خلال أنشطة إعادة التدوير غير السليمة أن تنتقل لمسافات كبيرة من نقطة التلوث، ممّا يعرض الناس في المناطق البعيدة لمواد ضارة بالصحة.

الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر

لقد أُثيرت مجموعة من الحصائل الصحية الضارة المرتبطة بأنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

والأطفال والنساء الحوامل هم الأشخاص المعرضون بشكل خاص لآثار الملوّثات الخطرة الناتجة عن أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية غير الرسمية. وكثيراً ما يُشارك الأطفال في جمع النفايات ونبشها، وحرق النفايات الإلكترونية المهملة، والتفكيك اليدوي للمعدات إلى أجزائها المكوّنة. وفي بعض البلدان، قد يكون الأطفال مصدراً للعمالة الرخيصة وتمنحهم أناملهم الصغيرة ميزة في تفكيك أصغر المعدات. وتعرّض هذه الأنشطة الأطفال بشكل مباشر للإصابة ولمستويات عالية من المواد الكيميائية الخطرة. والعمل كشخص جامع للنفايات هو عمل خطير وتعتبره منظمة العمل الدولية أحد أسوأ أشكال عمل الأطفال. وفي عام 2020، قدّرت منظمة العمل الدولية أن ما يصل إلى 16.5 مليون طفل على مستوى العالم يعملون في القطاع الصناعي، الذي تعد معالجة النفايات قطاعاً فرعياً منه (4). ولا يُعرف عدد الأطفال العاملون الذين يشاركون في إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بشكل غير رسمي.

وخلال فترة الحمل، ولدى الرضع والأطفال، قد يرتبط التعرّض للنفايات الإلكترونية بالآثار الصحية التالية:

  • الحصائل السلبية لدى حديثي الولادة، بما في ذلك زيادة معدلات الإملاص والولادة المبكرة؛
  • الحصائل المتعلقة بالنمو العصبي والتعلم والسلوك، لا سيما فيما يخص مادة الرصاص الذي يتم إطلاقها من خلال الأنشطة غير الرسمية لإعادة تدوير النفايات الإلكترونية؛
  • انخفاض وظائف الرئة والجهاز التنفسي وزيادة حدوث الربو، الذي قد يكون مرتبطاً بمستويات عالية من تلوث الهواء الذي يميّز العديد من مواقع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية.

ويتعرض الأطفال والنساء الحوامل لخطر أكبر من البالغين فيما يخص الملوّثات المنبعثة من جراء أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية غير الرسمية بسبب أوجه ضعفهم الفريدة. ويتعرّض الأطفال لأنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بحالات مختلفة. وتطلِق أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية مواد كيميائية سامة، مثل مادة الزئبق، يمكن أن تعبر المشيمة وقد تلوث حليب الأم. وإضافة إلى ذلك، فإن الأطفال لديهم حساسية عالية جداً ضد العديد من الملوّثات المنبعثة من خلال إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بسبب أجهزتهم سريعة النمو، بما في ذلك الجهاز التنفسي والجهاز المناعي والجهاز العصبي المركزي. وتحتوي النفايات الإلكترونية على عدة مواد سامة عصبية معروفة ومشتبه بها، بما في ذلك الرصاص والزئبق، قد تعطل نمو الجهاز العصبي المركزي أثناء الحمل والرضاعة والطفولة والمراهقة. وقد تؤثر أيضاً بعض المواد السامة الضارة الصادرة عن النفايات الإلكترونية على التطور الهيكلي ووظيفة الرئتين. وقد تؤدي التغيّرات الحاصلة في أنظمة الأطفال قيد التطور نتيجة للنفايات الإلكترونية إلى حدوث ضرر لا يمكن إصلاحه وتؤثّر عليهم مدى الحياة.

الوقاية والإدارة

إن الإجراءات الوطنية والدولية ضرورية من أجل حماية المجتمعات من أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية الخطرة. وتشمل الإجراءات التي يمكن اتخاذها ما يلي:

  • اعتماد اتفاقات دولية رفيعة المستوى، وإنفاذها؛
  • وضع وتنفيذ تشريعات وطنية لإدارة المخلفات الإلكترونية تحمي الصحة العامة؛
  • إدراج تدابير الحماية الصحية في التشريعات الوطنية؛
  • رصد مواقع النفايات الإلكترونية والمجتمعات المحلية المحيطة؛
  • تنفيذ ورصد التدخلات التي تعمل على تحسين أنشطة إعادة تدوير النفايات الإلكترونية غير الرسمية، وحماية الصحة العامة، وضمان المصادر الحيوية لإيرادات المجتمع المحلي؛
  • تثقيف العاملين الصحيين على جميع المستويات بشأن قضايا صحة الطفل المتعلقة بالنفايات الإلكترونية؛
  • القضاء على عمل الأطفال.

الاتفاقات الدولية

تنص اتفاقية بازل على ضوابط لحركة النفايات الخطرة عبر الحدود والتخلص منها. وهي اتفاق بيئي شامل يهدف إلى معالجة القضايا المحيطة بالنفايات الخطرة، بما في ذلك النفايات الإلكترونية وإدارتها. وفي عام 2019، دخل تعديل اتفاقية بازل الخاص بالحظر حيز التنفيذ. ويحظر التعديل نقل النفايات الخطرة، بما في ذلك النفايات الإلكترونية، من بلدان منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي وبلدان المفوضية الأوروبية وليختنشتاين إلى الدول الأخرى الأطراف في الاتفاقية. وتنظّم اتفاقية بازل برامج وحلقات عمل لوضع وتقديم إرشادات بشأن الإدارة السليمة بيئياً للنفايات الإلكترونية. وتوفّر للدول أيضاً مبادئ توجيهية للتمييز بين النفايات وغير النفايات، ونقل النفايات الإلكترونية عبر الحدود. وإضافة إلى ذلك، تُوجد أيضاً اتفاقيات إقليمية، مثل اتفاقية باماكو واتفاقية وايغاني. وقد نشأت هاتان الاتفاقيتان الإقليميتان استجابة لاتفاقية بازل، وتهدفان إلى زيادة تقييد حركة النفايات الخطرة، بما في ذلك النفايات الإلكترونية، في بلدان أفريقيا وجنوب المحيط الهادئ، على التوالي.

استجابة المنظمة

تساهم مبادرة منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالنفايات الإلكترونية وصحة الأطفال في عدد من البرامج الدولية المتعلقة بالنفايات الإلكترونية والمشاريع الرائدة في بلدان أمريكا اللاتينية وأفريقيا. وتضع هذه المشاريع الرائدة أُطراً لحماية صحة الأطفال من التعرض للنفايات الإلكترونية التي يمكن تكييفها وتكرارها في سائر البلدان والمواقع. وتهدف المبادرة إلى ما يلي:

  • زيادة فرص الحصول على البينات والمعارف والوعي فيما يخص الآثار الصحية للنفايات الإلكترونية؛
  • تحسين قدرة القطاع الصحي على إدارة المخاطر والوقاية منها؛
  • تسهيل رصد التعرّض للمخلّفات الإلكترونية والتدخلات التي تحمي الصحة العامة.

وفي عام 2021، أصدرت المنظمة تقريرها العالمي الأول بشأن المخلفات الإلكترونية وصحة الطفل، الذي دعا إلى اتخاذ إجراءات أكثر فعالية وإلزاماً من أجل حماية الأطفال من التهديد المتزايد. وقد أعدت المنظمة أدوات تدريبية للقطاع الصحي، مثل الحزمة التدريبية لفائدة مقدمي الرعاية الصحية التي تم تحديثها مؤخراً، بما في ذلك وحدة تدريبية محدّدة بشأن مادة الرصاص والمخلّفات الإلكترونية وصحة الطفل. وإضافة إلى ذلك، تساهم المنظمة في إعداد أدوات للتدريب المتصل بالقدرات في وكالات متعدّدة، بما في ذلك الدورة الإلكترونية المفتوحة الضخمة بشأن تحدي النفايات الإلكترونية (MOOC) ودورة مشتركة مع منظمة الصحة للبلدان الأمريكية.

المراجع

  1. Tackling informality in e-waste management: the potential of cooperative enterprises. Geneva: International Labour Organization; 2014 (https://www.ilo.org/sector/Resources/publications/WCMS_315228/lang--en/index.htm)
  2. Forti V, Balde CP, Kuehr R, Bel G. The Global E-waste Monitor 2020: quantities, flows and the circular economy potential. Bonn, Geneva, Vienna: United Nations University, International Telecommunication Union, International Solid Waste Association; 2020 (https://ewastemonitor.info/)
  3. Widmer R, Oswald-Krapf H, Sinha-Khetriwal D, Schnellmann M, Böni H. Global perspectives on e-waste. Environ Impact Assess Rev. 2005;25(5):436-458. 
  4. Child labour: global estimates 2020, trends and the road forward. Geneva: International Labour Organization; 2021 (https://www.ilo.org/ipec/ChildlabourstatisticsSIMPOC/lang--en/index.htm).