إصابة الحبل النخاعي

16 نيسان/أبريل 2024

حقائق رئيسية

  • يتعايش أكثر من 15 مليون شخص في العالم مع إصابات الحبل النخاعي.
  • تعزى معظم حالات اصابة الحبل النخاعي إلى الرضح، بما في ذلك الإصابات الناجمة عن السقوط أو حوادث المرور أو العنف، وبالتالي فإنه يمكن الوقاية منها.
  • يعد الأشخاص الذين يعانون من إصابات الحبل النخاعي عرضةً لخطر الإصابة بحالات صحية ثانوية يمكن أن تكون موهنة ومهددة للحياة، ويمكن أن تسبّب الوفاة المبكرة.
  • ترتبط إصابة الحبل النخاعي بتدنّي معدلات الالتحاق بالمدارس والمشاركة الاقتصادية، مما يسفر عن تكاليف فردية ومجتمعية باهظة.
  • تعد فعالية الوقاية والعلاج وإعادة التأهيل والرعاية الصحية المستمرة ضرورية لتخفيف العبء العالمي لإصابات الحبل النخاعي. 

لمحة عامة

يشير مصطلح 'إصابة الحبل النخاعي' إلى الضرر الذي يلحق بالحبل النخاعي نتيجة لتعرّضه للرضح (جراء السقوط والإصابات الناجمة عن حوادث المرور مثلاً) أو لأسباب غير مرتبطة بالرضح مثل الأورام أو الحالات الصحية التنكسية والوعائية أو حالات العدوى أو السموم أو العيوب الخلقية.

وتتوقف شدة الضعف المرتبط بإصابة الحبل النخاعي على مدى وخامة الإصابة وموضعها في الحبل النخاعي. وتؤدي إصابة الحبل النخاعي إلى فقدان كامل أو جزئي للوظائف الحسية و/أو الحركية تحت موضع الإصابة. ولا تتوقف وظائف الذراع في حال الشلل السُفلي، ولكنها تتضرر في حال الشلل الرباعي. ويمكن أن يحدث خلل الوظائف المستقلة للجهاز العصبي يكون له تأثير على مختلف الوظائف في أي مستوى من مستويات الإصابة.

وغالبا ما يؤدي التدبير العلاجي غير الملائم للعاهات والحالات الصحية الثانوية المرتبطة بإصابة الحبل النخاعي إلى الوفاة المبكرة.

ويمكن أن تحد إصابة الحبل النخاعي من القدرة على أداء الأنشطة اليومية، بما فيها المشي واستعمال اليدين والتفريغ الفسيولوجي للأمعاء/ المثانة أو الاغتسال وارتداء الملابس. وتتفاقم القيود بفعل المفاهيم المغلوطة والمواقف السلبية والحواجز المادية التي تعوق التنقّل الأساسي، مما يقيّد الاستقلال والمشاركة المجتمعية الكاملة. وتعد إصابة الحبل النخاعي سبباً رئيسياً للإعاقة الطويلة الأجل، حيث كانت تمثل في عام 2021 أكثر من 4,5 مليون سنة من سنوات الحياة المفقودة بسبب العجز.

وتجدر الإشارة إلى أن العديد من القيود المفروضة على أداء الأنشطة والمشاركة في مجالات هادفة من الحياة اليومية لا تنجم عن الحالة الصحية نفسها، بل عن الإتاحة غير الكافية أو غير الملائمة للرعاية الطبية وخدمات إعادة التأهيل والتكنولوجيات المساعِدة، وعن عبء اقتصادي ثقيل، فضلاً عن الحواجز التي تنطوي عليها البيئات المادية والاجتماعية والسياساتية. فعلى سبيل المثال، لا يحصل على الكراسي ذات العجلات سوى 5% إلى 35٪ من الأشخاص الذين يحتاجون إليها في العالم.

نطاق المشكلة

تشير التقديرات العالمية إلى أن عدد الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي في عام 2021 بلغ حوالي 15,4 مليون شخص.

ويعد الذكور أكثر عرضةً لإصابة الحبل النخاعي من الإناث، حيث يعزى الارتفاع المستمر لمعدلات انتشار هذه الإصابة وسنوات الحياة المفقودة بسبب العجز إلى هذه الفئة السكانية.

ويرتبط متوسط العمر المتوقع لدى الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي ارتباطاً وثيقاً بالضعف العصبي والحالات الصحية الثانوية التي يمكن الوقاية منها. وغالباً ما يموت الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي في وقت مبكر بسبب عواملٍ مرتبطة بالنظام الصحي من قبيل عدم كفاية فرص الحصول على الخدمات الصحية أو رداءة نوعيتها. ويزيد معدل وفيات الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي داخل المستشفيات بنحو ثلاثة أضعاف في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مقارنة بالبلدان المرتفعة الدخل.

وتحول المفاهيم المغلوطة والمواقف السلبية والحواجز التي تعوق التنقّل دون مشاركة العديد من الأفراد مشاركةً مجتمعية كاملة. ويعد الأطفال الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي أقل احتمالاً من أقرانهم لمباشرة الدراسة، كما أنهم أقل احتمالاً للتقدم في حياتهم الدراسية بعد تسجيلهم في المدرسة. ويواجه البالغون الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي نفس الحواجز التي تعوق المشاركة الاقتصادية، حيث تتجاوز معدلات البطالة في صفوفهم 60٪.

ويواجه العديد من الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي والقائمين على رعايتهم وأُسرهم عواقب اجتماعية واقتصادية جسيمة. وعلى الرغم من أن البيانات الحالية تقلّل من تقديرات التكلفة العالمية لإصابة الحبل النخاعي، إلا أن عبءها الاقتصادي كبير. وغالباً ما تتجاوز التكاليف غير المباشرة (فقدان الدخل مثلاً) التكاليف المباشرة، والتي تكون أعلى في السنة الأولى التي تلي ظهور إصابة الحبل النخاعي، علماً أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الإصابة يتحملّون الجزء الأكبر من التكلفة.

العلامات والأعراض

يمكن أن تظهر على الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي، رهناً بوخامة إصابتهم وموضعها، العلامات والأعراض التالية:

  • الفقدان الجزئي أو الكامل للوظيفة الحسية و/أو الوظيفة الحركية (بما فيها وظائف العضلات التنفسية)
  • اختلال وظيفتيْ الأمعاء والمثانة والوظيفة الجنسية
  • خلل في تنظيم ضغط الدم و/أو سرعة القلب و/أو درجة حرارة الجسم.

وغالباً ما ترتبط إصابة الحبل النخاعي بخطر حدوث مضاعفات، بما فيها الحالات الصحية الثانوية الموهنة والتي قد تهدد الحياة، من قبيل ما يلي:

  • الشُناج
  • ألم (مزمن)
  • حالات عدوَى السبيل البولي
  • قروح الضغط
  • المضاعفات التنفسية
  • خلل المنعكسات المستقلي
  • الخثار الوريدي العميق
  • هشاشه العظام.

وعلاوة على ذلك، قد تظهر على الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي علامات سريرية للاكتئاب، مما يؤثر سلباً على التحسينات الوظيفية وصحتهم العامة. 

ويكون خطر الوفاة في أشدّه خلال السنة الأولى بعد الإصابة، ويظل مرتفعاً مقارنة بعموم السكان.  ويعد مستوى الإصابة ووخامتها، وتوافُر الرعاية الطبية العالية الجودة في الوقت المناسب، وطريقة النقل إلى المستشفى عقب الإصابة، والوقت اللازم لدخول المستشفى من العوامل المهمة.

الأسباب وعوامل الخطر والوقاية

تشكل حالات إصابة الحبل النخاعي الرضحية الناجمة عن السقوط وحوادث المرور السبب الرئيسي لإصابة الحبل النخاعي، تليها تلك الناجمة عن العنف (بما في ذلك إيذاء النفس ومحاولة الانتحار) والإصابات ذات الصلة بالعمل أو الرياضة. كما يمكن أن تؤدي الطوارئ إلى زيادات في حالات إصابة الحبل النخاعي. ويمكن أن تسبّب الزلازل، على سبيل المثال، زيادات في حالات إصابة الحبل النخاعي الناجمة عن الرضح الكليل، فيما قد تسفر النزاعات عن زيادة في الإصابات النافذة. كما تتزايد حالات إصابة الحبل النخاعي غير الرضحية، لا سيما بين الفئات السكانية في مرحلة الشيخوخة، بسبب تزايد الأمراض غير السارية مثل الأورام والحالات الصحية التنكسية والوعائية التي يمكن أن تسبّب تلف الحبل النخاعي.

وتُتاح تدخلات فعالة للوقاية من الأسباب العديدة لإصابة الحبل النخاعي الرضحية. وتشمل هذه التدخلات إدخال تحسينات على البنية التحتية للطرق وعلى المركبات وسلوكيات الأفراد على الطرق من أجل تجنّب حوادث المرور، ووضع وقايات للنوافذ لتفادي السقوط، ووضع سياسات ترمي إلى التصدي لتعاطي الكحول على نحو ضار والحيلولة دون الحصول على الأسلحة النارية من أجل الحد من العنف، فضلاً عن استراتيجيات منع العنف العائلي والوقاية من الانتحار (بما في ذلك استراتيجيات منصفة في مجال خدمات الصحة النفسية). وتشمل الوقاية من إصابة الحبل النخاعي غير الرضحية تشخيص الحالة الصحية الأساسية وعلاجها في وقت مبكر.

وتعد الوقاية من الحالات الثانوية المرتبطة بإصابة الحبل النخاعي وتشخيصها وعلاجها في وقت مبكر أمراً ضرورياً لزيادة متوسط العمر المتوقع.

العلاج وإعادة التأهيل والتدبير العلاجي

تعد إتاحة التدبير العلاجي السابق لدخول المستشفى، والرعاية أثناء الطوارئ والرعاية الحادة، والتأهيل في الوقت المناسب ضرورية لضمان البقاء على قيد الحياة واستعادة مستويات الأداء المثلى، من أجل تقليل مخاطر الإصابة بالإعاقة الطويلة الأجل. ولا غنى عن التدبير العلاجي الطويل الأمد للحفاظ على مستوى الأداء والوقاية من الحالات الصحية الثانوية والوفيات المبكرة. وتشمل التدابير الأساسية ما يلي:

  • التدبير العلاجي الحَسن التوقيت والملائم قبل دخول المستشفى: التعرّف السريع على إصابة الحبل النخاعي المشتبه فيها، والتقييم السريع للإصابة واستهلال تدبيرها العلاجي، بما في ذلك تثبيت العمود الفقري، حسب الاقتضاء؛
  • الرعاية الحادة (بما في ذلك العملية الجراحية) الملائمة لنوع الإصابة ووخامتها، ودرجة عدم الاستقرار، ووجود انضغاط عصبي، ووفقاً لرغبات الشخص المعني وأسرته؛
  • إتاحة خدمات التأهيل المتعددة التخصصات للإصابة الحادة وبعد الحادة والمستمرة، بما فيها خدمات الصحة النفسية، من أجل التصدي للعاهات الحالية وتحسين الأداء وضمان الاستقلال والإدماج في المجتمع المحلي، بما في ذلك إعادة الإدماج المهني والرفاه العام؛
  • إتاحة المنتجات المساعِدة التي تمكّن الأفراد من الاضطلاع بأنشطتهم اليومية الضرورية لتعزيز الأداء والاستقلال والتي لولاها ما كان بإمكانهم الاضطلاع بها؛
  • إتاحة الرعاية الصحية المستمرة بغية الكشف عن المضاعفات وتدبيرها علاجياً والحد من مخاطر الإصابة بحالات صحية ثانوية؛
  • اكتساب معارف متخصّصة بشأن إصابة الحبل النخاعي وتطوير المهارات لدى مقدّمي خدمات الرعاية الطبية وإعادة التأهيل.

ولا يزال الأشخاص المصابون بإعاقات من قبيل إصابة الحبل النخاعي يعانون من إجحاف شديد في مجال الصحة. ووفقاً لاتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، يجب على الدول الأطراف أن تضمن حصول الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي على رعاية صحية مجانية أو ميسورة التكلفة تعادل في نطاقها ونوعيتها ومعاييرها تلك التي توفّرها للآخرين. ومن الضروري معالجة أوجه عدم المساواة لإنجاز هذه الولاية.

الرعاية الذاتية

يعد التدبير العلاجي الذاتي الملائم ضرورياً لتدبير العاهات المرتبطة بإصابة الحبل النخاعي تدبيراً علاجياً واستعادة مستويات الأداء المثلى والوقاية من الحالات الصحية الثانوية. ويتطلب التدبير العلاجي الذاتي توافُر الكفاءات اللازمة لتطبيق استراتيجيات الرعاية الذاتية الفعالة بشكل مستقل قدر الإمكان واتباع نمط حياة صحي.

ومع ذلك، غالباً ما يحتاج الأشخاص الذين يعانون من حالة أكثر وخامة من حالات إصابة الحبل النخاعي إلى رعاية ودعم مستمريْن يقدمهما القائمون على الرعاية غير الرسميين بشكل رئيسي. وتشمل التحديات التي يواجهها القائمون على الرعاية الإجهاد والضغط الناجم عن المهام التي يضطلعون بها والعبء المالي والعزلة الاجتماعية والافتقار إلى الخدمات المجتمعية والفجيعة عند فقدان ذويهم. وقد يكون لرعاية شخص يعاني من إصابة الحبل النخاعي أثر على صحة القائم على الرعاية ورفاهه وعلاقاته الاجتماعية. ويمكن أن يؤدي الدعم الفعّال المقدم إلى القائمين على الرعاية وتدخلات الرعاية الذاتية لتحقيق الصحة إلى التخفيف بشكل كبير من حدة الإجهاد الذي يصيب القائمين على الرعاية وتحسين نوعية الرعاية وتعزيز مشاركة الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي.

وتهدف تدخلات الرعاية الذاتية التي يقدمها العاملون الصحيون إلى تمكين الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي وأُسرهم من الاعتناء بصحتهم، والوقاية من الحالات الصحية الثانوية، والحفاظ على مستويات الأداء المثلى، وتعزيز استراتيجيات التكيّف.

استجابة المنظمة

تعمل المنظمة في طيف الخدمات بأكمله، والذي يتراوح من الوقاية الأولية من إصابة الحبل النخاعي إلى تحسين رعاية المصابين بالرضوح، مروراً بتعزيز الخدمات الصحية وخدمات إعادة التأهيل ودعم إدماج الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي. وتشمل المبادرات الرئيسية ما يلي.

  • تتناول خطة العمل العالمية المشتركة بين القطاعات بشأن الصرع والاضطرابات العصبية الأخرى 2022-2031 التحديات والثغرات في توفير الرعاية والخدمات للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية من قبيل إصابة الحبل النخاعي المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وضمان استجابة شاملة ومنسّقة بين القطاعات.
  • تضطلع المنظمة بدور الأمانة لعقد الأمم المتحدة للعمل من أجل السلامة على الطرق 2021-2030، الذي يهدف إلى خفض الوفيات والإصابات الناجمة عن حوادث المرور بنسبة 50٪ على الأقل بحلول عام 2030. ويشمل ذلك تشكيل شبكة عالمية من رؤساء الوكالات الوطنية المعنية بالسلامة على الطرق، وإعداد تقارير الحالة العالمية، وتقديم المساعدة التقنية.
  • تدعم المنظمة الجهود الرامية إلى التصدي للإصابات والعنف بطرق عديدة. وتشمل الأنشطة الدعم القُطري التقني ورصد التقدم المحرز في تحقيق غايات أهداف التنمية المستدامة المرتبطة بالإصابات، ومنع العنف، والصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان عن طريق تقارير الحالة العالمية عن السلامة على الطرق، ومنع العنف، والكحول والصحة، فضلاً عن التقارير العالمية عن منع الانتحار، من جملة إجراءات أخرى.
  • في عام 2017، أطلقت المنظمة مبادرة إعادة التأهيل 2030، التي تركّز على تعزيز النظام الصحي ودعوة أصحاب المصلحة في جميع أنحاء العالم إلى تحسين القيادة والحوكمة، وإنشاء قوة عاملة قوية متعدّدة التخصّصات تُعنى بإعادة التأهيل، وزيادة التمويل اللازم لإعادة التأهيل، وتحسين عملية جمع البيانات وإجراء البحوث المتعلقة بإعادة التأهيل. وتوفر الوحدة 3 "الحالات العصبية" من حزمة المنظمة للتدخلات المتعلقة بإعادة التأهيل إرشادات محددة بشأن التدخلات الأساسية المسندة بالبيّنات لإعادة تأهيل الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي. وعلاوة على ذلك، أطلقت المنظمة التحالف العالمي لإعادة التأهيل بغرض دعم مبادرة إعادة التأهيل 2030 عن طريق الدعوة.
  • أدرجت المنظمة إرشادات محددة بشأن رعاية الأشخاص الذين يعانون من إصابة الحبل النخاعي في منشوراتها الموجهة إلى أفرقة الطوارئ الطبية، كما أنها غالباً ما تعمل، في حالات الطوارئ، مع الدول الأعضاء والشركاء على تحسين الرعاية المتاحة للأشخاص الذي يعانون من حالات جديدة من إصابة الحبل النخاعي.