© WHO/Cristopher Michel
People living in or travelling to endemic areas should be advised not to walk barefoot, as footwear and clothing in general can protect against puncture wounds.
© Credits

الورم الفطري

14 كانون الثاني/يناير 2022

Key facts

  • الورم الفطري مرض معد ومزمن يدمر تدريجياً الأنسجة الموجودة تحت الجلد وينتشر في الجسم ليؤثر على الجلد والأنسجة العميقة والعظام.
  • يمكن أن تسبّب الورم الفطري أنواع مختلفة من البكتيريا أو الفطريات.
  • يحدث الورم الفطري في البيئات المدارية وشبه المدارية التي تتسم بقصر مواسم الأمطار وطول مواسم الجفاف والتي تلائم نمو الشجيرات الشوكية.
  • العبء العالمي للمرض مجهول، ولكنه متوطّن في كل من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
  • يسبّب الورم الفطري معدلات مراضة عالية وآثاراً طبية وصحّية واجتماعية واقتصادية ضارة عديدة للمرضى والمجتمعات المحلية والخدمات الصحّية في المناطق المتضرّرة.
  • ينبغي أن يُنصح الأشخاص المقيمون في المناطق التي يتوطّنها المرض أو المسافرون إليها بعدم المشي حفاة، إذ يمكن الوقاية عموماً من الجروح الناجمة عن وخز الأشواك بانتعال الأحذية وارتداء الملابس.

الورم الفطري مرض مزمن يصيب القدم عادةً، ولكنه يمكن ان يصيب أي جزء آخر من الجسم. وتنجم عدواه على الأرجح عن التلقيح الرضحي لفطريات أو بكتيريا معينة في النسيج تحت الجلدي. وقد اُشير حتى الآن إلى وجود أكثر من 70 نوعاً من البكتيريا والفطريات المختلفة بوصفها عوامل مسبّبة للمرض.

وعادةً ما يصيب الورم الفطري الشباب، ولاسيما الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و30 عاماً في البلدان النامية. وأكثر من يتضرّر بهذا المرض الأشخاص الذين يعيشون في أوضاع اجتماعية واقتصادية متدنية وأصحاب الحرف اليدوية مثل المزارعين والعمال والرعاة.

ويسبّب الورم الفطري آثاراً طبية وصحّية واجتماعية واقتصادية ضارة عديدة للمرضى والمجتمعات المحلية والسلطات الصحّية.

وكان قد أُبلغ عن الورم الفطري لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر في مادوراي، الهند، لذا أُطلق عليه بداية اسم قدم مادورا. ولا تتوفر حالياً بيانات دقيقة عن معدلات الإصابة بالمرض وانتشاره، بيد أن الكشف المبكر والعلاج ضروريان للحد من معدلات المراضة وتحسين حصائل العلاج.

توزيع المرض

تتوزع الكائنات المسبّبة للورم الفطري في جميع أنحاء العالم ولكنها تتوطّن المناطق المدارية وشبه المدارية في ما يُسمى "حزام الورم الفطري"، الذي يشمل كلاً من جمهورية فنزويلا البوليفارية، وتشاد، وإثيوبيا، والهند، وموريتانيا، والمكسيك، والسنغال، والصومال، والسودان، وتايلند، واليمن، من بين بلدان أخرى. ويختلف عدد الحالات المبلغ عنها بحسب البلد، ولكن تتركز معظم الحالات المُبلغ عنها في الوقت الراهن في المكسيك والسودان.

انتقال المرض

ينتقل المرض عندما يخترق الكائن الحي المسبّب له الجسم عبر رضح صغير أو إصابة بجرح نافذ ناجم عادةً عن وخزات الأشواك. وهناك علاقة واضحة بين الإصابة بالورم الفطري والأفراد الذين يمشون حفاة ويمتهنون حرفاً يدوية.

الخصائص السريرية

يتسم الورم الفطري بمزيج من الكتل تحت الجلدية غير المؤلمة والجيوب المتعددة والإفرازات التي تحتوي على حبيبات، علماً بأن العامل المسبّب للمرض يوجد داخل تلك الحبيبات. وعادةً ما ينتشر المرض ليصيب الجلد والبُنى العميقة والعظام ويتسبّب في تلف الوظائف وتشوهها وفقدانها، وقد يفتك بالمصاب به. ‎ويصيب الورم الفطري عادةً الأطراف والظهر والمنطقة الألوية، ولكنه يمكن أن يصيب أي جزء آخر من الجسم. ونظراً لبطء مراحل تطوره وطبيعته غير المؤلمة والافتقار إلى التوعية الصحّية وندرة المرافق الطبية والصحّية في المناطق التي يتوطّنها، يحضر العديد من المرضى في وقت متأخر عندما تصبح إصابتهم بالعدوى في طور متقدم يكون فيه البتر العلاج الوحيد المتاح. وتعد الإصابة بعدوى المرض البكتيرية الثانوية شائعة ويمكن أن تسبّب الآفات زيادة الألم والعجز والإصابة بالإنتان الدموي المميت (عدوى وخيمة تصيب كامل أجهزة جسم الإنسان) إن لم تُعالج، علماً بأن عدوى المرض لا تنتقل من إنسان إلى آخر.

تشخيص المرض

يستند تشخيص الورم الفطري إلى الأعراض السريرية وتحديد الكائنات المسبّبة له التي يمكن كشفها بالفحص المباشر للحبيبات التي تفرزها الجيوب. ويمكن أخذ العينات عن طريق الشفط بواسطة إبرة دقيقة أو الخزع الجراحية. ورغم أن الفحص المجهري للحبيبات مفيد في الكشف عن الكائن المسبّب للمرض، فإن من الضروري مواصلة تحديد هذه الكائنات عن طريق الاستزراع، ولكن حتى في تلك الحالة قد يحدث خطأ في التصنيف أيضاً. ويعد تحديد هذه الكائنات عن طريق تفاعل البوليميراز التسلسلي الطريقة الأكثر موثوقية، ولكن تكلفتها باهظة فضلاً عن افتقارها إلى تقنيات موحّدة. ولا يوجد اختبار تشخيص سريع في نقطة الرعاية يمكن إجراؤه في هذا المجال. ويمكن استخدام تقنيات التصوير بما فيها الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية والرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي بالحاسوب لتقييم حجم الآفات وتخطيط التدبير العلاجي السريري.

علاج المرض

يتوقف العلاج على نوع الكائنات المسبّبة للمرض. فبالنسبة للورم الفطري البكتيري، يتمثل العلاج في توليفة من المضادات الحيوية في حين يتكون علاج الورم الفطري الناجم عن الفطريات من توليفة من الأدوية المضادة للفطريات والجراحة. ويستغرق العلاج وقتاً طويلاً ويخلف أعراضاً جانبية كثيرة، ولا يتوفر في المناطق التي يتوطّنها المرض، والأهم من ذلك أن نتائجه غير مرضية في أحيان كثيرة. ومن الشائع بتر الأعضاء وتواتر الإصابة بالالتهابات في حالة الورم الفطري الناجم عن الفطريات.

الوقاية من المرض ومكافحته

لا يندرج الورم الفطري ضمن الأمراض الواجب الإبلاغ عنها (بحكم القانون) ويجري حالياً العمل على وضع نظام عالمي لترصده. ولا توجد بعدُ برامج لمكافحة الورم الفطري إلا في السودان. ومن الصعب الوقاية من عدواه، غير أنه ينبغي نصح الأشخاص المقيمين في المناطق التي يتوطّنها المرض أو المسافرين إليها بألا يمشوا حفاة.

استجابة المنظّمة والاستجابة العالمية

سعياً إلى بناء القدرات الوطنية اللازمة لمكافحة الورم الفطري، عقدت حكومة السودان والمنظّمة حلقة العمل التدريبية الدولية الأولى بشأن الورم الفطري في الخرطوم خلال الفترة من 10 إلى 14 شباط/ فبراير 2019. وقد استندت حلقة العمل إلى خبرات مركز أبحاث الورم الفطري في الخرطوم، وحضرها قرابة 70 موظفاً صحّياً من بلدان كثيرة يتوطّنها الورم الفطري. وأتاحت حلقة العمل فرصة فريدة لتبادل الخبرات وتوحيد الممارسات المتبعة في مجالات التشخيص والعلاج والترصّد.

وأعقب حلقة العمل عقد المؤتمر الدولي السادس بشأن الورم الفطري في الخرطوم خلال الفترة من 15 إلى 17 شباط/ فبراير 2019. واعتمد المؤتمر "نداء الخرطوم للعمل بشأن الورم الفطري" الذي يدعو طائفة واسعة من الجهات الفاعلة إلى اتخاذ تدابير محدّدة في مجالي الصحة العامة والسياسات من أجل التصدّي لعبء هذا المرض.

الفرص المتاحة

يتطلب وضع استراتيجية صحية عامة للوقاية من الورم الفطري ومكافحته جمع بيانات وبائية عن عبء المرض والاستثمار في البحث وتطوير المنتجات، لكي يتسنى تنفيذ ممارسات عالية المردودية بشأن الوقاية والتشخيص والعلاج المبكر والتدبير العلاجي للحالات في الأماكن الشحيحة الموراد.

ويشكّل التقصي النشط للحالات من خلال التشخيص والعلاج المبكرين باستخدام الأدوات المتاحة حالياً النهج الأنسب في الوقت الحاضر لتقليل حالات المراضة والإعاقة الناجمة عن مرض الورم الفطري. ولكن يلزم اتخاذ إجراءات هامة في مجال الصحة العامة للتصدّي لعبء الورم الفطري. وفيما يلي بعض هذه الإجراءات:

  • إدراج الورم الفطري في نظم الترصّد الوطنية وإنشاء سجل في البلدان المتضرّرة؛
  • دمج الكشف عن الورم الفطري في النهج المتعلق بأمراض المناطق المدارية المهملة الجلدية لتحسين الكشف المبكر؛
  • تحسين إتاحة وسائل التشخيص والأدوية وتنقيح بروتوكولات التدبير العلاجي للحالات؛
  • تعزيز التدابير الوقائية (مثل انتعال الأحذية) لتقليل الإصابات؛
  • تعزيز الوعي في أوساط المجتمعات المحلية المتضرّرة وبناء قدرات العاملين الصحّيين.

وتتحرى مبادرة أدوية أمراض المناطق المدارية المهملة والجهات الشريكة الأخرى حالياً مدى مأمونية ونجاعة دواء فوسرافوكونازول في علاج الورم الفطري الناجم عن الفطريات في السودان. وسيسمح اعتماد نتائج هذا العلاج، في حال نجاحه، بتقليص مدة البروتوكول العلاجي، ممّا سيعزّز الامتثال للعلاج ويوفر الموارد المالية، إضافة إلى الارتفاع المتوقع في معدلات الشفاء.